الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لا.. يا زعيم الأمة!!

لا.. يا زعيم الأمة!!






منذ البداية لم يكن «مصطفى النحاس باشا» زعيم الوفد مرتاحًا لصدور جريدة «روزاليوسف» اليومية، بل إنه رفض كتابة كلمة يصدر بها العدد الأول.
ورغم كل المعوقات والصعوبات صدرت الجريدة وكانت حديث الأوساط السياسية والحزبية، وسرعان ما نالت احترام وتقدير هذه الأوساط والقراء بطبيعة الحال!! فقد كانت الجريدة الوحيدة التى تهاجم حكومة «توفيق نسيم باشا» ـــ التى يؤيدها الوفد ــ لتلكؤها فى إعادة دستورة سنة 1923.
وفى مقال نادر كتبته السيدة «روزاليوسف» عنوانه: «للتاريخ لماذا خرجت على الوفد؟! كشفت فيه أسرار ما جرى وقتها فتقول:
«كان ذلك فى عام 1935  وكانت وزارة نسيم باشا قائمة فى الحكم وكنت قد اعتزمت إصدار جريدة يومية تعمل إلى جانب المجلة الأسبوعية وتشد أزر الوفد فى جهاده، وبعد أن أكملت الاستعداد لذلك المشروع توجهت إلى «النحاس باشا» وقدمت إليه الأستاذ «محمود عزمي» بصفته رئيس تحرير الجريدة اليومية التى شئت أن أخلع عليها اسمى باعتبار أنها جزء من نفسى تنطق بما أريده!
وبعد أن أفهمت الباشا أن الجريدة ستكون لنصرة مبادئ الوفد الأصيلة، أخذ الباشا ينقذ خطة مجلتي فى ذلك الحين، وكانت مجلتي كسابق عهدها تذكر الأعمى بعماه، وتبصر المبصر بمواطن الخطر، وكانت وزارة «نسيم باشا» تتورط فى خطأ فتأتي بما هو أدهى منه وأمر!
فقال لي الباشا متبسطًا بعد الغناء ما أنقله من مذكراتي الخاصة: أنت عاوزه «محمد محمود» ولا «إسماعيل صدقى»؟! الوزارة دى أحسن من غيرها هى سيبانه نروح ونيجى نتفسح!
ولما صارحت الباشا القول بأن الأمة غير راضية على تصرفات الوزارة، قال لى: يا ستى إحنا تعبنا وإحنا الأمة!!
ولم أجد بعد هذا مجالًا للقول وانصرفت وأنا أفكر كيف أن الزواج يكون أحيانًا سببًا فى ثبوط العزم وليان الجلد والإخلاد إلى الراحة وكان دولة الباشا قد تزوج حديثًا!
سارت مجلتى فى خطتها وهى النقد الصريح فى سبيل مصلحة البلاد وتبعتها جريدتي، وكان أن توالت علينا الأوامر من رئيس الوفد وسكرتيره بوقف هذا النقد وكتابة ما يجب أن يستلهمه محررو المجلة والجريدة من سكرتارية الوفد، وكان أن رفضت أن أضع مجلتي وجريدتي تحت هذه الرقابة وهذا العسف! وشاركنى فى رفض هذا الأستاذان الكبيران «عباس محمود العقاد» و«محمود عزمى».
وفى ذات مرة حادثنى دولته بالتليفون وجرت على لسانه ألفاظ لا يصح أن تصدر عن رجل عادي!! لا عن زعيم حزب أو زعيم أمة كما يريد أن يكونه!!
وفى أحد الأيام تلقيت من مندوب جريدتى بالإسكندرية ما يشير إلى أن «النحاس باشا» يريد مقابلتى بخصوص إيقاف الحملة على الوزارة النسيمية!!
وكان أول ما صدمنى فى هذا الحادث إهمال «النحاس باشا» واجب اللياقة فى دعوة صاحبة الجريدة ومجلة تعمل إلى جانبه وتناصر مبادئ الوفد الذى يتزعمه، ففضلت حفظًا لكرامتى وتفاديًا من عتابى له فيما جرى لسانه به فى محادثته السابقة لى بالتليفون، فضلت أن أنيب عنى فى تلك المقابلة أحد محرري مجلتى وهو الأستاذ «أحمد حسن»!
ورجع الأستاذ المذكور ليخبرنى أن «النحاس باشا» يأمر بإيقاف مهاجمة الوزارة ونقد أعمالها ولاسيما نقد «أحمد نجيب الهلالى بك» وزير المعارف فى ذلك الوقت!!
وللحكاية بقية!