الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ملاحظات على الوساطة الكويتية فى الأزمة القطرية!

ملاحظات على الوساطة الكويتية فى الأزمة القطرية!






إذ نثمن الوساطة الكويتية والمجهودات المبذولة من سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح لإيجاد مخرج للأزمة القطرية منذ 5 يونيو الماضى، بعدما قررت كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقاطعة دويلة قطر التى ثبت - بما لا يدع مجالا للشك - تورطها فى دعم وتمويل الإرهاب والعمل على زعزعة استقرار الدول الأربع والتآمر عليها وعلى غيرها!
قد نتفهم فى ظل التركيبة السياسية والديموغرافية والطائفية للحالة الكويتية أن تتحسس أقدامها فى اتخاذ موقف الوساطة، وأن تجد لنفسها دوراً أكثر براجماتية مع الأزمة بين الرباعية لمكافحة الإرهاب والإمارة المارقة.
كان لافتا أن الوساطة الكويتية على حسن مقصدها فى الأسابيع الأولى من الأزمة، وإن باءت جميعها بالفشل، حاولت أن تلقى طوق النجاة لنظام الحكم القطرى بأكثر مما يستحق، وإعطاء مساحة وحرية حركة ومناورة أوسع لتميم ونظام الحمدين من خلفه.
 اللافت أيضا أنه رغم أن التجاوزات القطرية فى حق الشعوب والدول تجاوزت حدود الرباعية لتمتد لتهدد مناطق كثيرة فى العالم العربى والإسلامى بما فيها دولة الكويت نفسها، إلا أن تواصل الرحلات المكوكية لمبعوثى سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح لرؤساء وملوك الرباعية يحملون معهم رسائل سموه، وفات عليه أن المخاطب بالأساس هو أمير قطر المتورطة بلاده فى دعم وتمويل الإرهاب، أكثر براجماتية باحثا عن حلول ووساطة بين الأطراف الداعية لمكافحة الإرهاب من ناحية ودويلة قطر من ناحية أخرى.
اللافت أيضا أنه على الرغم من ثبوت تورط النظام القطرى بتهديد استقرار دول خليجية ودعم الإرهاب فى مصر وكذا العديد من الدول العربية والإسلامية وبما فيها دولة الكويت نفسها.
العتب على قدر المحبة.. حيث هالنا مؤخراً الموقف الكويتى والتصريحات الصادرة عن أميرها فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب لقاءه مع الرئيس الأمريكى «ترامب»، ما يفرض تساؤلات واستفهامات مؤسفة أجبرت دول المقاطعة أن تبدى أسفها فى بيان صدر عنها للرد على ما أثاره الشيخ صباح حول أن الوساطة الكويتية أوقفت تحركات عسكرية!
 الأمر جد خطير، فلم يكن مفهوما أو معروفا كيف جاء أمير الكويت بهذه المعلومات غير المدققة والخطيرة، فلم يكن الخيار العسكرى مطروحا من الأساس طوال الأزمة، فضلا عن أن تصريحاته تلك أدت إلى إحراج دول المقاطعة وصورتها فى صورة المعتدى والهدف منها قلب الآية وتصوير قطر فى صورة المجنى عليه وليس الجانى!
أضف إلى ذلك التضارب فى تفسير ما ذكره سمو الشيخ الصباح عن قبول قطر المطالب الـ13 التى أقرتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين قبيل أى حوار، ثم عادت قطر لتنفيها، فيما يمثل إحراجا دبلوماسيا وسياسيا كبيراً لجهود الوساطة الكويتية، والأغرب أن الخارجية الكويتية أو الديوان الأميرى لم يعلقا عليه بحرف واحد، بل على العكس تجاهلت النفى القطرى واستمرت فى دعوتها للوساطة، وهو أمر يقوض نزاهة الوساطة من أساسها!
المدهش أن أمير الكويت فى نفس المؤتمر الصحفى وعلى رءوس الاشهاد اعترف بأن بلاده من أكثر المتضررين من النظام القطرى، لكنها تجاوزت وسامحت، وإذا كان سموه قد تضررت بلاده قيراطا فبلادنا غرقت فى بحور الدم والفوضى والدمار بسبب هذا النظام الإرهابى، وأمر المصالحة والمسامحة يتجاوز الحكومات للشعوب أصحاب الحق وأولياء الدم الذين فاضت أرواح ذويهم من الأبرياء المدنيين وشهداء الجيش والشرطة على يد نظام الحمدين!
 الكويت التى عانت الأمرين فى فترة الغزو العراقى، وذاقت كأس الدم والدمار كان أولى بها إن لم تقف فى صف الحق والعدل والخير - حيث الرباعية الداعية لمكافحة الإرهاب - أن تقف على الحياد النزيه، وأن الوساطة الحقة هى الضغط على النظام القطرى لتنفيذ المطالب الـ13 بدلا من لعب هذه الأدوار التى أثارت الاستفهامات المؤسفة!
حتى إن الوساطة والخطاب الكويتى تبنى نفس الاستراتيجية الغربية التى بسببها توالت رحلة الحج الدبلوماسى الغربى سواء من وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التى حاولت تقويض فكرة المقاطعة عن طريق تصوير وتضييق الخلاف واعتباره شأنا خليجيا - خليجيا.
ما تقدم مجرد ملاحظات أولية على الموقف الكويتى فى الأزمة القطرية، إذا كانت المحبة لا تنفى العتب، فإن الرأى العام العربى يحتاج إلى ردود وافية وشافية وإجابات مقنعة من الكويت وسمو الشيخ صباح الأحمد الصباح حول مفهوم الوساطة الكويتية ومدى انحيازها للحق والخير والعدل فى مواجهة نظام يدعم ويمول الإرهاب!

اقرأ أيضاً
■ سر  موقف الكويت من الأزمة القطرية ص8
■ قطر وإساءة الأدب مع الكويت! ص14