الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أرامل عاكف

أرامل عاكف






مساء الجمعة ٢٢ سبتمبر توفى مرشد الإخوان السابق مهدى عاكف، كثيرا ما استوقفنى مصطلح «المرشد».. لا أدرى إلى أى شىء يرشدهم؟!
تنظيمه الذى لا يعرف  للرشد أو الرشاد سبيلا كان أول من ابتذل موته، فى محاولة لتخليق مظلومية مصنعة لعلها تنجح فى لم شمل الصف أو تخلق حالة من الإلهام التنظيمى وربما تستعطف بعض الغافلين، وفِى جميع الأحوال إلصاق تهمة قتله بالدولة.
فى المقابل كانت رسالة الدولة واضحة، لا عفو ولا عافية مع من تورط فى دماء المصريين، سيقضى سجنه فى محبسه أو يستكمله فى مدفنه، لا صلح ولا مصالحة مع من قتل المصريين واستباح دماءهم، لكن فى جميع الأحوال فعلاقة الحاكم بالمحكوم عليه لا بد أن يحكمها القانون.                

حالة الندب التنظيمى التى انطلقت عناصر الإخوان تمارسها تكشف عن إفلاس حاد بعدما نفذت ألاعيب الأحياء منهم ضد مصر التى أعجزتهم فراحوا يرتقون على جثث موتاهم.
هم أول من أفقد الموت جلاله وهيبته بعدما سارعوا فى محاولات استثمار موت الرجل لإعادة إحياء الجماعة المتوفاة إكلينيكيا، ثم راحوا يبنون على موته مظلومية جديدة، محاولين استعطاف المصريين وخداعهم، محاولين التسلل إلى مساحة من النسيان داخل العقل المصرى.
 فإذا كانت بالفعل هناك مساحات من النسيان باتت خالية فليسارع كل وطنى بملئها بالحقائق التالية:
■ مهدى عاكف هو صاحب مقولة «طظ فى مصر».
■ مهدى عاكف هو صاحب الاعتراف بأنه لا يمانع من أن يحكم مصر ماليزى مسلم .
■ عاكف المتوفى هو صاحب الفيديو الشهير الذى قال فيه «اللى يموت يموت» تعليقا على جرائم الإخوان التى ارتكبوها ضد المصريين المعترضين على الإعلان الدستورى الذى أصدره جاسوسهم العياط.
■ راجع الفيديو الذى يعلن فيه عصام العريان ■ اسما وصفة وضميرا■ أن مبارك لن يخرج من السجن إلا على القبر.
أعد مشاهدة الفيديوهات المتاحة، ثم تأكد أن الإنسانية لا يتم استخدامها بالمزاج، الجماعة راحت لتقيم عزاء مرشدهم فى إسطنبول، والذى حتما سيحضره بهلول تركيا الذى أباح زواج المثليين، ومن الآن لا تندهش من النقل المباشر على شاشة الجزيرة وقنوات الإخوان لسرادق العزاء التنظيمى، لكنها فرصة للانكشاف ولممارسة الدراما التنظيمية المبتذلة استغلالا لوفاة الرجل فى صناعة أيقونة جديدة لعلها تفلح فى إعادة لم شمل التنظيم المتفسخ، والمفارقة أن الجماعة نفسها رأت فيه قيادة فاشلة واستبعدته من منصب المرشد ليصبح أول مرشد سابق، والآن تراه رمزًا للنضال بعد وفاته.
المدهش أن فلول الجماعة راحت تصفه بالشهيد دون أن تشرح ملابسات هذه الشهادة، دون أن تشرح كيف وأين ومتى نال  هذه المكانة؟ الرجل لم يكن فى ميدان قتال أو علم أو عمل، بل مات مسجونا على سرير فى مستشفى، عملية ابتذال مصطلح «الشهيد» عادت مرة أخرى لتؤكد أن هذا التنظيم هو من استخدم هذا الوصف استخدامًا مهينًا ممنهجًا خلال يناير ٢٠١١ للتضليل والتلاعب بمشاعر البسطاء، لكن يبقى السؤال: كيف يمكن أن نصفه بالشهيد، أم أن أحدًا لم يخبرنا أنه شهيد!                        
إذا كان إكرام الميت دفنه، فإن الدولة قد أكرمته بالدفن ليلة وفاته، ومازالت جماعته تحاول بناء مظلوميتها من خلال حملتها الإعلامية  المحمومة،  بناء هذه المظلومية هو خيار وحيد أمام التنظيم للأسباب التالية:
■ وفاة عاكف داخل محبسه هى أوضح موقف من جانب الدولة تجاه الجماعة منذ اندلاع الأزمة.
■ الجماعة لم يعد لديها ما تقدمه أو تخدع به كوادرها فلم يبق أمامها إلا أن تدفعهم لمنتهى اليأس باستغلال الموقف لتوجيه رسالة لتلك الكوادر مفادها «إنكم إما ستقتلون فى المواجهات مع الأمن، أو أنكم ستموتون داخل السجون»، وبالتالى فإن عليهم استنفاد كامل رصيدهم الإرهابى ضد الدولة.
■ الوفاة جاءت فى وقت تنهزم فيه حماس سياسيًا، وهى الظهير العسكرى الأقوى للتنظيم، بينما تتهاوى فيه قطر التى تمثل ظهيرًا ماليًا وإقليميًا للتنظيم. أربط ذلك بالبيان الصادر من حركة حسم الإرهابية التى نعت خلاله عاكف وغلفت وفاته باتهام ساذج للدولة بالتورط فى موته لتنهى البيان بالوعيد والتهديد والتوعد بالانتقام.
 لم تقتصر عملية الانكشاف فقط على التنظيم بل انسحبت على بعض المتنطعين ممن يمكن وصفهم بأرامل عاكف»..  فتجدهم التفوا حول جثمانه بعدما صنعوا مقاما وهميا له فى أذهانهم، هاهو نجاد البرعى محامى المصرى اليوم والمستشار القانونى للسفارة الأمريكية ينعيه طالبا له الرحمة، بينما أيقونة البطالة حمدين صباحى يمارس عبثه ويطالب بالإفراج عن الإخوانى محمود الخضيرى، المحكوم عليه فى قضية تعذيب، وصاحب الفعل الفاضح خالد على يقدم النعى المفضوح، مدعيا أن الرجل قد انتصر بوفاته، ولا يغيب عن المشهد مهندس الفوضى ممدوح حمزة الذى أطلق نعيه باكيا ومتباكيا لعدم الإفراج الصحى عن المتوفى، دنجوان الإسكندرية كان أولى به أن ينعى الأخلاق أولا، ثم يأتى ملك الفراغ السياسى حازم عبدالعظيم مدعيا أن عدم الإفراج الصحى عن عاكف هو فُجرٌ فى الخصومة، ولا يغيب عن مهرجان الرثاء المزور بحكم القضاء أيمن نور.
لكن هذا النعى لم يقتصر فقط على عباراته الظاهرة بل يكشف عن حقائق فادحة أهمها:
■ العبارات المشتركة فى النعى تؤكد وجود حالة من التوحد لتجريد الدولة من إنسانيتها قبل أن يكون الهدف نعى الرجل.
■ المسارعة بالنعى المعلن تؤكد أن هناك ما يجرى سرا فى الكواليس بين الجماعة وهؤلاء المزايدين لفرض المصالحة.
■ كما أن هذا النعى يؤكد أن أصحاب عبارات الرثاء هم من البداية متحالفون مع الجماعة، وأن ثورة يناير لم تختطف بل تورطت مجموعة الأرامل من اللحظة الأولى فى تسليمها للتنظيم.
■ هؤلاء الذين ينعون إرهابيا مازالوا مصرين على معاودة خداع المصريين مرة أخرى، لقد صدق الرسول الكريم حين قال «هلك المتنطعون».
يا أيها المتنطعون أين أنتم من شهداء الوطن الأبرار؟ أين نعيكم؟ أين رثاؤكم؟ أم أن شبكات هواتفكم الذكية كانت تسقط كلما ارتقى شهيد، أم أنها سقطت بسقوط أخلاقكم.
يا أيها المتنطعون أبشروا وبشروا بأن مصر لن تعفو عمن خان الوطن، يا أيها المتنطعون أين نعيكم للعظيم الراحل عمر سليمان؟
ستكتب آثاركم وما قدمتم بحروف السقوط فى ذاكرة الوطن.