الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«شفيق» و«غادة».. ثنائى ضوضاء المطبخ!

«شفيق» و«غادة».. ثنائى ضوضاء المطبخ!






لم يخطئ من قال إن من يمشى وراء العيال لا يسلم أبدا من مساوئ كثيرة، التجارب المتكررة أثبتتها حقيقة دامغة لكن يبدو أن هناك من لم يستوعب هذه الحقيقة بعد، ولا أدرى كيف يترك شخص بقيمة وقامة الفريق أحمد شفيق نفسه لمجموعة من صبية ومراهقى السياسة يتخذونه مطية لمكايدة النظام والدولة؟ لا أدرى كيف تمكن أحدهم من إقناعه بإعلان ترشحه للرئاسة من عاصمة الضباب ومقر التنظيم الدولى فى لندن ؟ هل يعلم أن جماعة الإخوان الإرهابية ستكون أول داعميه؟!

أم أن أحكام السن المتقدمة والزهايمر السياسى أفقدته السيطرة على أفعاله وأقواله فاختار سوء الخاتمة عنوانا لتاريخ كان يمكن أن يستمر ناصعا لولا أنه قرر بإرادته الكاملة أن يسمح لمجموعات العاطلين أن يعبثوا فى صفحات هذا السجل، هل يعلم سيادته أن جميع عاصرى الليمون هم الآن وقود لأوهامه الرئاسية؟ هل يعلم المرشح - شبه المحتمل - أنه أصبح مادة خام للمكايدة والنضال الوهمى وأصبح مستخدما من حيث لا يحتسب من مجموعات النضال على فيس بوك وتويتر ولجان الإخوان، هل يعلم سيادته ذلك؟!
هل سيبدأ فكرة ترشحه وهو منخدع ومخدوع أم أنه مستمتع بتحميل نفسه بفواتير استباقية لأثمان لا يملك مخادعوه أساسا دفعها؟!
فى مقدمة المستمتعين باستخدام الفريق شفيق كوسيلة حديثة لتسلية أوقات فراغهم السياسى، جاءت الكونتيسة «غادة الشريف» التى آمنت بثورة يناير وعدالتها الاجتماعية متجاوزة حالة «رد قلبى» التى سيطرت على نشأتها وشعار «ابن الجناينى بقى ظابط» الذى ورثته عن أسرتها، جاءت إلى الفريق تحت وطأة الخلل فى الهرمونات السياسية والاجتماعية بعد عدة زيجات فاشلة ووعود بالزواج أكثر فشلا تعرضت خلال بعضها لعمليات نصب مادية وعاطفية، فتراكمت بداخلها تركيبات معقدة أرادت أن تمزجها بتعقيدات إضافية لدى الفريق أحمد شفيق الذى يعانى اضطرابا عصبيا أثر على حركة عضلات وقسمات وجهه فاضطر إلى الخضوع لعمليات حقن متكررة بالوجه تمكنه من السيطرة على انفعالاته التى فقد السيطرة عليها منذ أن تمكن بعض الهواة من استدراجه فى كواليس إحدى القنوات الفضائية واستفزازه وإظهاره فاقدا السيطرة على ثباته الانفعالى أمام جموع الجماهير، ولم يجب علينا حتى الآن كيف سمح لنفسه أن يستدرج وكيف سيكون الحال إذا كان قد جاء رئيسا فتسبب فى توريط الدولة المصرية بالكامل فى استدراج لايمكن تدارك عواقبه؟!
تجسيد معلن لحالة الطبقية راحت غادة تلقى اللوم على مجموعات مجهولة وتعايرها من خلال حسابها الإلكترونى على فيس بوك بعبارات استعلائية مبالغة قالت فيها إنها ولدت وفى فمها ملعقة ذهبية وأنها بنت أصول وعز وتعليمها أجنبى، ولكنها لم تقل أين ذهبت هذه الملعقة الآن؟!
هكذا قالت بالفعل كما لو كانت تنشر إعلانا لعروسة، أو كما لو كانت تغازل الفريق أحمد شفيق سياسيا من خلال محاولة إقناعه أنهما «ولاد ناس زى بعض»
أو يبدو أنها تحجز لنفسها مكانا مبكرا فى حملته الانتخابية لتتولى مسئولية الإعلام ووضع شعارات الحملة التى ستكون مفتعلة ومغلفة بنكهات طبقية مثل «البس البلوفر وخليك أوفر» أو «البس البنطلون ووزع البنبون»، ولا يفوتك أن البلوفر والبنطلون والبنبون من أشهر الماركات العالمية، وبعدها ستقنعه بضرورة أن يكون الحضور لمؤتمراته الانتخابية بالملابس الرسمية لتطلق شعارا انتخابيا جديدا عنوانه «ألبس فورمال ومتبقاش نورمال»، ثم استكملت نفس عبارتها مستخدمة جملة «لو كُنتُم ولاد أصول وشبعانين زيى» لكنها رغم إصرارها على تأكيد حالة الشبع إلا أنها لم تفسر سببا لحالة الشبق السياسى التى تعانيها والتى أفقدتها سيطرتها على نزواتها السياسية.
الفريق شفيق يبلغ من العمر الآن ٧٧ عاما وآثر أن يقضى ماتبقى من عمره هاربا خارج وطنه، هاربا من قدره لكنه رغم ذلك مازال يفكر فى الترشح لرئاسة بلده ليقدم أول نموذج يمكن تسميته بـ«رئيس المهجر»، هو الآن يستدعى شخصيات لضمها لحملته الانتخابية وجميعهم ينتمون شكليا لطبقة الارستقراطية المصطنعة التى تريح الفريق فى تعاملها، فهو بحكم السن لم يعد لديه القدرة على الاستماع الجيد كما لم يعد لديه سعة صدر للأخذ والرد والمجادلة والنقاش، الفريق الهارب آثر أن يخلق لنفسه مجتمعا افتراضيا يقوم أساسا على المعايير الشكلية لأعضائه بداية من حرصهم على الاستحمام اليومى واستخدام أشهر وأغلى ماركات العطور وارتداء الماركات العالمية وصولا إلى مقدرة ممنهجة لخلط العامية المصرية بالمصطلحات الأجنبية ولو فى غير سياقها، كل هذه المعطيات جعلته أسيرا لفكرة  «الرئيس ستايل» كما لو كان مقبلا على عرض أزياء رئاسى وليس متحملا لمسئوليات جسيمة فى بلد يمر بمرحلة من أخطر مراحل عمره، بإرادته الحرة آثر أن يقدم نفسه مرشح الطبقية بامتياز، والمدهش أن مريديه تلقوا الرسالة واستمتعوا بها وراحوا يروجونها سرا وعلانية.
شفيق وغادة ليس لهما علاقة بالعمل السياسى سوى إحداث ضجيج بلا نتائج رغم التحرك والزخم المستمر على منصات التواصل، المرشح الإلكترونى أحمد شفيق ووصيفته غادة مثلهما كمن دخل المطبخ محدثا ضجيجاً هائلاً وحالة من الفوضى بجميع أرجائه ثم خرج عاجزا عن صناعة كُوب من الشاى، ثنائى ضوضاء المطبخ التقيا فى مساحة اجتماعية مشتركة هى أساسا قائمة على التنافر والنفور من محيطها الذى قد يفرض عليهما حتمية التعامل مع أصناف مختلفة من البشر لا تناسب وجاهتهما وشياكتهما وهى فى مجملها فكرة تتعارض مع مفهوم العدالة الاجتماعية، ولا غضاضة فيها إن كانت قاصرة على الحياة الشخصية للأفراد أو مميزة لأنماط سلوكهم الشخصى، أما التصدى للعمل العام فيتطلب نشأة اجتماعية أكسبت صاحبها خبرات متراكمة فى التعامل والاختلاط الاجتماعى والعملى بطبقات المجتمع المختلفة، وبمناسبة ضوضاء المطبخ فإن أحد أهم أفراد الحملة الانتخابية المرتقبة للفريق شفيق هو أحد أشهر صناع المطابخ باهظة الثمن التى تطلبها نفس الطبقة التى تجذب وتنجذب لشفيق، وربما يكون لذلك تأثير مباشر فى اختيار رمزه الانتخابى ليكون مثلا رمز «الحلة» أو رمز «الطاسة» أو «السلطانية»، وليس من قبيل الصدفة أن أغلب زبائن صانع المطابخ الشهير هم ممن تمت محاكمتهم من رموز نظام مبارك أو كانوا محلا للتحقيق أمام جهاز الكسب غير المشروع.

[email protected]