الجمعة 23 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكباريه السياسى!

الكباريه السياسى!






أغلبهم -إن لم يكن جميعهم- كان يسير فى ركاب الدولة ونظامها، وما إن فاته تحقيق طموحه الشخصى، أو انسحب عنه الإعلام، أو تم تهميش دوره حتى انقلب عليها من النقيض للنقيض، وبذلك تجمع شتات أولئك المحبطين للثأر الشخصى  تحت لافتة عريضة صنعوها من أوهامهم وأعادوا تقديم أنفسهم كمناضلين فى وجه الدولة وأجهزتها معتمدين على ضعف ذاكرتنا!
 هم أشبه بأوراق اللعب «الكوتشينة» التى يعاد «تفنيطها» كل مرة تحت اسم مختلف.. فالوجوه ذاتها تلبس شعارًا سياسيًا حتى تستنفد فيه فشلها ثم تخلعه وترتدى غيره.. «فرقة الفهلوية» تضم نفس الوجوه التى كانت سابقا تحت لافتة «كفاية» ومنها إلى حركة «6 أبريل» ثم «جماعة العمل الوطنى» و«مصريون من أجل انتخابات حرة» وقبلها «الجمعية الوطنية للتغيير»، ثم انتقلنا إلى «تنظيم عاصرى الليمون» الذى ألبسنا فى الحيط وأخيرا جبهة تحمل اسم «التضامن للتغيير» التى تدلل للبحث عن مرشح رئاسى!
يتقافزون من شجرة نظام إلى أخرى.. يقتاتون على أوراق خضراء بطعم الدولار.. يسبحون بحمد العم سام، ويولون وجوههم شطر البيت الأبيض.. أسود على دماغهم بإذن الله.
ناموا فى فراش كل أعداء الوطن.. من حضن إلى حضن.. تغطوا بملاءات فاضحة زينت بشعارات نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان وخرجوا مفضوحين بفعلتهم الشائنة لما رفعت عنهم ثورة 30 يونيو الغطاء فبانت سوءاتهم!
الحجة التى عادة ما يطلقونها وهى مطالبتهم بالتغيير، حتى أنهم ابتذلوا فكرة التغيير من كثرة الاستخدام وتعبيرهم الدائم عن السأم من ذات الأشخاص فى النظام، أو حتى فى المعارضة الشرعية «الأحزاب» حتى ارتدت فى وجوههم.. فهم أنفسهم لا يتغيرون.. تجدهم فى كل مناسبة لا شرعية، وتحت كل اللافتات.. من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. وفى كل مرة يفشلون فيها تتواطأ معهم منصات إعلامية معروفة وصحف خاصة ممولة تسايرهم تحت أى مسمى، والأمر فى النهاية لا يزيد على تغيير فى المساحيق.. أما جوهر  الفشل لديهم فثابت وأهدافهم الحقيقية فى الثأر أو تعويض إحباطهم ثابتة عليهم أيضا!
«الفهلوية» مجموعة من الأفراد تجمعهم مطاردة أحلامهم، وأخطر وأسوأ ما فيها أنهم يقدمون أنفسهم على أنهم أبطال النضال من أجل الديمقراطية!
فوضى 25 يناير فتحت باب الهويس على مصراعيه، حتى تسرسبت منه أجيال متعاقبة من الفهلوية تسلموا عصا التتابع من أمثال أيمن نور وحمدين صباحى وحمدى قنديل لتطل علينا أسماء جديدة أمثال هشام جنينة وممدوح حمزة وشادى الغزالى حرب ومصطفى النجار بسماجته وإسراء عبدالفتاح بشبهاتها وحمزاوى بحظاظته.. قائمة طويلة لا تنتهى إلا بقطع الحبل الذى اعتادوا السير عليه!
«ممدوح حمزة» عراب الفهلوية بدرجة رئيس قسم.. رجل أعمال وصاحب مكتب استشارات هندسية، اعتاد ابتزاز الدولة والأنظمة المتعاقبة سياسيا لتحقيق مصالحه الاقتصادية.. فى سريره نامت حركة 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وأصبحت أمواله وثروته المتضخمة بعلامات الاستفهام بمثابة الحبل السرى التى تغذت عليها كل الحركات والجبهات المشبوهة التى لا هدف لها سوى إسقاط الدولة.. حاول الاقتراب من الأنظمة السابقة والحالية، ولما لفظته تحول إلى آلة لصنع الأكاذيب وتلفيق التهم بعد أن باع نفسه لشيطانه!
من «حمزة» إلى «صباحى» حبل الفهلوة موصول.. بدايته تتشابه مع المفضوح «أبوالفتوح».. بنى مجدًا من وهم، ارتدى عباءة عبدالناصر، وتاجر بها وتربح منها وكان أول من خان عهده ووعده!
 سار فى ركاب «البرادعى» الذى هاجم ثورة يوليو 52 وقال إن «ناصر» اضطهد والده.. خيالات الزعامة جعلته ينشق عن الحزب الناصرى وسعى لتأسيس حزب بنفس الأفكار تحت لافتة تحمل اسم «الكرامة»، التى «مرمط» كل معانيها عندما خان أفكاره ومن ناصروه وانخدعوا فيه حين مد يده فى يد الإخوان الإرهابيين رغم العداء التاريخى لمدرسته الفكرية التى يدعى أنه أحد أقطابها المعاصرين من أجل 4 مقاعد فى برلمان الإخوان لم تكن تسمن أو تغنى من جوعه السياسى!
الأقدار وسوء التقدير وضعاه فى مرتبة متقدمة فى أول انتخابات رئاسية بعد فوضى يناير.. عاش النفخة الكدابة بكل تفاصيلها، حاول اللعب على كل الحبال وأن يعيد طرح نفسه رئيسا للبلاد مجددا، مستغلا سذاجة شباب غرر به، ورغبة إخوانية فى البحث عن حصان يمتطونه فكان الفشل والجرسة السياسية من نصيبه حين تفوقت عليه الأصوات الباطلة ليكون المرشح الوحيد فى التاريخ الذى يدخل انتخابات رئاسية ينافسه فيها شخص واحد فقط ويحصل على المركز الثالث!!
فى السياسة كما فى كرة القدم.. أعظم القرارات تخص لحظة الاعتزال، قبل أن تلعنك الجماهير فى المدرجات.. احفظ لنفسك تاريخك حتى لو كان مصطنعًا بدلا من اللعب فى الوقت الضائع وتهبط شعبيتك تحت أقدام المشاهدين».. أقولها بصدق لعمرو موسى «توكل على الله واعتزل» فلم تعد تجدى صبغات الشعر ولا رابطات العنق الفخيمة فى جذب مريدين جدد.. الدنيا تغيرت من حولك.
«عمرو موسى» لا هو يخطف اللباب ولا يشغف الألباب، لا هو أقام صلاة للمعارضة، ولا نقض وضوءًا للنظام.. لو أنه زعيم كبير لالتف حوله الناس، لو كان سياسيًا مدهشًا لاجتذب الألوف!
حان وقت الاستجمام بما تبقى من العمر وما تراكم من ثروات، ابتعد تاركا خلفك ما تيسر من ذكرى عطرة فى أذهان المصريين بعدما اقترفته فى حقهم، حين كنت رئيسا للجنة الـ50 وما مر تحت عينيك من هذا الدستور!!
أن تستتر خلف تويتر مدعوما بميليشيات إخوانية إلكترونية صنعت حولك هالة من الشعبية الزائفة تصورت أنت ومن يشغلونك أنك قادر على تحريك الملايين بضغطة زر فأنت واهم!
هذا التقافز من كونك كنت أحد أعضاء حملة ترشح الرئيس بحثا عن مغنم شخصى، فلم تجده فتنقلب عليه وعلى الدولة، هو فعل يوصف بأحقر وأقذر الألفاظ وأترفع عن وصفك أو تلويث قلمى بهذه الأفعال التى تمارسها!
ابن تويتر البار «حازم عبدالعظيم» الذى وقفت الأجهزة الأمنية الحارسة على أمن الوطن ضد ترشيح اسمه لأى منصب قيادى فى وزارة الاتصالات عاد لينتقم من وطنه، متصورا فى عيون المخابيل من مريديه أنه أضحى زعيما إلكترونيا مؤثرًا فى الجماهير الحاشدة، وهو وإن ترشح بين أهل بيته لسقط غير مأسوف عليه.. فالرجال يعرفون من أفعالهم!
يتعامل هو وأشباهه وأشياعه من الوطن على أنها «تورتة» يعيدون تقسيمها حسب أهوائهم بعد أن تحالف معهم المهزوزون والتابعون لهم من نخبة فاسدة والإعلام ممول، يرهبون مخالفيهم بتهم التطبيل للوطن، وما أشرفها من تهمة، تهافتوا على المناصب والامتيازات ولما تكشفت حقيقتهم ولم يحققوا رغباتهم وتبين سوء مقصدهم وضحالة رؤيتهم لم يبدوا ندما عما اقترفوه وأخذتهم العزة بالإثم وانتقلوا بمنتهى الفهلوة إلى خانة الضحايا.. رد الله كيدهم فى نحرهم!
قائمة الفهلوية تطول ولا تستوعبها مقالة أو صفحات جريدة.. الأمر يحتاج إلى جبرتى معاصر يؤرخ لتلك الشلة بكل جرائمها وبلاويها وما ارتكبوه من ذنوب فى حق الوطن والجماهير المخدوعة، فكل ما تقدم نقطة فى بحر!