الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إحسان عبدالقدوس وروزاليوسف اليومية!

إحسان عبدالقدوس وروزاليوسف اليومية!






على صفحات جريدة «روزاليوسف اليومية» نشر الأستاذ «إحسان عبدالقدوس» أولى محاولاته فى الكتابة وكان عمره وقتها خمسة عشر عاما، ولم تعرف السيدة «روزاليوسف» بهذه المحاولة إلا بعد النشر!!
يقول الأستاذ «إحسان عبدالقدوس»: «بدأت أمسك بالقلم وأكتب منذ بدأت أعى وذلك تقليداً لوالدى، وبلغ التقليد إلى أنى كتبت أول مسرحية لى وأنا فى العاشرة من عمرى، وفى عام 1925 أصدرت والدتى مجلة «روزاليوسف» وأصبحت والدتى لا تريد أن أنمو مقلداً لأبى وأكون مجرد أديب ولكنها تريدنى أن أتفرغ للصحافة ولعالم الصحفى والسياسى حتى أكبر وأتحمل مسئولية مجلة «روزاليوسف» حتى أنها بعد أن كبرت قليلا كانت ترفض أن تنشر لى أى عمل أدبى فى «روزاليوسف»!!
كان الأستاذ «محمد التابعى» أول كاتب صحفى أقرأ له وأنا لم أصل إلى العاشرة، وقبل أن يكتمل وعيى حتى أستطيع أن استوعب التابعى كاملا صدمنا كلنا الصدمة الكبرى.. ترك «روزاليوسف» ولم يكن خروجه سهلاً وكان المفروض بعد ذلك أن تسقط «روزاليوسف» ولكن «روزاليوسف» عنيدة دائما عنيدة، عنادها أقوى من كل الصدمات التى سلطت عليها!!
واستطاعت أن تنشىء بجانب «روزاليوسف الأسبوعية».. «روزاليوسف اليومية» ووضعت «محمود عزمى» رئيسا للتحرير وعباس محمود العقاد كاتبها الأول، وأصبحت أقوى مجتمع مؤثر فى تاريخ مصر كله.. وقليلون هم الذين يعرفون أن «روزاليوسف اليومية» لم تصدر إلا تحديا لمحاولة القضاء على «روزاليوسف الأسبوعية»!
ويضيف إحسان: أول قطعة أدبية نشرت لى فى جريدة «روزاليوسف اليومية» عام 1936 وكانت من الشعر المنثور، كانت جريدة «روزاليوسف» تصدر صفحة أدبية كل أسبوع وكان محرر الصفحة هو الراحل «يوسف حلمى»، وقد أرسلتها - إلى الجريدة بالبريد وبلا إمضاء فنشرت فى الصفحة وكانت بعنوان «لقد وجدها».. تقول أبياتها:
شيخ مأفون أضنى عليه الدهر بكلكله.. لكنه لم ينس بعد أيام شبابه الجميلة وذكريات مغامراته الجريئة.. بحث ليعيد تلك الذكريات وتلك المغامرات.. لكنه بحث دن جدوى لقد كان عتيا فى شيخوخته.. حتى بنات الهوى تأففن منه، ولم يرضين بمجاراته وإعادة ذكرياته.. لكنه كان يريد الدفء.. كان يريد المتعة، فجد فى البحث ثانيا..
وأخيراً وجدها، وجدها بعد مشقة وطول انتظار لقد عادت له الذكريات وطارت بروحه فى عالم فاق عالم الشباب حسنا ومتعة، نعم وجدها أخيراً وكانت بيت الجان «13 يناير 1936».
وذهبت بعدها إلى والدتى السيدة «روزاليوسف» لأكشف لها عن شخصية الكاتب العظيم صاحب هذه القطعة الأدبية الخالدة، سألتنى: هل أنت متأكد؟!
قلت بفرحة: نعم!! قلت: إذن فلن تأخذ مصروفا هذا الأسبوع!!
لم تكن تريدنى أن أكون أديبا قط، كانت تريدنى سياسيا أو صحفيا، كانت تخاف جدا أن أصبح مثل أبى الذى تفرغ تماما للفن!!
وفى تلك المرحلة المبكرة من حياة «إحسان» حاول تجربة كتابة الشعر العامى ومنها هذه الأبيات:
حبيتك ليه تسيبينى وتزيدى فى تباريح وجدى
وهويتك ليه تنسينى من غيرى حبك بعدى
كيوبيد اتجنن من قلبك من هجرك لى وأسايا
حيسيب الصنعة عشان خطرك وحيقعد يبكى ويايا!!
وللحكاية بقية!!