الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التابعى.. وأيام «روزاليوسف»

التابعى.. وأيام «روزاليوسف»






من أشهر كتب الأستاذ الكبير «محمد التابعى» كتاب «من أسرار الساسة والسياسيين مصر قبل الثورة»، وكنت أتمنى لو كتب كتابًا عنوانه «من أسرار الصحافة والصحفيين» يروى فيه مشواره الرائع فى الصحافة هاويًا ومحترفًا، ومؤسسًا لمدرسة صحفية حديثة، لكن الأستاذ «التابعي» لم يكتب هذا الكتاب، ومع ذلك كان من حين لآخر يتذكر بعض هذه الحكايات، وفى حواره البديع مع الأستاذ «كمال الملاخ» يقول: «تولى المرحوم محمد محمود باشا رياسة الوزارة بعد إقالة المرحوم «مصطفى النحاس باشا» فى يونيه عام 1928 «وأنا أكتب هنا من الذاكرة إذ  ليس عندى وقت لمراجعة مذكراتى المكتوبة».
وكنت أمضى عطلة الأسبوع فى فندق «سان ستيفانو» برمل الإسكندرية، وكان ينزل فى الفندق المذكور رئيس الوزراء والوزراء، وذات يوم وأنا متجه إلى غرفتى قابلنى المرحوم «إبراهيم بك الطاهرى» الذى كان صديقًا للمرحوم والذى تأبط ذراعى وهو يقول: تعال أعرفك بمحمد باشا محمود!!
وحاولت أن أتملص منه، ولكنه جرنى جرًا، إلى غرفة ما فى نفس الدور وفتحها ودفعنى أمامه وهو يقول: يا دولة الباشا.. جبت لك «التابعى أفندى أهو»!!
ونهض رحمه الله ومد إلىّ يده وصافحنى وأجلسنى إلى جانبه ثم قال:
- أنا باسمع عنك إنك نبيه، وعشان كده أنا باستغرب إزاى تؤيد «مصطفى النحاس» - زعيم الوفد - ومع ذلك أنت حر!! فقط لا أسمح لك أن تطعن فى وطنيتي، انتقدنى كما تشاء ولكن لا تجرحنى ولا تجرح وطنيتى!!
وأحنيت رأسى موافقًا وانصرفت، وصدر العدد التالى من «روزاليوسف» وعلى صدره صورة بالألوان وفيها حذاء يركل «محمد باشا» فى ظهره وتحت الصورة هذه العبارة: «هذا ما تريده مصر»!!
وعدت فى عطلة الأسبوع إلى رمل الإسكندرية وفندق «سان ستيفانو»، ودخلت قاعة الجلوس الكبيرة فى الطابق الأرضي، وإذا بى أجد نفسى وجها لوجه أمام «محمد محمود باشا» وابتسم لى رحمه الله من طرف فمه ابتسامة معوجة!!
ويعلق الأستاذ «التابعى» على هذا الموقف قائلًا: «واعترف أننى خجلت وشعرت بأن الدم قد صعد إلى رأسى»، وأن وجهى يكاد يلتهب من شدة الخجل»، وفى إحدى مقالاته بمناسبة عيد ميلاد مجلة «روزاليوسف» كتب يقول:
«إن روزاليوسف نجحت نجاحًا فاق كل حد، وكان حزب الأحرار الدستوريين يعاير حزب الوفد فيسميه حزب «روزاليوسف»!
وكان شيئًا غريبًا أن تحمل مجلة ومجلة سياسية بالذات اسم «سيدة» وسيدة معروفة، فكانت الصعوبة التى تواجهنا نحن: كيف نحمل القراء على أن ينسوا أن هذا اسم سيدة وأن يأخذوا كلام المجلة على محمل الجد.
واعترف لى الأستاذ «مكرم عبيد» سكرتير الوفد - أنه كان حريصًا على قراءة مجلة «روزاليوسف» ولكنه كان يستحى من قراءتها أمام الناس، فكان يضعها داخل جريدة يومية ويقرؤها!
 وللحكاية بقية!