الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف»  تهديد يدعو للعناد!

«روزاليوسف» تهديد يدعو للعناد!






لم تترك السيدة «روزاليوسف» شيئًا كبيرًا أو صغيرًا يتعلق بجريدتها اليومية أو المجلة الأسبوعية إلا وشرحته باستفاضة وإسهاب فى الخطاب الذى أرسلته إلى «مكرم عبيد باشا» سكرتير الوفد المصرى بتاريخ 30 يوليو سنة 1935، وظلت تنتظر الرد على خطابها.
وبعد أيام قليلة تلقت السيدة «روزاليوسف» خطابًا من «مكرم عبيد» وكما وصفته «كان رد سكرتير الوفد ما أنشره بنصه وفصه واضطرابه وتحرجه كما يلي:
«سان استيفانو 2 أغسطس سنة 1935 حضرت المحترمة الفاضلة السيدة «روزاليوسف» صاحبة جريدتى روزاليوسف اليومية والأسبوعية تحية واحترامًا: وبعد فقد تسلمت خطاب حضرتك المؤرخ 30 يوليو 1935 وبعرضه على دولة الرئيس الجليل طلب إلى أن أعرفك بأنه قد أبلغ حضرة مندوبك ــ الأستاذ أحمد حسن ــ كلمته الأخيرة فى الموضوع.
وإنك لتعلمين أن الوفد لا يحجر على حرية إنسان ما ــ أو صحيفة ما ــ ولكن إذا رأت إحدى الصحف المنتمية إلى الوفد أن تنتهج خطة تغاير خطة الوفد فعليها أن تتحمل نتائج ما تنتهج، أما حضرة الأستاذ الكبير «عباس محمود العقاد» فإن دولة الرئيس يسر لمقابلته فى كل وقت!
وتفضلى يا سيدتى بقبول تحياتى واحترامي
سكرتير الوفد المصرى «مكرم عبيد»
وتعلق السيدة «روزاليوسف» على هذا الخطاب بقولها: والتهديد فى هذه العبارة واضح، وقد كان الوفد فى ذلك الوقت على درجة من القوة يستطيع  بها أن يقتل أى جريدة بمجرد إعلانه أنها خرجت عليه، على أن الوفد قد أخطأ بغير شك فى لجوئه إلى تهديدى بهذه السرعة، فليس فى طبيعتى أن ألجأ للتهديد، بل إنه على العكس يثيرنى ويدعونى إلى العناد، وعصامية مثلى تشعر دائمًا أنها غير مدينة بما وصلت  إليه لأحد يصعب عليها جدًا أن تخضع للتهديد مهما كان بسيطًا.
إذن فهو الخلاف الحاسم ونحن الآن فى مفترق الطريق، فإن بقيت «روزاليوسف» على خطتها فمعنى ذلك خروجها عن الوفد، وإن أرادت أن تبقى على صلتها بالوفد فليس عليها إلا أن تعدل عن خطتها.
وقررت «روزاليوسف» أن تمضى فى خطتها التى ترى أنها تلتقى مع مصلحة الوطن لأكثر من سبب، ومضت تهاجم تعطيل الدستور.
ولم أبال أيضًا بما انتهت إليه الأمور من حرج وخطورة وسرت فى طريقى مدفوعة بنفس الدافع الذى كان يدفعنى دائمًا وهو الوطنية الصادقة، ولم أبال بما كان ينصحنى به الأستاذ الكبير «عباس محمود العقاد» من وجوب الاعتدال حرصًا على المال الذى صرفته فى سبيل الجريدة.
وعز على النحاس باشا والأستاذ «مكرم عبيد» أن يجدا من لا يرضخ لمشيئتها متلفة كانت أو مصلحة، وقد تعودا أن لا يلقيا من محيطهما إلا الرضوخ والاستسلام بعد بلع الريق وإرسال التأوهات.
وكان أن اجتمعت الهيئة الوفدية وأصدرت قرارها العجيب بأن جريدتى ومجلتى لا تعبران عن الوفد وكان أن أزحت القيد بعد أن حطمته وسرت طريق، وطريق كان وسيكون دائمًا ما يوحى به ضميرى نحو خدمة هذا البلد، وهكذا كنت أول من ناصر الوفد أيام كان يعمل بمبادئ الوفد القويمة وهكذا كنت أول من خرج على الوفد إذا خرج عن مبادئه القديمة».
وللحكاية بقية!