الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إحسان عبدالقدوس وخواطره التليفزيونية!

إحسان عبدالقدوس وخواطره التليفزيونية!






لا جديد تحت الشمس، فما يقال اليوم عن برامج التليفزيون سواء رسمية فى تليفزيون الدولة أو فى القنوات الخاصة هو نفسه ما قيل وكتب منذ بداية دخول التليفزيون مصر.
نفس الكلام والملاحظات والانتقادات التى يكتبها نقاد اليوم سبق أن كتبها الأستاذ الكبير «إحسان عبدالقدوس» فى بابه الشهير «خواطر فنية» الذى كان ينشره فى مجلة روزاليوسف وكان رئيسًا لتحريرها.. وهذه بعض خواطره وانطباعاته!
1- التليفزيون فى أغلب برامجه يقلد الصحافة.. لن تتقدم البرامج إلا إذا قدمت شيئًا لا تستطيع أن تقدمه الصحافة!!
2- بعض مذيعات التليفزيون توحى حركاتهن بأنهن على وشك أن يذعن رقم تليفوناتهن وعناوين بيوتهن.. و.. كلم بابا!! إن الخطر المفتعل والنظرات المنكسرة والابتسامة البتول.. توحى بأن المذيعة تبحث بين المشاهدين عن عريس!!!
3- شاهدت فى التليفزيون مباراة فى الكرة بين فريق ريال مدريد وفريق انتراخت الألمانى وتمنيت لو أدخلنا لعبة كرة القدم فى مصر!
4- الصحافة هى أم الإذاعة والتليفزيون.. جميع الصحفيين يعملون فى الإذاعة وفى التليفزيون، إذا أردت أن تكون إذاعيًا أو تليفزيونيًا حاول أولا أن تكون صحفيًا.. باب الصحافة هو الباب الوحيد المفتوح على قلعة ماسبيرو!
5- أرجو أن تقوم هيئة التليفزيون بإحصاء عدد المشاهدين الذين يتابعون الحلقات الأجنبية والذين يتابعون البرامج المحلية النتيجة ستكون مذهلة!
6- التليفزيون نعمة.. نعمة كبيرة.. لم أقدرها حق قدرها إلا هذا الأسبوع، فإننى فى هذا الأسبوع مريض بالأنفلونزا وفى فراشى!
7- إننى أخاف على «ليلى رستم» أنها تتصرف بجرأة ولكن بلا خطة ولقد نجحت عندما كانت أقل جرأة، وأخاف عليها بعد أن أصبحت أكثر جرأة!!
8- كانت «أمانى ناشد» فى حديثها مع «العقاد» رائعة وأكثر ثباتًا منها عندما تحدثت إلى «طه حسين» ولست مع الذين طالبوا «أمانى ناشد» بمناقشة «العقاد»،. أن دور أمانى هو التقديم لا المناقشة ولكنها تستطيع أن تقدم عملًا أدبيًا ضخمًا لو استطاعت أن تذيع مناقشة بين العقاد وأحد الأدباء الجدد الذين يؤمنون بالمدارس الحديثة!
9- أفهم أن يقطع حديث العقاد لنذيع نشرة الأخبار، أما أن يقطع حديث العقاد لنذيع فزورة فهذه جريمة!
10- أولادنا فى حاجة إلى أبطال خرافيين يزرعون فى نفوسهم روح البطولة والمثل العليا.. التليفزيون الأمريكى يقدم لهم «روبين هود» وكابتن تروى» و«الأصابع الخمس» ونحن نقدم لهم «همبكة»!
11- إعادة عرض القصص المسلسلة فى التليفزيون شىء فظيع، تصوروا لو أعدت نشر قصة من قصصى المسلسلة فى روزاليوسف ماذا يحدث لى ولش »روزاليوسف»!
12- برنامج «محكمة الفن» لماذا لا يكون جديًا؟! لماذا لا يحاكم الأفلام السخيفة والمسرحيات الفاشلة وبرامج التليفزيون التافهة ولماذا لا يشترك فيه نقاد حقيقيون بدلا من أن يكون برنامج ضحكات ومجاملات؟!
13- الأوامر التى صدرت بإنهاء التليفزيون فى الساعة الثانية عشرة تمامًا يجب أن يراعى فيها احترام الجمهور، لا يمكن إنهاء الإرسال قبل أن يتم عرض البرنامج أو عرض الفيلم، ولكن يمكن أن تقصر مدة البرنامج أو الفيلم بحيث تنتهى فى موعد انتهاء الإرسال.. إن وقف الإرسال فى وسط البرنامج أشبه بضرب الجمهور بالشلوت ويالا يا واد أنت وهو.. روح نام!
14- برامج الإذاعة فى حاجة إلى اختصار نصف الكلام ومضاعفة الموسيقى والأغانى حتى تصبح أكثر تشويقًا وفى حاجة إلى تنسيق أن جميع محطاتنا تتكلم كلها فى  وقت واحد، وتغنى كلها فى وقت واحد!
15- التليفزيون رغم أنه لم يمض عليه أكثر من أربع سنوات، بدأ يشهد معركة خفية بين الجيل التليفزيونى القديم والجيل الجديد.. مقدمات البرامج الجديدات يشكين من احتكارات مقدمات البرامج القدامى!
16- إننى أشفق على ذكرى القائد «أحمد عبدالعزيز» من المسلسلة التى تذاع باسمه فى التليفزيون!».
مئات الخواطر النقدية والانطباعية كتبها «المشاهد» إحسان عبدالقدوس من مقاعد المتفرجين، وبعد مرور أكثر من نصف قرن على كتابتها لا تزال صالحة للكتابة وكأنها مكتوبة هذه الأيام!
نفس الملاحظات ونفس الانتقادات تحدث وتتكرر وكأننا نعيش حالة فريدة لا نريد الخروج منها!