الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفضائيات عام جديد.. وكلام قديم!

الفضائيات عام جديد.. وكلام قديم!






باق من الزمن سبعة أيام بالضبط «168 ساعة» ويمضى عام 2017 إلى حال سبيله ونستقبل عاما جديداً مازال فى علم الغيب!!
وخلال الأيام القليلة وربما الأسابيع - الماضية انشغلت معظم الفضائيات سواء مصرية أو عربية بالاستعداد لوداع عام واستقبال عام آخر ببرامج وضيوف وديكوات وكلام له أول م اله آخر!!
ولعل الظاهرة الأبرز فى كل ذلك هى تلك الاستفتاءات التى تعدها البرامج المختلفة وتشمل أسئلة من عينة: ما هو أحسن فيلم أحسن سيناريو؟! أحسن ممثل أو ممثلة؟! أحسن مسلسل درامى؟! أحسن أغنية وأحسن موسيقى وربما يسألون أيضا عن أحسن كتاب أو مقال أو كاتب صحفى خلال العام!!
ولا تندهش - كما حدث فى أعوام سابقة - أن تعلن أغلب البرامج بأنها فازت بلقب أفضل برنامج!! ولا تندهش أيضا عندما يعلن كل مذيع أو مذيعة أنها فازت بلقب أفضل مذيعة!!
ولا تشغل بالك وعقلك وتضيع وقتك بأن تسأل نفسك: ما هى الجهة أو المؤسسة الإعلامية المختصصة التى أعدت مثل هذه الاستفتاءات وقررت ما قررته من نتائج؟!
باختصار شديد سوف نكتشف نحن معشر المشاهدين أننا إزاء فضائيات مثالية وبرامج مثالية ونجوم فضائيات فى غاية المثالية وكل ما نشاهده - كمشاهدين - من عيوب وأخطاء وربما كوارث مهنية إنما هى أوهام وأضغاث أحلام!!
ولن تجد قناة واحدة أو برنامجا واحداً يعترف بأخطائه المهنية التى ارتكبها؟! فى حق الوطن والمشاهدين وميثاق الشرف الإعلامى الذى نتغنى به من إفطار الصباح ونحلى به بعد وجبة العشاء!!
على مدى عام كامل وأغلب البرامج التليفزيونية تتفنن فى نقد المسئولين عمال على بطال!! وإذا لم تجد ما يستحق النقد والهجوم فإنها تتلكك وتخترع ما يبرر لها ذلك الهجوم الدائم!!
عام كامل والفضائيات ترتدى ثياب الحكمة والموعظة الحسنة وهى تنهال علينا من كل حدب وصوب بالكثير من الهراء والكلام الفارغ والقليل من الأداء المهنى الجيد!!
أتمنى فى نهاية عام وبداية عام جديد أن تتحلى الفضائيات وبرامجها ونجومها بفضيلة «النقد الذاتى» وعلى الهواء مباشرة وأن تقوم هى وليس المشاهدون بتقديم كشف حساب عما قدمته من إيجابيات ووقعت فيه من سلبيات!!
على سبيل المثال لا الحصر هل تجرؤ أى قناة سواء مصرية أو عربية أن ترصد لنا بالصورة وتكشف عن كوارث مهنية وأخلاقية ارتكبتها البرامج بحق المشاهدين، بدءا من إساءة اختيار ضيوف لا يحسنون الكلام ولا يملكون أى رصيد من المعلومات فيما يتحدثون فيه!! إلخ..
هل يجرؤ مقدم أو مقدمة برنامج أن يقوم بانتقاد نفسه ويعتذر للمشاهدين عن سوء اختياره لموضوعات هدفها الإثارة والبلبلة ودغدغة العامة والبسطاء من نوعية موضوعات «الأم العزباء» و«مضاجعة» الزوجة الميتة والافندى الذى يدعو لعدم الزواج من المصريات.. إلخ!!
وهل يجرؤ برنامج فى أى محطة أن ينتقد الإعلانات السخيفة المنافية للذوق العام وهو يعلم أن محطته تذيع هذا الإعلان بانتظام؟!
إن أغلب البرامج تحتفل بنهاية العام على طريقتها فتقدم للمشاهد خلاصة وافية شافية لما شاهده المشاهد طوال العام، فهل يجرؤ البرنامج - أى برنامج - أن يعرض للمشاهدين بعض سقطاته المهنية والإعلامية فى حق الوطن ومؤسساته والمشاهدين ثم يعتذر علنا وعلى الهواء للملايين؟!
هل أحلم؟! ربما؟! هل هى أمنيات؟! ربما؟!
ولننتظر حتى نشاهد ونرى؟!