الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفضائيات الرياضية بس بقى!

الفضائيات الرياضية بس بقى!






«هل يكون الرواج الإعلامى وارتفاع نسب المشاهدة على حساب ابراز النماذج الشاذة والفتاوى المضللة، بينما يكون هناك إهمال بقصد أو دون قصد مثل لارتفاع مستوى المناقشات فى حل قضايا مثل الصحة والتعليم والبطالة والثقافة وغيرها؟!
لماذا يتجه بعضنا إلى جلد الذات وابراز العيوب وإظهار النواقص وتعرية الخصوصيات والتركيز على جرائم الفضائح وسلوكيات الشواذ، بينما نحتاج إلى كل كلمة شريفة ونصيحة مخلصة وقول حق.
فى الوقت المناسب جاء هذان السؤالان على لسان «د.يسرى عبدالمحسن» أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة هو محق فى تساؤله من واقع خبرته الطويلة فى الطب النفسى ومساهماته بالكلمة سواء مكتوبة فى الصحف والمجلات أو مرئية عبر ظهوره فى البرامج التليفزيونية المختلفة!
ولعلى أضيف إلى سطور د.يسرى عبدالمحسن ملاحظته وشهادته خلال الفترة الأخيرة من انفلات وتسيب وانحطاط القضايا التى تتم مناقشتها أو افتعالها فى عدد كبير من البرامج سواء كانت رياضية أو فنية أومنوعات أو حتى سياسية فلا فرق إطلاقا!
وللأسف الشديد فوجئ المجتمع كله بمن يتحدث على الشاشات عن معاشرة الزوجة الميتة أو الحيوان! والمذيعة الشهيرة التى تتحدث عن «الأم العزباء» أى التى تنجب دون أن تكون متزوجة أو المذيعة التى تتطاول على أستاذ تاريخ وتناطحه وتنهى البرنامج بشكل سخيف وأقرب إلى قلة الذوق والجليطة!
أما فى البرامج الرياضية فحدث ولا حرج، حيث تحول أى لاعب كرة سابق بقدرة قادر إلى مذيع ومحلل لا يكتفى بالشرح والتحليل والتعليق بل أصبح محرضا ومساهما فى مهازل الرياضة، ولعلك تذكر آخر تلك المهازل التى دارت بين الكابتن مجدى عبدالغنى مع الكابتن خالد الغندور فى حق الكابتن أحمد شوبير عبر الراديو! ومن قبلها ما قام به الاستاذ عبدالناصر زيدان صاحب برنامج «كورة بلدنا» من توجيه خطاب إلى أحمد مرتضى منصور الذى لم يوفق فى انتخابات الزمالك الأخيرة، وهاجم المهندس محمود طاهر رئيس النادى الأهلى السابق.
ولا تكفى المساحة لسرد عشرات الأمثلة الفادحة والأخطاء الفاضحة التى رتكبها الإعلام الرياضى عبر برامج التليفزيون! بل إن بعضهم لا يسعده إطلاقا عودة الهدوء والاستقرار إلى الشارع الرياضى، بينما الكل يطالب بعودة الجماهير إلى الملاعب تجد أحدهم يحذر من ذلك لأن مشجعى الألتراس لن يقفوا مكتوفى الأيدى!
ولعل المأساة الأكبر هى ظاهرة الهجوم الدائم والمستمر من هؤلاء على الحكام ـ قضاة الملاعب ـ والتشكيك فى كل قرار يتخذونه حتى لو كان خطأ تافها وبسيطا، ولعل أكثر من طالته سهام النقد هو «الحكم الدولى» جهاد جريشة الذى شاءت الصدفة أن يختاره الاتحاد الدولى لكرة القدم ضمن قائمة الحكام الذين سيديرون مباريات كأس العالم القادمة «روسيا 2018».
ثم تأتى «أم المصائب الرياضية» عندما يقرر المذيع الهمام أن يترك الاتصالات للمشاهدين من كل حدب وصوب ليعلنوا عن آرائهم التى لا تخرج عن انطباعات مشوهة وافتراءات تتفق غالبا مع رأى المذيع وضيوفه الكرام!
طبعاً لن أحدثك عن ظاهرة الاستديوهات التحليلية لأى مباراة والتى تبدأ قبل المباراة بساعة مثلا ولا تنتهى إلا قرب الفجر، ولا شىء أصلا يستحق المناقشة والتعليق، فالمباراة أصلا انتهت بالتعادل السلبي، ولا فرص ضائعة ولا لعب أو فن أو جملة واحدة من اللاعبين تنال استحسانك.. هذا غير الملل الرهيب فى إعادة اللقطة الواحدة عشرات مرات لكى يتأكد بهوات الاستديو أن الكرة «أوت» ومع ذلك لم يحتسبها الحكم! وهكذا..
وكلما شاهدت وسمعت كل هذا العك الكروى أتذكر عمنا الكبير واستاذنا «فهمى عمر» وبرنامجه الشهير الذى كانت مدته لا تزيد على خمس دقائق يقدم فيها خلاصة وافية ومركزة لنتائج كل المباريات بكل شفافية وموضوعية ولذلك أسعدنى جدا اختياره ضمن أعضاء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ومازلت أذكر له عبارة بليغة من أحد حواراته الصحفية قال فيه: «إذا كان المذيع يريد أن يدلى برأيه فى المناقشات فلماذا يستضيف المختصين؟!».
والاستاذ «فهمى عمر» محق تماما فالمذيع أو المذيعة يستضيف ضيوفا لكى يصبح هو النجم والزعيم والمحلل الفاهم الواعى وعلى ضيوفه أن يصفقوا له إعجابا وطربا!
وأظن كفاية جدا كل هذا التهريج باسم الحرية!