الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كامل الشناوى ودرس روزاليوسف اليومية!

كامل الشناوى ودرس روزاليوسف اليومية!






ما أكثر ذكريات الأستاذ كامل الشناوى عن جريدة روزاليوسف اليومية، وهذه الذكريات رغم طرافتها وأهميتها فهى درس بالغ الأهمية لزملائى وزميلاتى الجدد فى عالم الصحافة!!
بعض هذه الذكريات رواها كامل الشناوى للكاتب الكبيرالاستاذ «يوسف الشريف» وأحد ألمع أبناء روزاليوسف وقد سجلها فى كتابه البديع كامل الشناوى آخر ظرفاء ذلك الزمان» حيث يقول كامل الشناوي.
فى عام 1935 كنت محررًا فى روزاليوسف لم يكن لى عمل محدد، أحيانًا اساهم فى تحرير الصفحة الأدبية وصفحة الشباب، وأحيانًا اكتب التعليقات الساخرة الخفيفة، وأحيانًا احرر باب من «أدب القرآن» وهو باب كنا نستغله في معارضة الحزب الذي كانت الجريدة تنتمي إليه - الوفد - دون أن نقول إننا معارضون، فمثلًا كان رئيس الحزب يدافع عن وجهة نظر الوزراء فى ارجاء إعادة الدستور فننشر أقوالًا ونضعها فى إطار نكتب فى صدره هذه الآية الكريمة «واستغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم».
وكنت إلى ذلك الحين لا أكتب مقالات تحمل اسمى كنت أؤخر ظهور الاسم لاكتب موضوعًا جديدًا أو حديثًا فيه شيء جديد.. وفكرت أن أنشر عدة أحاديث مع بعض رجال السياسة اللامعين.. واخترت للحديث الأول «حافظ رمضان باشا» رئيس الحزب الوطنى وكان انسانًا ذكيًا واسع الثقافة والأدب والتاريخ وبرلمانيًا خطيرًا.
وذهبت إليه فى بيته ووجهت إليه أسئلتى ودونت إجابته بأمانة ودقة، وحملت أوراق الحديث إلى الاستاذ محمود عزمى رئيس تحرير روزاليوسف اليومية والفرحة تكاد تقفز على ملامحي، فقد استطعت ان أفعل شيئًا وإذا برئيس التحرير يقول لي:
هذا مقال بقلم «حافظ رمضان» وليس حديثًا صحفيًا، أنا اريد حديثاً يقوم على الحركة والأخذ والجذب بينك وبينه، ووصفا لتلقيه السؤال وكيف يبدو وهو يجيب عنه؟!
ثم فتح محمود عزمى درج المكتب ورمى فيه بالأوراق وخرجت من عنده وأنا أجرجر قدمى من الاحساس بالفشل وفكرت أن أتراجع عن مهنة الصحافة ولكنى جمعت كل قلبى وعقلى وتأملات خطوط ملاحظات رئيس التحرير، وفكرت فى ضرورة البدء على هداها فى إعداد حديث صحفى خطير. وعاودت الحديث مع حافظ رمضان باشا وكتبت حديثه مرة ثانية ونجحت إلى الدرجة التى كان «محمود عزمي» يدرس أحاديثى الصحفية على طلبة معهد الصحافة آنذاك.
وكان الفارق بين أن اتراجع وبين إقدامى على التجربة هو اننى عرفت لماذا فشلت ودفعنى احساسى بالفشل إلى اعادة التجربة!
أما الدرس الثانى الذى تعلم منه كامل الشناوى فقد كان عندما كتب مقالًا سياسيًا طالب فيه بعودة دستور سنة 1923 والذى ألغاه رئيس الحكومة «إسماعيل صدقي» باشا، وكانت وزارة «توفيق نسيم باشا» قد وعدت بعودته ولكنها تلكأت فى البر بوعدها.
وبدأ كامل الشناوى مقاله السياسيببيت قديم من الشعرهو : «كلما قلت غدًا موعدنا.. ضحكت «هند» وقالت بعد غد!!
وقدم كامل الشناوى مقاله إلى د. محمود عزمى رئيس تحريروبعد أن قرأه قال لكامل الشناوي،وما دخل هند عودة الدستور؟
رد كامل بقوله: هذا شعر جميل يقرب المعنى للقراء!
قال محمود عزمي: الشعر يصلح للغناء والإنشاد لكنه لا يصلح لمعالجة الموضوعات السياسية، ومقالك فى غاية القوة والوضوح والاستشهاد بالشعر يضعفه!!
ورد كامل الشناوي، ولكن هذا البيت سهل الفهم!!
فأجابه محمود عزمي: نصيحتى لك الا تستشهد فى المقالات السياسية إلا بأقوال السياسيين الذين تناقشهم أو تنقدهم أو توجههم والا تعتمد إلا على المنطق والوثائق والاحصائيات، ولم يقتنع كامل الشناوى لكنه استجاب وانتزع من مقاله بيت الشعر وهو فى غاية الألم ولكنه لم يحاول بعد ذلك أن يستعين بالشعر فى مقالاته السياسية، لكنه ادخر حبه وعشقه للشعر فى كتابة أجمل القصائد العاطفية فيما بعد.
وللحكاية بقية.