الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فتنة السيوف والجنازير

فتنة السيوف والجنازير






ابتزاز سياسى، اعتادت أن تمارسه فئة ضالة مضلة، ممن يولون قبلتهم نحو المرجعية الدينية فى «قم» الإيرانية، أو «كربلاء» العراقية، من خلال دعوات مشبوهة فى ذكرى عاشوراء لإقامة طقوس غريبة، ورفع شعارات مذهبية، من داخل ضريح سيدنا الحسين رضى الله عنه، بهدف لفت الأنظار إلى تواجدهم، وإرضاء لأسيادهم وملء جيوبهم بالتمويلات الأجنبية.
حالة من الصخب الإعلامى تواكبت مع تلك الأحداث الساخنة والتى تحولت، إلى فتنة بين المتشددين من أهل السنة والشيعة، رغم أن قطاعا عريضا من المواطنين البسطاء لا يعرفون الفرق بين الشيعى والشيوعى، ولديهم يقين تام بأن كل منهم يكفر بالله، ولا يصلون على النبى، وينادون فى الأذان بـ«على ولى الله»، وقد نجحت وزارة الأوقاف وأجهزة الدولة المعنية فى إخماد تلك الفتنة فى مهدها، بإغلاق ضريح الحسين أمام الزائرين، خشية تنفيذ بعض العناصر الشيعية، تهديداتها بارتكاب طقوس غريبة، أو حدوث اشتباكات مع التيارات الدينية المتشددة.
فما بين الفرحة والحزن، تكبر الفتنة مثل كرة اللهب المشتعلة،حتى تم وأدها فى مهدها، ففى العاشر من ذى الحجة يحتفل المسلمون من أهل السنة بنجاة نبى الله موسى وقومه من بطش فرعون، بينما يحتشد الشيعة فى سرادقات العزاء ويلطمون الخدود ويضربون الرءوس بالسيوف والجنازير، ويجلدون أجسادهم بالسياط، حزنا وتكفيرا عن عدم نصرة الحسين بن على رضى الله عنهما فى معركة كربلاء أمام يزيد بن معاوية، أو استعدادا للثأر من قاتليه بعدما خذله أهل الكوفة حتى استشهد فى العاشر من ذى الحجة الموافق 680 ميلادية.
ومنذ ثورة الخومينى عام 1979، يسعى الإيرانيون حثيثا إلى إحياء دولة فارس القديمة، والتوسع فى المحيط الإقليمى والدولى، بنشر التشيع، وتأسيس أذرع سياسية وعسكرية، والتغلغل وبسط النفوذ فى محيطهم العربى والأفريقى والآسيوى، وهو ما حدث فى العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها.
ولكن دائما وأبدا كانت وستظل مصر بشعبها، ووسطية أزهرها، حائط الصد المنيع أمام المؤامرات الإيرانية المستميتة لنشر التشيع، والذى تزايد بشكل ملحوظ عقب غزو العراق وسقوط بغداد، وإبان فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، والتى قام خلالها الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد بزيارة مصر، بدعوة من الرئيس المعزول محمد مرسى، وصلى بمسجد السيدة زينب، وطالب بعودة السياحة الدينية، باعتبار أن مساجد وأضرحة آل البيت من العتبات المقدسة.
لم تتوقف طهران عن تنفيذ محاولاتها لإختراق عدة مناطق أبرزها مدينة السادس من أكتوبر التى تضم قطاعات عريضة من اللاجئين السوريين والعراقيين الفارين من ويلات الحروب، فضلا عن القرى التى تنتشر بها أضرحة آل البيت، فى الشرقية والغربية والدقهلية والمنوفية وعدد من محافظات الوجه القبلى، واستقطاب عدد من المنتمين للطرق الصوفية، بدعوى حب آل البيت.
عملاء «قم» و«كربلاء» استغلوا الأحداث التى تعرضت لها مصر عقب 25 يناير 2011، وأنشأوا جمعيات شيعية، تعمل فى غياب الرقابة على نشاطها ومصادر تمويلها، بهدف استقطاب الفقراء فى القرى والنجوع، على غرار ما كان يفعله الإخوان والسلفيون، وتم إغلاق عدد منها، ولكن ما زال الباقى يعمل تحت ستار الخدمات الاجتماعية والإنسانية.
وعلى مدار العقدين الماضيين، لم تنجح جميع جولات التقريب بين السنة والشيعة، بسبب إصرار إيران على تصدير الثورة، وإصرار المرجعيات الدينية الكبرى فى إيران والعراق على عدم تحريم سب الصحابة وأمهات المؤمنين، وتوقف محاولات نشر المذهب الشيعى فى البلاد السنية، وتهديد أمن واستقرار دول الخليج.