الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف» اليومية سنة من 32 سنة

«روزاليوسف» اليومية سنة من 32 سنة






انتهى شهر العسل السياسى والصحفى بين حزب الوفد و«روزاليوسف» السيدة والجريدة بإعلان الوفد بأن الجريدة لا تمثله فى شىء ولا صلة لها به.
وأصدرت السيدة «روزاليوسف» ملحقا من جريدتها طبع منه مائة ألف نسخة نشرت فيه قرار الوفد وكلمة من أقوال الزعيم سعد زغلول جاء فيها: «الصحافة حرة تقول فى حدود القانون ما تشاء وتنتقد ما تريد، وليس من الرأى أن نسألها لماذا تنتقدنا بل الواجب أن نسأل أنفسنا لم نفعل ما تنتقدنا عليه.
وبدأت ملحمة جريدة «روزاليوسف» التى كان شاهدًا عليها الأستاذ «كامل الشناوى» لحظة بلحظة وسجل تفاصيلها بقلمه الرشيق فى مقال كتبه خصيصًا لـ«روزاليوسف» فى مناسبة عيد ميلادها الثانى والثلاثين بعنوان «سنة من 32 سنة» وكتب كامل الشناوى يقول:  وفى اليوم التالى بدأ العقاد ينشر مقالاته العنيفة ضد الوفد ورئيس الوفد وسكرتير الوفد وكان العنوان الرئيسى لهذه المقالات هو: «لسنا عبيدًا يا عبيد!!».
وانبرى الأستاذ «مكرم عبيد» سكرتير الوفد للرد على الأستاذ العقاد فى  سلسلة مقالات كان عنوانها: «نهاية العقاد».
وتخلى الجمهور عن جريدته وهبط توزيع «روزاليوسف» من مائة ألف إلى عشرة آلاف، ثم وصل التوزيع إلى ألف نسخة!!
وفى هذه الأثناء كانت السيدة «روزاليوسف» ترفض كل وساطة للصلح مع الوفد أو الصلح مع الوزارة ــ وزارة توفيق نسيم باشا ــ وكانت المظاهرة تطوف بدار «روزاليوسف» وتهتف بسقوطها وسقوط محرريها، ولم يكن أحد منهم يجرؤ على مواجهة الجماهير إلا شخص واحد.. هو هذه السيدة الرجل!!
رأيتها وهى تقف وحدها بين المتظاهرين الهاتفين بسقوطها وقد صاحت فيهم: يا مجانين.. يا مجانين اذهبوا إلى بيت الأمة واهتفوا بسقوط من باعوكم للإنجليز وتوفيق نسيم!
وألجمت الدهشة أفواه المتظاهرين، فارتفع صوت «روزاليوسف» يهتف بسقوط زعماء الوفد واحدًا واحدًا..
وهنا أخذ المتظاهرون يقذفونها بالحجارة والطوب وجذبها المحررون من ردائها وأغلقوا النافذة.
وتوقفت جريدة «روزاليوسف» عن الصدور ولم يمض عليها أكثر من سنة!! هذه السنة حفلت وحدها بمتاعب لم تحفل بمثلها كل حياة «روزاليوسف» الصحفية!!
هذه السنة فى كفة والـ32 سنة فى كفة!
كانت روزاليوسف تواجه غضب الحكومة وثورة الجماهير المنافسة.
كانت تحمل على كتفيها عبء الهزيمة وعبء النضال وطفلتها «آمال» وطفلها «إحسان».
وينهى الأستاذ كامل الشناوى ذكرياته بالقول: ما أسرع مرور اليوم.. إنى أرى اليوم بعينى الذاكرة، كيف ضممت الطفلة الصغيرة إلى صدرى وحملت الطفل الصغير بين يدى، وقد عشت حتى رأيت الطفلة «أمًا» ورأيت الطفل رب عائلة ورئيس تحرير!!
ولكن الكتفين المتعبتين، كتفى «السيدة الرجل» لم يستريحا بعد لقد نزل عنهما ولدان صغيران وحل مكانهما ولدان آخران أكبرهما ولد شقى عفريت اسمه «روزاليوسف».. وأصغرهما ولد هادئ وديع اسمه «صباح الخير».
انتهى مقال «كامل الشناوى» لكن السيدة «روزاليوسف» لم تترك المقال يمر هكذا واستوقفتها عبارة كامل الشناوى عنها ووصفها بالسيدة الرجل أكثر من مرة فى مقاله فكتبت ترد عليه قائلة: «إن صديقى كامل الشناوى يقول إنى رجل».
لا يا كامل.. لست رجلا ولا أحب أن أكونه.. إنى سيدة فخورة بأنى سيدة وعيب صحافتنا هو كثرة رجالها وقلة سيداتها.
وقد غفرت لك.. ويوم أرضى عنك وأرضى عن جهادك سأقول إنك سيدة!!
وفى ذكرياتها تقول السيدة «روزاليوسف»: اشتهر عن كامل إنه أكول من الدرجة الأولى، فكنت إذا دعوته إلى الغداء فى منزلى غيرت كل المقادير المعتادة من الطعام خصوصًا صنف الأرز لكى تسد حاجته ثم هو لا يعفينى من اللوم على قلة الطعام، مؤكدًا أنهم فى بيتهم إذا أرادوا أن يأكلوا دجاجًا أو أوزًا أو حمامًا قدموا لكل فرد من أفراد العائلة دجاجة أو أوزة أو زوجى حمام وعدد أفراد العائلة 12 فردًا.
وكامل الشناوى ذكى ولكنه كان معروفًا بالكسل، وكان مدللًا فى أسرته لا تدفعه إلى العمل حاجة، وأذكر أنى ضقت يوما بكسله فجعلته يعطى ابنتى الصغيرة دروسًا فى اللغة العربية، ولعل هذا يكون أول عمل لكامل الشناوى فى الصحافة!
وللحكايات بقية!