الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجزيرة أعلى جوائز النصب والاحتيال!

الجزيرة أعلى جوائز النصب والاحتيال!






«الجزيرة» قناة لا تستحى ولا تختشى ولا تعرف شيئا اسمه العيب ولم تسمع بعبارة «حمرة الخجل»!
منذ بداية ظهورها عام 1999 وهى ترفع شعاراً كاذبا ومزيفا اسمه «الرأى والرأى الآخر» لم تلتزم به أبداً إلا فى حالة واحدة عندما يكون صاحب الرأى إسرائيلى الجنسية!
والجزيرة هى أول فضائية عربية تستضيف على الهواء مباشرة أصواتا وشخصيات إسرائيلية فى معظم برامجها الإخبارية، وتترك لهم الحرية كاملة لكى يقولوا ما يشاءون - دون مقاطعة - حتى لو كان ما يقولونه ضد المصلحة القومية العربية!!
على مدى سنوات طويلة تفعل «الجزيرة» هذا الأمر بحجة واهية هى «الرأى والرأى الآخر» ولقد ظهر ذلك الأمر واضحا وجليا فى عشرات ومئات المواقف ولن يكون آخرها موقفها من قرار الرئيس الأمريكى ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس التى اعتبرها عاصمة أبدية لإسرائيل!
صحيح أن الجزيرة من باب ذر الرماد فى العيون قامت بنقل أغلب المظاهرات العربية والعالمية التى تندد بالقرار، لكن فى برامجها وتحليلاتها حول نفس الأمر، واستضافت عشرات الشخصيات الإسرائيلية لتناقش الموضوع وتشيد بقرار ترامب الذى تأخر طويلا وكل هؤلاء بدون استثناء راحوا يتحدثون ويؤكدون - من على شاشة الجزيرة - على يهودية القدس، وأنها عاصمة إسرائيل منذ ثلاثة آلاف عام! وأن من لا يعترف بهذه الحقيقة فهو عدو لإسرائيل، وبطبيعة الحال فقدو وصفوا العمليات الفدائية بالإرهاب الصهيونى!
المثير والمريب فى الأمر أن المذيع أو المذيعة - وهم أكثر من الهم على القلب، وما أطول لسانهم - لم يتدخلوا ويقاطعوا المتحدث الإسرائيلى بل تركوه على راحته تماما وهو يردد مزاعمه وأكاذيبه!
وكأن المذيع أو المذيعة لديه تعليمات بعدم مقاطعة أى متحدث أو مسئول إسرائيلى يتحدث عبر الجزيرة، أما المقاطعة والشوشرة فتحدث فقط مع الضيوف العرب أو حتى الأجانب عندما يتبنون رأيا أو وجهة نظر تختلف مع الجزيرة وربما نفضحها!
حتى فى المداخلات التليفونية فهى تعطى الفرصة كاملة وبلا مقاطعة للمتحدث الذى يتبنى وجهة نظرها فى الهجوم على مصر والسعودية والإمارات والبحرين، أما إذا تصادف واختلف المتحدث مع رأى الجزيرة فالاتصال التليفونى لا يتم وينقطع بحجة دائما: فقدنا الاتصال مع المتصل الكريم!
ثم جاءت أحداث انتفاضة الشعب الإيرانى الأخيرة لتعرى وتفضح الجزيرة تماما وتسقط عنها قناعها المزيف فى تبنى الرأى والرأى الآخر، فكل ضيوفها هاجموا الانتفاضة وهى فى الأساس من أجل تحسين مستوى المعيشة، بل إنها سلطت كاميراتها على مظاهرات النظام الإيرانى وأغفلت مظاهرات الشارع وشعاراته التى طالت حكم الملالى واستبداد الحرس الثورى وطالبت بإيقاف التدخل الإيرانى فى اليمن والعراق وسوريا ووقف نزيف المليارات التى تدفعها إيران لحزب الله، وجماعات الحوثى.
راحت الجزيرة تدافع عن النظام الإيرانى الذى سبق أن وصفه «تميم» بالدولة الشريفة وهاجمت المظاهرات الغاضبة، وتطوع بعض ضيوف برامجها بالحديث عن مؤامرة كونية هدفها إسقاط النظام المقاوم والممانع والذى يتصدى لإسرائيل والصهيونية والمشروع الاستعمارى الإمبريالى التوسعى والهيمنة.. إلخ!
لم يظهر على شاشة الجزيرة صوت واحد مؤيد لمظاهرات تطالب بالحياة الكريمة وتحسين أحوال ساكنى القبور فى إيران أو ينتقد ممارسات الحرس الثورى واستخدام القوة المفرطة فى تفريق المتظاهرين!
يوما بعد يوم تستحق الجزيرة أعلى جوائز النصب والاحتيال بجدارة!