الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف» اليومية مسئولية العقاد!

«روزاليوسف» اليومية مسئولية العقاد!






رفضت السيدة «روزاليوسف» أمر «مصطفى النحاس باشا» زعيم الوفد بإيقاف الهجوم على حكومة «توفيق نسيم باشا» والامتناع تماما عن نقدها.
واشتدت الأزمة بين «روزاليوسف» وبين حزب الوفد وقررت السيدة فاطمة اليوسف أن تكتب خطابا تفصيليا تروى فيه حقيقة الأزمة كاملة وبعثت به إلى «مكرم عبيد بك» سكرتير الوفد والرجل القوى فى الحزب بتاريخ الثلاثاء الثلاثين من يوليو سنة 1935 وجاء فيه بالحرف الواحد:
«خاطبنى بالتليفون مساء السبت الماضى من الإسكندرية «مراد أفندى عبدالرحمن أحمد» أحد مخبرى جريدة «روزاليوسف» بالثغر وأخبرنى ضمن ما أخبرنى أن دولة الرئيس الجليل «مصطفى النحاس باشا» يريد أن يقابلنى لأمر مهم يخص مجلة «روزاليوسف» الأسبوعية ولما كنت أتشكك فى أمر هذه الدعوة إذ كنت أنتظر أن تأتينى عن الطريق المألوف فى مثل هذه الأمور أعنى عن طريقة سكرتارية دولة الرئيس الجليل فقد أوفدت حضرة «أحمد حسن أفندى» إلى الإسكندرية ليستطلع جلية الأمر وليقابل دولة الرئيس الجليل إذا لزم الأمر بصفته رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» وعاد حضرته مساء الاثنين ليخبرنى بأن دولة الرئيس غير راض عن المجلة وعن الجريدة أيضا لأن إدارتى تحريرهما قد أمعنتا منذ زمن فى مهاجمة الوزارة كما اتخذتا موقفا يكاد يكون عدائيا ضد فرد من أفراد الوزارة القائمة وهو صاحب السعادة «أحمد نجيب الهلالى» بك!!
عن سياسة المجلة أقول: إن مجلة «روزاليوسف» الأسبوعية لم تتخذ ضد الوزارة الحاضرة موقفا عدائياً لأنها تعرف أن الوفد يؤيدها كما أنها لم تحد عن خطتها المألوفة وهى خطة النقد الفكاهى الصريح المتوبل لكل ما تصح الإشارة إليه وذلك بقصد التنبيه وتلافى الخطر قبل استفحاله وبين انتاج خطة عدائية  ضد الوزارة وبين تناولها بالنقد البرىء فارق لا يخفى عليكم كذلك لا يخفى على حضرتكم أن للمجلة أسلوبا خاصا يجنح بحكم الوزارة وغيرها بالأسلوب الطبيعى الرصين!
أما عن الجريدة فأصرح بأن الأستاذ الكبير «عباس محمود العقاد» هو الذى يشرف على تحريرها إشرافا تاما وبين يديه دفة توجيهها والأستاذ «العقاد» وفدى صميم له من ماضيه المجيد فى الدفع عن الوفد وعن القضية المصرية ما يجعله فوق الشبهات وما يعصمه عن أن ينزل بقلمه إلى مهاترات شخصية وكثيرا ما يتناول حضرته مقالات غيره مما تنشره الجريدة بالحذف والتغيير والأستاذ «ينقد ويهاجم صراحة وفى وضح النهار مذيلا ما يكتب باسمه! فإذا كان الوفد يرى فيما يكتبه الأستاذ «العقاد» إحراجا لموقفه مع الوزارة التى تحظى بتأييده فله أن يخاطب الأستاذ فى ذلك مباشرة!!
وقد فاتحت الأستاذ العقاد فى هذا الأمر فأخبرنى أنه مستعد لمقابلة دولة الرئيس الجليل ليطلعه على وجهة نظره فى السياسة التى ينتهجها فى كتاباته.
وبقى أن أقول أننى أعتقد أنى قد ضحيت مختارة كل ما أملك من مال ونشاط فى سبيل الوفد وقد لاقيت هذا السبيل كل أنواع العسف والجور من مختلف الوزارات التى تقلبت فى الحكم ولم أكن ولن أكون يوما فى جهادى عن مصر وفى دفاعى عن الوفد إلا مدفوعة بدافع الوطنية الصميمة ولم أتخذ من هذا الجهاد وسيلة لأكل العيش!
الله والوطن ولى فيهما العزاء فيما لاقيت وما سألقى وختاما أرجو أن تتفضلوا بقبول أسمى احتراماتي..
انتهى الخطاب وللحكاية بقية!