الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الدولة لا الفوضى

الدولة لا الفوضى






هذا العنوان يحمل العديد من المدلولات الهامة، أولها: الفرق بين الدولة والفوضى، فالدولة حماية، الدولة أمان، الدولة ثقة، الدولة استقرار، الدولة نظام، الدولة مؤسسات، الدولة أجهزة، الدولة بنى فكرية وسياسية واقتصادية وتنظيمية وتشريعية، والفوضى على العكس من ذلك كله، فهى اللانظام، واللامؤسسات، واللا أمان، واللا استقرار، واللا أمن، وهكذا سلسلة من السلبيات لا الإيجابيات.
وقد حاول أعداء الأمة أن يسوقوا لهذه الفوضى، وأن يجملوا وجهها ببعض المساحيق المسرطنة، فقالوا: الفوضى الخلاقة، والفوضى البناءة، الفوضى الفاعلة، فى مؤامرات خسيسة ودنيئة لتفكيك دولنا، والوصول بها إلى دويلات صغيرة وعصابات متناحرة، وبالأحرى اللادولة على نحو ما أصاب كثيرًا من دول منطقتنا والعالم، كل ذلك لتسهل السيطرة على هذه الدول، ونهب خيراتها والاستيلاء على مقدراتها والتحكم فى قراراتها وتوجهاتها، أو التخلص من كيانها لو وجدوا إلى ذلك سبيلا، ونسج مسخ جديد منبت الصلة عن ماضيه وحاضره، حائر متوجس من مستقبله أولا أمل له فيه أصلا، ونسى هؤلاء أو تناسوا عِبر ودروس التاريخ من أنه لا أمان لأحد فى هذا العالم ما دام ظلم الإنسان والعمل على استعباده قائما، سواء أكان ذلك على مستوى الأفراد، أم على مستوى الأمم والشعوب، فما يحدث فى شرق العالم نجدصداه فى غربه وما يكون فى شماله تجد أثره وصداه فى جنوبه، بل إن الجهات الأربع تتداخل وتتوارى وتتقاطع فى ظل أدوات التواصل الحديثة والعصرية التى جعلت من العالم كله قرية واحدة، على أن الإرهاب عابر للقارات، متجاوز للحدود، فكما نؤكد دائما الإرهاب لا دين له، ولا وطن له، ولا عقل له، وكما قالوا: فإن خلائق السفهاء تعدى.
ولا شك أن الفوضى التى تحدث حولنا كان مخططا لها أن تدور فى بلادنا، لكن ما تقوم به قواتنا المسلحة الباسلة، ورجال الشرطة البواسل وكل أبناء الوطن الشرفاء قد أفشل وسيفشل بإذن الله تعالى كل مخططات أعدائنا.على أننا يجب أن نتصدى وبمنتهى القوة والحسم لكل ما تقوم به أو ما ترمى إليه الجماعات الإرهابية من محاولة زعزعة استقرار المجتمع من خلال عمليات التفجير والتدمير وترويع الآمنين واستهدافهم وإطلاق الشائعات للتأثير على المجتمع وخلخلة ثوابته وثقته. فى قيادته.