الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العقاد ضحية مقالب كامل الشناوى!

العقاد ضحية مقالب كامل الشناوى!






عشرة أشهر بالتمام والكمال قضاها الكاتب الأستاذ عباس محمود العقاد فى جريدة «روزاليوسف اليومية» يكتب مقالًا افتتاحيًا كل يوم وصفحة أدبية كل أسبوع، وكانت مقالاته هى السبب المباشر لغضب حزب الوفد على «روزاليوسف» السيدة والجريدة وانتهى الأمر بإعلان الوفد بأن جريدة «روزاليوسف» لا تمثله ثم قرر فصل العقاد من الوفد!!
وحتى بعد اختلاف العقاد مع «روزاليوسف» وتركه الجريدة ظل يحمل لها كل التقدير والاحترام والاعتزاز واعترف بذلك قائلًا: ذكرياتى عن صحيفة «روزاليوسف اليومية» كثيرة متعددة لا يحصيها مقال واحد وسيأتى اليوم الذى أسجلها فيه تسجيلًا مفصلًا مسهبًا فى كتاب خاص بالقضية المصرية والحركة الوطنية فى أطوارها الأخيرة.
لكن الأيام ومشاغلها ومعارك العقاد السياسية والصحفية لم تمكنه من الوفاء بوعده، ورواية ذلك الجو العاصف التى كانت تصدر فيه «روزاليوسف»، ومع هذا الجو العاصف والساخن وكما يقول العقاد قلما كانت تمر ساعة بغير مقلب يدبره بعضهم لبعض ولا يسلم منه أحد فى دوره من رئيس التحرير إلى بواب الدار وكثيرًا ما كان «العقاد» نفسه ضحية هذه المقالب!!
وتقول السيدة ««روزاليوسف»» كان صديقى الأستاذ «كامل الشناوى» هو محور هذا المرح بغير منازع وله كل يوم قصة أو تشنيعة أو نادرة تنشر الضحكات على الشفاة وكانت براعته الغريبة فى تقليد الأصوات والنبرات تتيح له فرصة القيام بأكبر عدد من المقالب!!
وذات يوم كتب «العقاد» مقالًا عنيفًا ضد «نجيب الهلالى» وزير المعارف وأعطاه لتوفيق صليب، بوصفه سكرتيرًا للتحرير وقال إنه مسافر إلى الإسكندرية وطلب منه ألا ينشر المقال إلا إذا اتصل به من الإسكندرية وفى الليل دق التليفون على مكتب «توفيق صليب» وسمع صوت العقاد يحدثه من الإسكندرية ويطلب منه أن ينشر المقال غدًا ويطلب منه أن يضع خطوطًا تحت فقرات معينة فيه!!
وبعد دقائق دخل كامل الشناوى على توفيق صليب ضاحكًا فقد كان هو الذى قلد صوت العقاد!! وبعد ساعة أو تزيد دق التليفون مرة ثانية ورفع توفيق صليب السماعة ليسمع صوت «العقاد» مرة أخرى ويطلب منه ألا ينشر المقال، وظن توفيق صليب أن المتكلم هو «كامل الشناوى مرة أخرى فانفجر فيه:
- يا أخى ما بلاش دوشة!! انت مش لاقى حاجة تعملها، يا أخى أنا مش فاضى للعب ده!!
ورد عليه الصوت ردًا عنيفًا فرد عليه توفيق ردًا أشد عنفًا واستمر يشتم محدثه فترة طويلة قبل أن يكتشف أن محدثه هذه المرة هو «العقاد» حقًا!!
وعاد العقاد من الإسكندرية فى أشد حالات الغضب للشتائم التى جرؤ توفيق صليب على توجيها إليه، وعبثًا حاولنا  أن نقنعه باللبس الذى وقع ورفض أن يصدق كامل الشناوى نفسه حيث روى القصة وظل يقول لى:
لا ده توفيق قاصدها.. هو عايز يهزأنى بأى طريقة!!
حكاية أخرى ترويها السيدة «روزاليوسف» فتقول: ولست أنسى يوم أن ثار «العقاد» على «كامل الشناوي» ثورة هائلة وكان كامل بريئاً لأول مرة فقد أحضر العقاد الرسام «رفقى» ليعطيه فكرة صورة كاريكاتيرية، والمفهوم أن الصورة الكاريكاتيرية على الأرجح نكتة يجب أن تكون قليلة الكلام.. ولكن العقاد أخذ يشرح له فكرة طويلة تشبه أن تكون مقالًا: المصرى أفندى يقول لجون بول كذا وكذا.. وجون بول يقول لموسولينى كذا وكذا وشخصيات كثيرة تتجادل وكلام طويل لا يمكن أن يكون نكتة، وكان «العقاد» يبذل جهودًا جبارة لإفهام الرسام هذه النكتة، والرسام يحاول عبثًَا أن يفهم كيف يمكن رسم هذه الصورة حين دخل عليهما، «كامل الشناوي» ونظر «العقاد» إلى كامل الشناوى متهللًا وأراد أن يشرح له النكتة بوصفه خبيرًا فيها، وفرغ العقاد من شرح نكتته ليرى «كامل» واقفًا ساكنًا لا تبدو على وجهه نبرة ضحك أو ابتسام أو حتى فهم لهذه النكتة ولم يحتمل «العقاد» هذا الحكم فصاح غاضبًا.
انت مش راضى تضحك ليه؟! عاوز تقول إن نكتتى بايخة؟
انت عايز تحتكر النكت أنا بقالى عشرين سنة بقول نكت!
وعبثًا حاول «كامل» أن يهدئه أو أن يقنعه بأن نكتته ليست بايخه إلى هذا الحد!!
وللحكاية بقية!!