الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
طورللى التابعى  وشروط روزاليوسف!

طورللى التابعى وشروط روزاليوسف!






كان أول باب صحفى يكتبه الأستاذ الكبير «محمد التابعى» على صحفات «روزاليوسف» هو باب «طورللى» وكان بداية دخوله مجال السياسة والكتابة السياسية لكن بغير توقيع!! ويقدمه التابعى بهذه السطور:
«خصصنا هذه الصفحة للكلام عن العظماء والصعاليك ولنشر الأخبار الصحيحة والأخبار غير الموثوق بصحتها ولذكر الحوادث المهمة والحوادث التافهة».
وتحفظت السيدة «روزاليوسف» على طبيعة الباب وتقول: «كان يخالفنى الأستاذ «التابعى» الذى كان يريد أن يطلق لقلمه الساخر العنان ويصيب حتى أنه كتب كلمة فى باب «طورللى» عن هذا الخلاف بعنوان «صاحبة المجلة وصاحب الطورللى» قال فيها:
«خصصنا هذه الصفحة كما أعلنا فى رأسها للحديث عن العظماء والصعاليك» وسوف أتكلم اليوم عن صاحبة المجلة وعن نفسى، وللقارئ أن يسمينا عظماء أو صعاليك كما يشاء!!
تأمرنى بأن أكتب وأن أملأ صفحة بشرط ألا أعرض بأحد، أو أسب أو أمدح أو أقدح أو أتملق أو أنقد أو.. أو.. ثم تقول لى: وفيما عدا ذلك فأمامك الميدان فسيح وأكتب ما تشاء!!
أكتب ما أشاء! وماذا أبقت لى لأكتب عنه؟! تقوم بيننا المناقشة - وهى حادة تبدأ دائمًا من القرار وترتفع إلى جواب السيكا - فإذا طالت المناقشة ورأت هى إقفالها عمدت إلى طريقتها الخاصة فى الإقناع وهى أن تنظر بعين إلى أكبر وأضخم قاموس على المكتب ثم تنظر إلىّ وهى تحرك يدها بحركة عصبية فإذا لم تفلح هذه الطريقة فى الإقناع عملت إلى النشافة أو الدواية أو أى شىء آخر مما يكون قريبًا إليها!!
خبرونى من ذا الذى لا يقتنع أمام هذه الأدلة الثقيلة، وهكذا تنتهى المناقشة دائمًا بانتصارها وانهزامى! ثم أكتب!».
لقد كان من أسعد اللحظات فى حياة السيدة «روزاليوسف» موافقة حكومة «أحمد زيور» باشا فى الحصول على ترخيص بإصدار «روزاليوسف» مجلة سياسية وتروى هذه الواقعة المهمة وبطلها الأستاذ «التابعى» فتقول:
كانت فرحتى بهذا التوفيق فرحة لا تقدر، تستحق فسحة على قد الحال ولكن أين أجد الفلوس؟ دخلت الجماعة - أسرة المجلة - فعجبوا من أننى مبسوطة هذا الانبساط الذى ليس له مناسبة، وكنت أكتم عنهم جميعًا خبر النصر الذى أحرزته، وسرعان ما سرت العدوى إلى الجميع وانفتحت نفس الأستاذ «التابعى» على آخرها، ورمى فجأة بعلبة السجائر التى على قد الحال برضه، وقفز واقفًا ليخبرنا فى لهجة حازمة بأنه سيأتى لنا بقرشين من تحت الأرض نبل بها ريقنا فى هذه الليلة!
وغاب «التابعى» وعاد يحمل فى يمينه ورقة من فئة «الجنيه» فقابلناه صارخين.. ولكن كيف حدثت المعجزة؟! تأملت «التابعى» من فوق لتحت وبالعكس فإذا بى أرى معصمه خاليًا من ساعة اليد.. وهى ساعة ذهبية كانت عنوان وجاهته فى كل مكان وكانت لها بركات فى أن تجعل الناس يحسنون الظن بالمجلة وبمن يكتبون فيها.. وكانت ليلة لم يأت منتصفها إلا وكان الجنيه يلفظ النفس الأخير!
وللحكاية بقية!