
حازم منير
حوار تطوير الأحزاب
أعتقد أن الأحزاب السياسية باتت مطالبة قبل غيرها بالخروج فورًا على الرأى العام المحلى والعالمى فى مؤتمر صحفى مشترك لتوضيح أسباب امتناعها عن التنافس فى هذه الانتخابات وتأييدها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لولاية جديدة.
الموقف الآن أكثر تعقيدًا فدوائر الإرهابيين الإعلامية تدير حملات طاحنة ضد الانتخابات الرئاسية وهى كعادتها تبحث عن «خرم إبرة» لإثارة المشاكل والتشكيك فى الدولة المصرية وتروج فى إعلامها حواديت عن اتصالات وضغوطات على شخصيات للترشح أو للانسحاب يجب الرد عليها.
بالقطع التشكيك فى الدولة المصرية فالأمر لم يعد لهم مجرد إسقاط الرئيس عبدالفتاح السيسى أو ادعاءاتهم الزائفة بعودة نظام حكم المرشد وإنما هم يعلمون أنه من دون إسقاط الدولة بمؤسساتها التى تقف جميعها ضدهم لن يتمكنوا من العودة مجددًا.
حديث الانتخابات الآن هو الغالب فى الدوائر الإعلامية الغربية المعروفة بعدائها للدولة المصرية ما بين اتهامات بتنفيذ مخطط يستبعد أى منافس للسيد الرئيس أو بالضغط على الأحزاب المصرية للامتناع عن المشاركة فى الانتخابات.
ورغم اختلافى مع وجهة نظر الأحزاب فى شأن امتناعها عن الترشح والمنافسة إلا أنهم يملكون أسبابًا يعتبرونها أساسًا لدعم السيد الرئيس فى الجولة الثانية.
قيمة هذا المؤتمر أنه رد رسمى من الأحزاب المصرية على أعداء الدولة والإعلام الغربى المتعاون معهم، وهو أيضا احترام للرأى العام المصرى الذى يجب أن يسمع مباشرة من الأحزاب وجهة نظرهم وردهم على ادعاءات الإرهابيين.
وضع الرأى العام فى الحسبان مسألة أساسية فهو الداعم الرئيسى والمساند للدولة بكل مؤسساتها بما فيها الأحزاب التى ستتجه له فى الانتخابات المقبلة للحصول على أصواته.
على الأحزاب أن تتعلم من أسلوب السيد الرئيس فى التعامل المباشر مع الرأى العام، هو لا يصدر بيانات ولا يتحدث بشكل غير مباشر مع الناس، إنما يطرح عليهم بأساليب عديدة مباشرة الحقائق والمعلومات التى يجب أن يعلموها احتراما لهم وحقهم فى المعرفة.
أعتقد أننا فى حاجة لحوار بين الدولة والأحزاب لإعادة الاعتبار للحياة السياسية والاتفاق على إطار سياسى يتيح بث الروح وضخ دماء جديدة من خلال تطوير النظام الانتخابى وقانون الأحزاب.
الحيوية السياسية فى أى مجتمع لا تأتى من خلال وجود نظام حزبى فقط إنما من بيئة ملائمة تتيح للأحزاب الانتشار والتواجد وسط الناخبين فى أماكن تواجدهم الطبيعية واعتقادى أن البيئة الحالية «قاتلة» لمحاولات تنمية دور الأحزاب فى المجتمع، والدولة لا تقوم بالأدوار المطلوبة منها لإعادة الحيوية للحياة الحزبية، فالنشاط السياسى فى المجتمع كفيل بوأد أى محاولة للإساءة إلى المشهد العام فى البلاد.
أحزابنا بكل اتجاهاتها الاشتراكية والليبرالية والقومية على مختلف تقسيماتها وانحيازاتها بما فيها حزب النور «السلفى» أعلنت تأييدها لإعادة انتخاب السيسى، ويجب ان يعلم الناس ما خططها فى المرحلة المقبلة.
هل ستكتفى الأحزاب بتقديم مرشحين فى انتخابات المحليات المقبلة كما فعلت فى الانتخابات البرلمانية السابقة؟ أم لديها بدائل تقترحها لتنشيط الحياة السياسية فى البلاد.