الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«زين وماسبيرو»

«زين وماسبيرو»






ماسبيرو، مديون بـ 30 مليار جنيه .. ماسبيرو له 37 مليار جنيه، مقابل الخدمات التى قدمها التليفزيون للحكومة، على مدى عشرين عاماً سابقة.
ماسبيرو ملىء بالكفاءات القادرة على الخروج بتليفزيون مصر من الكبوة التى عاشها من 2011 وحتى تشكيل الهيئة الوطنية للإعلام.
لكن الأزمة الحقيقية التى تواجه الهيئة ، هى الديون التى تراكمت على مدار 20 عامًا.
الديون بدأت بـ 8 مليارات جنيه وتضخمت فوائدها حتى وصلت 30 مليارًا، فما ذنب حسين زين رئيس الهيئة ليتحمل تلك الديون؟
والسؤال المهم.. هل الدولة المصرية جادة فى إعادة قوتها الناعمة المتمثلة فى التليفزيون لتتصدر المشهد الإعلامى؟
قبل الإجابة  عن السؤال علينا أن نعترف بأن الهيئة بقيادة «زين» ، ومعاونة الأمين العام «أمجد بليغ»، والتعاون الجاد من رئيس التليفزيون «مجدى لاشين»  استطاعت خلال شهور قليلة تقديم محتوى مختلف.
استطاعت أن تعيد لماسبيرو مكانته وتجذب إليه المشاهد، بعد 6 سنوات عجاف تمت فيها أكثر من محاولة لإعلان وفاة ماسبيرو.
الهيئة سعت ونجحت فى تقديم محتوى إعلامى جاد يتمتع بالمصداقية والتوازن ويحترم عقل المشاهد ويراعى الذوق العام، حظى برضا المشاهد المصرى وأعاده مرة أخرى لمتابعة  إعلامه الوطنى.
استطاعت الهيئة الوطنية للإعلام أن تثبت أن هناك إعلامًا قوميًا يدافع عن الدولة المصرية، إعلامًا يناقش هموم ومشاكل المواطن ويقدم المعالجات لها ويسهم بدوره فى دعم جهود الدولة على المستوى الأمنى والاقتصادي.
استطاعت أن تحول القوة البشرية الجبارة – 37 ألف موظف – إلى ميزة بدلا من كونها عالة.
هناك  حماس شديد من العاملين فى ماسبيرو، وتوجد إرادة سياسية مهتمة بأن يحدث تطوير وتحديث لأنه إحدى ركائز القوة الناعمة المصرية».
الهيئة الوطنية للإعلام أعدت خريطة متميزة وطوعت البرامج  للقيام بدور وطنى فى زيادة الوعى لدى المواطنين نحو التحديات والمخاطر التى تواجه الوطن، لتحقيق هدف «تثبيت الدولة المصرية» ضد حروب الجيل الرابع، وكيفية التصدى لها ومواجهة الشائعات، ومساندة قوات الجيش والشرطة فى حربها ضد الإرهاب، والحفاظ على مؤسسات الدولة وبناء قدراتها والعمل على تطويرها، وبناء الاقتصاد وخطط الإصلاح الاقتصادى وحزمة الإجراءات الاجتماعية، والاهتمام بالنشء وأهمية غرس قيم الولاء والانتماء لدى الأجيال الجديدة، والتوعية بالمشكلة السكانية وأهمية ثقافة تنظيم الأسرة.
أعدت خطة متكاملة للتصدى للأخبار الكاذبة وتشويه الحقائق وبث روح الفرقة واليأس بين المصريين، وإبراز دور الجاليات المصرية بالخارج فى توضيح الصورة الحقيقية لما يحدث فى مصر من تنمية.
لكن تبقى الديون جدارًا صلبًا وصلدا فى طريق الهيئة، وليس هيكلة ماسبيرو كما ينادى البعض.
التليفزيون يمتلك 60 شبكة إذاعية و22 قناة تليفزيونية، ولديه أسهم بمدينة الإنتاج الإعلامى والنايل سات، وشركة صوت القاهرة، فهل كل هذا كاف لخروجه من أزمته دون الحديث عن الديون ؟!
فالحديث عن إعادة هيكلة ماسبيرو ما هو إلا «سؤال سابق لأوانه لأنه لابد قبل هذه الخطوة من حصر الأصول، والممتلكات، والاستوديوهات، ومحطات الإرسال، والأراضى، والشركات، وحل المشاكل المتعلقة بالديون أولًا ثم التمويل، والميزانية السنوية المحددة والواضحة».
قبل الحديث عن أى تطوير قادم، لابد من حل أزمة الديون التى ورثتها الهيئة ولا ذنب لها فيها.. فحل هذه الأزمة بمثابة فك القيود لإنطلاقة كبيرة المستفيد الأول منها مصر والمصريون.