الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أيتها الفضائيات كفاية قرف!

أيتها الفضائيات كفاية قرف!






 زمان أيام الأبيض والأسود كنا نؤمن بمقولة «إذا بليتم فاستتروا»، وكنا نؤمن بعبارة «اللى اختشوا ماتوا»..
لكن يبدو أن الزمن تغير، والمبادئ راحت عليها، والتمسك بالأصول والإخلاص صار من مخلفات العهود السابقة، تذكرت كل هذا وأنا أتابع الزيطة والزمبليطة حول الحفل إياه، والذى تم فيه رفع العلم إياه، ثم حديثهم بكل بجاحة ووقاحة عن الحرية الشخصية.
وإذا كان هناك من يرى فى ذلك سلوكا شخصيا فهناك الملايين التى ترى فى هذا الفعل والسلوك شذوذا فادحا وفاضحا وفى أبسط تفسير تحريض على الفجور وإشاعة هذا السلوك فى المجتمع.
لقد صدمنى بحق ما فعله الأستاذ «معتز الدمرداش» فى برنامج «90 دقيقة» لمناقشة هذا الموضوع بحجة «مش عايزين ندفن رءوسنا فى الرمال».
ما هى الفائدة التى تعود على ملايين المشاهدين من كلام الضيف الذى قدم نفسه على أنه شاعر وكاتب - شاعر بإيه وكاتب إيه؟!
ودفاعه المستميت عن هذه الفئة!!
صحيح أن «معتز الدمرداش» قام بطرد هذا الضيف مؤكدا لمن يشاهده!! أول مرة فى حياتى أطرد ضيفا على الهواء طوال عملى الإعلامى لكننى لم أستطع استيعاب ضيفى «و»
لا يعنينى ما فعله «معتز الدمرداش» مع ضيفه لكن السؤال الذى يهمنى توجيه له ولعشرات المذيعين والمذيعات فى برامج التوك شو «هو: لماذا الإصرار على تقديم هذه النماذج الشاذة والمفضوحة من الموضوعات لطرحها على الملايين وعلى الهواء مباشرة»، من عينة تبادل الأزواج إلى الألحان فى مصر إلى الشذوذ الجنسى، والخيانة الزوجية، واظهار مصر كما لو كانت ساحة لكل هذه الموبقات.
إن تناول هذه البرامج لهذه النوعية من الموضوعات هى المادة الخصبة التى تتلقفها جمعيات حقوق الإنسان المشبوهة والمفضوحة لتصنع منها ملفات ودوسيهات تدلل بها فى تزوير وتدليس لا نظير له عن تدنى حقوق الإنسان فى مصر!! ومحاربة الحكومة لهذه الفئات التى لا تعبر إطلاقا عن طبيعة هذا الشعب الطيب المشغول بلقمة عيشه وليس بحرية المثليين ومن هم على شاكلتهم!!
وما الذى يهم المشاهدين من حلقة الأستاذ «أحمد عبدون» عن نكاح الزوجة المتوفية»، ما هو المعنى والهدف والقصد إلا الإثارة الرخيصة وزيادة نسبة المشاهدة وبعدها تأتى الإعلانات.
وأين المسئولون عن هذه القنوات والبرامج التى تصرخ ليل نهار مطالبة بتطبيق ميثاق الشرف الإعلامى وضرورة توسيع مساحة الحرية، ولن أحدثكم عن مدى الاشمئزاز والقرف الذى أعقب إذاعة تلك الحلقة!!
ماذا جرى للفضائيات سواء مصرية أو عربية.. ولا يعنينى هنا الفضائيات الأجنبية - ماذا جرى لعقول القائمين عليها من نجوم يتقاضون الملايين، ومشاهير لا يحتاجون لمزيد من الشهرة؟! ماذا جرى لهم؟ وبهم؟!
هل هو الاستسهال والسربعة فى إعداد البرنامج؟! هل هو عدم المهنية والجهل النشيط لمن يقومون بالإعداد فلا يعرفون أو يميزون بين الصالح والطالح؟! وهل كل صاحب موضوع تافه أو سافل نهرول وراءه لكى يظهر مختالا فخورا بجهله وسفاهته على الشاشات!!
وما أكثر الجرائم التى ترتكب باسم حرية الصحافة والرأى والرأى الآخر، وما أكثر الكلام عن ميثاق الشرف الإعلامى، وما أكثر الكلام من نجوم الكلام المرئى عن المهنية واحترام الخصوصية ومراعاة مشاعر ملايين المشاهدين، فى كل البيوت، وكل هذا ينطبق عليه المثل الشعبى الرائع «اسمع كلامك أصدقك أشوف أفعالك استعجب».
بصراحة شديدة كفاية قرف، لقد قرفتونا بما فيه الكفاية!!