
محمد صلاح
تخاريف زيدان
تراجع دور الأزهر، بصراع مشايخه وعلمائه على مناصب الدنيا، فخرجت الذئاب من جحورها تنهش فى جسد الأمة، وتعبث بمقدراتها وتشكك فى ثوابت الدين الإسلامى، وتتطاول على الرموز الدينية والوطنية، بنثر الأكاذيب والإدعاءات الباطلة، وإهالة التراب على انجازاتهم التى ظلت راسخة فى وجدان الأمة جيلا بعد جيل، بهدف تشتيت العقول، وفقدان الثقة ليس فى ماضينا فقط، ولكن فى حاضرنا ومستقبلنا.
ترك الأزهر الساحة إلى السفهاء والجهلاء، لبث سمومهم وأفكارهم الشيطانية، تلميحا أو تصريحا، منضوين تحت راية التنوير، من خلال النبش فى زبالة كتب التاريخ، لنشر تخاريف شاذة لا علاقة لها بالتاريخ الإسلامى، بحثا عن الشهرة، وهدما لثوابت الأمة.
الخرافات التى اعتاد أن يطلقها يوسف زيدان، بين الفينة والأخرى، والتى تطعن فى الشريعة الإسلامية، شارك فى ترويجها أراجوز بإحدى الفضائيات، دأب على استضافته، تحت زعم التفكير وإعمال العقل فى القضايا الجدلية التى يثيرها، والتى بلغت ذروتها بالطعن فى القرآن الكريم الذى حفظه الله من فوق سبع سماوات، إذ قال: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، صدق الله العظيم.
هذا المدعى الذى أطلق على نفسه لقب فيلسوف، شكك فى تفسير القرآن الكريم، وأنكر معجزة المعراج، وادعى أن المسجد الأقصى الموجود فى فلسطين ليس هو المذكور فى القرآن، وليس له أى قدسية، وأن الصراع عليه لعبة سياسية، زاعما أن عبد الملك بن مروان هو من بناه، متناسيا أن الخليفة الأموى جدد بناءه، وأن الملائكة وضعت قواعده بعد الحرم المكى، ثم تناوب على بنائه الأنبياء.
وفى حلقته الأخيرة مع أراجوز كل يوم، عاد وأهان المساجد، واصفا بناء مسجد بالعاصمة الإدارية الجديدة على مساحة كبيرة بـ«الدلع الماسخ»، متناسيا أن المساجد لها دور كبير فى تعليم القيم والأخلاق والسلوكيات الحميدة، ثم أنكر نسب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأن «خير أجناد الأرض» معتبرا أنها كذبة، ثم أهان الجيش المصرى، مدعيا أن المصريين كانوا عبيدا وخدامين لقادة الجيش البيزنطى والرومانى قبل دخول الإسلام، وأنه خلال مئات السنين لم يعرف اسم جندى أو قائد مصرى.
ثم استمر فى تطاوله وإهانته للرموز الدينية والوطنية، إذ ادعى أن الإسلام لم يدخل مصر على يد عمرو بن العاص، وأن مصر لم تعرف اللغة العربية إلا على يد الفاطميين، ثم وصف صلاح الدين الأيوبى القائد الوحيد الذى حرر المسجد الأقصى، بعد معارك مع الصليبيين استمرت 12 عاما، وصفه بأنه أحقر الشخصيات فى التاريخ الإنسانى، وكذلك سيف الدين قطز والظاهر بيبرس، مدعيا أنهم ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية.
الجاهل الذى دأب على النبش فى كتب التاريخ، استمر فى تخاريفه، قائلا إن أحمد عرابى، لم يقف يوما أمام الخديو فى قصر عابدين، ولم يقل له عبارته الشهيرة، لن نورث أو نستعبد بعد اليوم، وأن ما يتم تدريسه فى المقررات الدراسية تشويش لأفكار المصريين، واتهمه بأن وراء الاحتلال البريطانى الذى استمر 70 عاما، متناسيا أن مصر كانت الهدف الأول للاحتلال البريطانى، وأن عرابى تحرك بالجيش المصرى لمواجهة الاحتلال فى التل الكبير.
ما زلنا فى انتظار انتفاضة مشايخ الأزهر وأئمته ودعاته وعلماء التاريخ فى الجامعات المصرية للرد على افتراءات وتفاهات السفهاء والجهلاء.