الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حتى لا نخدع مرتين

حتى لا نخدع مرتين






     كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) أفصح الناس، وأبلغ الناس، ويعدون من عظيم بلاغته (صلى الله عليه وسلم) أحاديثه التى جرت مجرى الحكمة أو المثل، كقوله (صلى الله عليه وسلم) : (لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ واحِدُ مَرَّتَيْن ) (متفق عليه)، ويجب أن نأخذ من دروس الماضى ما نبنى عليه الحاضر وننطلق به فى المستقبل، وأن نتذكر التاريخ الأسود للجماعات المتطرفة وفى مقدمتها رأس الأفعى جماعة الإخوان الإرهابية التى احترفت العمل السرى متجاوزة إياه إلى التقية والنفاق، بل إن بعض أعضائها طبع على ذلك لدرجة يصعب على كثيرين تمييزها، على حد قوله تعالى فى شأن بعض المنافقين: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } .
وإذا كنا نؤكد أن الإرهاب لا يمكن أن يعمل إلا فى ضوء حواضن تحتضنه وتأويه وتنميه وتوفر له المناخ الآمن، فإن عناصر الجماعة الإرهابية لا يمكن أن تتسلل إلى المؤسسات إلا من خلال خلايا نائمة أو متعاطفة تهيئ لها ذلك وتساعدها عليه وتمكن لها فيه، وإن الأمر لجد خطير، وليس الحل فى ترحيل المشكلات وتأجيل المواجهة إلى آماد غير محدودة حتى يستفحل شر هؤلاء ويشتد عضدهم، ويشكلون ما يشبه اللوبى أو المافيا داخل بعض مؤسسات الدولة بصورة يخشى معها شرهم ومكرهم، وبحيث يتحولون مع الوقت من مخادعين أو منافقين أو متسللين إلى مافيا يتقرب إليها الضعفاء والباحثون عن المصالح والمنافع.
 وإننا لفى حاجة إلى تحرك سريع وحاسم فى جميع المجالات والاتجاهات، وفى جميع المؤسسات لقطع أذرع الجماعات الإرهابية وتجريدها من أى مصادر قوة، دفعًا لخطرها الداهم وشرها المستطير.
 لقد حاولت تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة سابقًا التسلل عبر بعض الجمعيات والنقابات والمؤسسات حتى صاروا نافذين فيها، ومسيطرين على كثير منها، مما عرّض الوطن لخطر جمّ، دفعه الله عنا بفضله وكرمه، ثم بفضل قائد شجاع جسور هو سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسى، ومن خلفه قواتنا المسلحة الباسلة.
ولا يظن أحد أن المعركة قد انتهت أو أن المواجهة قد حسمت، لأن نفوس الشر لا تهدأ، وهناك من يدعمها ويستخدمها ويمولها ويحركها، وما لم نتحلَّ باليقظة والشجاعة والحسم؛ فإن الأمر لجد خطير.
  على أن هناك أيضًا من يراهن على الحصان الخاسر، ويتوجس من الوهم، ويخشى أن تدور الأيام إلى الخلف، فلا تجد لهم موقفًا واضحًا، وهناك من هو على استعداد لأن يتحالف مع العنف والإرهاب ومن تبنوا العنف والإرهاب مسلكًا، أو مع بقايا الفصائل المتشددة أو الإرهابية، أو ما يعرف بالخلايا النائمة لها، دون تقدير للمصلحة الوطنية، ونقول لهؤلاء جميعًا: أفيقوا، ولا ترددوا، وأدركوا الواقع، فإما أن نكون أو لا نكون، أما إمساك العصا من المنتصف فذلك عصر قد ولى إلى غير رجعة، ونقول لهم: «نحن نراكم».