الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل ينجح المسرح فى لم الشمل العربى؟

هل ينجح المسرح فى لم الشمل العربى؟






تنطلق غدا الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربى الذى تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالشارقة التى أسسها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، وبأمانة الكاتب الكبير إسماعيل عبدالله، وبحضور جمع من المسرحيين العرب من كل الدول العربية تقريبا، وتقام فى تونس الخضراء فى الفترة من 10إلى 16 يناير، سعدت جدا لدعوتى للمشاركة فى هذا المحفل العربى المسرحى الكبير وذلك بإدارة جلسة من جلسات الندوة الفكرية الكبرى التى تقام مصاحبة للمهرجان والتى تهتم بسلطة المؤلف ومعارفه، هذا المؤلف الذى كان قديما حلما للكثيرين من كتاب مصر الكبار فى القصة والرواية والشعر فى الستينيات، وكان المسرح أملًا لكثيرين حين كان مزدهرا فى تلك الفترة المهمة ثقافيا من تاريخ مصر، فقد مارس أديب نوبل نجيب محفوظ كتابة النصوص المسرحية وفعلها أيضا يوسف إدريس، فقد بذل مجهودا طيبا من أجل صنع مسرح مصرى خالص، واستطاع صلاح عبد الصبور أن يجد لنفسه مكانا بارزا بين كتاب المسرح الشعرى فى المسرح العربي، والسؤال الذى ظل يراودنى لماذا اتجه هؤلاء الكبار- محفوظ وإدريس وعبد الصبور- لخشبة المسرح وما لذى جذبهم ناحيتها فجعلهم يحلمون بأضوائها المبهرة كل ليلة.
و يضم هذا المحور الفكرى ثمانى جلسات علمية فكرية حول محور «المسرح بين السلطة والمعرفة»، ويشارك فى هذه الجلسات ما يقرب من 42 ناقدا وباحثا من دول عديدة بعد إعلان من الهيئة العربية للمسرح لدعوة الباحثين والنقاد العرب للكتابة فى هذا الموضوع، والحقيقة أن تلك الدعوة جذبت ما يقرب من 140 باحثا، اختارت اللجنة الفكرية منهم 42 ناقدا وباحثا للمحور الفكرى، وأكدت التجربة أن فكرة التسابق تأتى دائما بنتائج طيبة وغير متوقعة، كما سيشارك ما يقرب من 600 فنان وفنانة من حوالى 18 دولة عربية، إضافة لبعض المسرحيين العرب من دول المهجر.
ويشمل المهرجان فى دورته العاشرة أيضا عروضا مسرحية لعدد من الدول العربية سوف تتنافس على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى أحد كتاب المسرح العربى الكبار، وسوف تشارك مصر فى المسابقة الرسمية بمسرحية الجلسة من إنتاج البيت الفنى للمسرح، كما سيتم توزيع جوائز التأليف المسرحى للكبار وللأطفال من سن 12و حتى 18 عاما فى الخيال العلمى، وفاز من مصر فى فرع التأليف المسرحى للكبار الشاعر والمسرحى الكبير درويش الأسيوطى وفازت فى فرع التأليف المسرحى للطفل الكاتبة المسرحية المتميزة صفاء البيلى عن مسرحيتها كوكب ورد، وسوف يلقى الفنان السورى الكبير فرحان بلبل كلمة المسرح العربى فى العاشر من يناير، يوم المسرح العربي، كما أطلقت الهيئة لأول مسابقة فى البحث العلمى للشباب تحت سن 35 عاما تحت عنوان «الخطاب المسرحى بين المخرج والمؤلف» وتم تصعيد خمسة أبحاث ليكون التنافس النهائى بتونس لتعلن النتاج النهائية على يد عدد من المتخصصين فى النقد المسرحي، وأعتقد أن تلك المسابقة سوف تعطى النقاد الشباب دفعة كبيرة للعمل النقدى المسرحى المتخصص.
سعدت جدا أن كنت أحد المحكمين الثلاثة لمسابقة التأليف المسرحى فرع مسرح الطفل، فرع الخيال العلمي، فقد قرأت عددا كبيرا من النصوص التى اهتمت بالخيال العلمى واستطاع بعضها السباحة فى موضوع الخيال العلمى بمقدرة علمية راسخة وقادرة على طرح أفكار قادرة فى الحقيقية على إهداء العالم بذورا من الممكن أن تنبت فى قابل الأيام مخترعات ومكتشفات علمية سوف تساعد البشرية  فى تحقيق أحلامها ومداواة أمرضها المستعصية، كانت تلك النصوص استجابة للفكرة المحترمة التى أطلقتها الهيئة العربية للمسرح والتى تركز على العلم، ولم لا؟ وهو المجال - للأسف الشديد- الأقل اهتماما فى عالمنا العربية، وقد كنت أثناء القراءة التى استمتعت بها أبحث فى كل نص مثل الذى يبحث عن اللؤلؤ فى أعماق الخليج العربى عن الفكرة العلمية التى يجب أن تكون مغايرة فى المقام الأول ولم لا؟ وهدف المسابقة كان الخيال العلمي، هذا الخيال الذى من الممكن أن يأخذ بيد العالم العربى إلى آفاق رحبة من العلم، كنت أبحث فى النصوص المسرحية كالعطشان للماء فى صحراء قاحلة عن أفكار مختلفة تأتى بأفكار جديدة ومختلفة مثل الطائرة والغواصة وسفينة الفضاء والأدوية التى تطبب البشرية من أوجاعها المزمنة والمستعصية، سعدت جدا أن قابلت أعمالا وصلت لهذا الحد المحترم من الخيال العلمى المرتكز على العلم أولا وليس الخرافة أو السائد والمألوف من الخزعبلات التى أسست لكثير من أفلام الخيال العلمى ولم تركن لتاكسى الخيال الذى ركبه كثيرون مثل آلة الزمن وسفن الفضاء.
سعدت بالتحكيم فى مسابقة مسرح الطفل الذى لى معه عشق خاص وتجربة بدأتها منذ عام 90 بفوزى بعدد من الجوائز فى مصر والعالم العربي، ومجموعة من العروض فى عدد من المسارح المصرية والعربية ومشوار أسعدنى كثيرا فى المسرح المدرسى ودراما الطفل فى التليفزيون المصري، ويبقى سؤال ملح يطاردني، هل ينجح الفن فى توحيد الشعوب العربية كما كان يفعل قديما،حين كان الجميع توحده إذاعة صوت العرب على صوت أم كلثوم؟، أظن أن وجود أكثر من ستمائة فنانا وفنانة عربية حدث جلل، عليهم أن يتوحدوا قلبا وقالبا من أجل وطن عربى واحد رغم كل تأشيرات الدخول التى نعانى منها جميعا وحروب داحس والغبراء المقيتة فى تاريخنا العربى القديم والحديث، هل تأخذ قضية القدس وفلسطين المحتلة والدول العربية التى تحللت  وتفككت حيزا من تفكيرنا أم أننا سنعود كما ذهبنا، يحمل كل واحد منا وجعه وفرحة الخاص؟!.