الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صبرى موسى.. رائد أدب الصحراء

صبرى موسى.. رائد أدب الصحراء






صبرى موسى، اسم لا يحتاج لتعريف خاص قبله أو بعده، ما أتعسنا حين تتسرب من بين أيدينا قامات ورموز وقمم أثرت فى وجدان الوطن العربى كله بأعمالها الروائية والقصصية والسينمائية والصحفية،ترحل مدثرة بالصمت الوقور غير عابئة بشيء ونحن مشغولون بأشياء صغيرة وتوافه صارت رموزنا لنا فى زمن الرجل التافه/الرويبضة الذى يتحدث فى أمور العامة دون أن يعرف الألف من كوز الذرة فيما يتحدث، رحل الكاتب الكبير صبرى موسى  دون أن نمنح أنفسنا شرفا أن نحتفى به كما يليق،رحل صاحب رواية فساد الأمكنة الرواية التى تعتبر رائدة فى الكتابة عن صحراء مصر، فقد شد الرجل الرحال إلى صحراء مصر ليكتب عنها وجها لوجهه، لم يكتب الرجل مجرد حكاية ولكن بطله كان حبات رمل الوطن وترابها الغالي،ترابها الذى يستحق أن يقف عنده كثيرا  ليكتب حكايته، لم يفعل كما يفعل الآخرون بالكتابة عن شيء لم يره من قبل، ولكنه سافر فى رحلة تفرغ ليكتب لنا رواية من قلب الحدث، فكم من الملايين تصرف على مشروع التفرع ليقدم الأدباء والمبدعون شيئا ذا بال، ويا ليتهم يقدمون  لنا شيئا حقيقيا يساهم فى تقدم الوطن .
شاء القدر أن يكون التفرد مرتبطا باسم صبرى موسى، فقد قدم لنا أيضا رواية أدب الخيال العلمى المهمة السيد من حقل السبانخ، وهى الرواية التى فتحت آفاقا كبيرة لحقل الخيال العلمى فى مصر، هذا الأدب الذى يعتبر البذرة الأولى للوصول بالعلم إلى آفاق أرحب وللبشرية الأمل  فى عمل طفرات علمية تخدم البشرية فى مجالات العلم المختلفة.
ومن الأشياء المتفردة قصصه القصيرة المهمة التى جمعها تحت عنوان «حكايات صبرى موسى»  والتى ظلمت نقديا بين الأعمال المهمة الأخرى والتى حازت على شهرة كبيرة مثل  فساد الأمكنة والسيد من حقل السبانخ وحادث النصف متر والأفلام المهمة التى شكلت ذاكرة السينما المصرية مثل البوسطجى وقنديل أم هاشم والشيماء وقاهر الظلام، وأين تخبئون الشمس، كما يعتبر صبرى موسى علامة متميزة فى أدب الرحلات، فقد كانت له بصمته الخاصة فى كتبه عن الواحات.
و لعب صبرى موسى دورا مميزا فى الحياة الثقافية المصرية، فقد كان عضوا بمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، ومقررا للجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة ، كما كان له دور مهم فى اكتشاف العديد من المواهب الأدبية والتواصل معها ودعمها والوقوف بجوار الجيد منها والأصيل، وحدث ذلك مع عدد غير قليل من أصدقائى المبدعين الذين فازوا بجوائز مهمة على مستوى العالم العربى، مثل جائزة نجيب محفوظ  فى الرواية، وجائزة محمود تيمور فى القصة القصيرة  وقد أسعدنى الحظ وفزت بتلك الجائزة عام 98 عن مجموعتى الفاوريكة الصادرة عن سلسلة إبداعات من قصور الثقافة والتى فازت بالمركز الأول وكان لجنة التحكيم مكونة من الكتاب الكبار صبرى موسي،و إبراهيم فتحى وعبد العال الحمامصى وكان الأستاذ فتحى غانم مقررا للجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة وقتها.
وحين علمت بلجنة التحكيم كانت سعادتى كبيرة، واكتملت سعادتى حين علمت أن شيئا ما إنسانى يربط بينا، فقد كان بيننا صديقى وزميلى أحمد زحام كاتب الأطفال  نسيب الأستاذ صبرى والكاتبة الصحفية أنس الوجود رضوان زوجته التى عرفتها لأول مرة حين طلبت منى مشكورة التسجيل فى برنامجها مساء الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى حين فزت بجائزة سوزان مبارك فى أدب الطفل عام 90، وعرفت بعد ذلك أن عائلة زحام كانت بمدينتى المحلة الكبرى أثناء التهجير من مدن القناة، وصارت علاقتى بالأستاذ صبرى يربطها أشياء كثيرة وضعها القدر الجميل فى طريقى.
وأخيرا سيظل اسم صبرى موسى مرتبطا دائما بالتفرد والتميز والنوعى وتقديم كل جديد لصالح هذا الوطن.