الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التابعى ومذكرات سعد زغلول!

التابعى ومذكرات سعد زغلول!






كانت مجلة «روزاليوسف» أول من كشف الستار عن وجود مذكرات مهمة كتبها الزعيم «سعد زغلول» وكان الأستاذ «محمد التابعى» هو الذى كشف عن هذه المذكرات، وانفرد بنشر بعض صفحاتها، أيضا على صفحات المجلة!
وتقول السيدة «روزاليوسف»: وصدر العدد 98 بتاريخ 22 سبتمبر سنة 1927 محلى بثلاث صفحات تحوى هذه المذكرات بعد تنميقها وصياغتها فى أسلوب صحفى أخاذ، فعجب الناس بهذه المذكرات، وإذا عجب الناس بما تنشره صحيفة ما أقبلوا على قراءاتها».
باقى تفاصيل القصة رواها الأستاذ «التابعى» فى حوار مهم أجراه معه الأستاذ «كمال الملاخ» ونشره ضمن فصول كتابه «حكايات صيف» حيث يقول التابعى:
«توفى المرحوم» «سعد باشا زغلول» فى يوم 22 أغسطس عام 1927 وكنت يومئذ موظفا بقلم الترجمة بمجلس النواب، وبعد أسبوع من وفاته رحمه الله طلبت المرحومة السيدة قرينته من المرحوم «فؤاد بك كمال» سكرتير عام مجلس النواب - وكان متزوجا من ابنة شقيقتها - طلبت منه أن ينتدب اثنين من موظفى المجلس لتنظيم وترتيب غرفة مكتب المرحوم زوجها لأنه تركه فى حالة فوضى!!
ووقع اختيار «فؤاد بك كمال» على اثنين من زملائه من قلم الترجمة وهما «فريد قرعونى» و«إسماعيل رمزى» وغاب الاثنان نحو أسبوع أنجزا فيه مهمة ترتيب وتنظيم مكتب «سعد باشا» وعادا إلى عملهما فى مجلس النواب، وكان الاثنان يعملان معى فى غرفة واحدة!
وبدأ الاثنان يتحدثان أمامى عما وجداه فى مكتب زعيم الوفد الراحل ومنه مذكراته المكتوبة بخطه فى بضعة كشاكيل، وأرهفت أذنى للسمع.. ولما أنتهيا من حديثهما، أسرعت إلى دورة المياه ومعى دفتر صغير وقلم رصاص ودونت فيه كل ما سمعته وكان كثيرا.
وفى اليوم الثانى استدرجتهما فى الحديث مرة أخرى عن المذكرات واستوضحت بعض النقط!! وكنت يومئذ أحرر مجلة «روزاليوسف» وكان كل أحد فى مجلس النواب يعرف أننى رئيس التحرير الفعلى للمجلة رغم أننى لم أكن أوقع مقالاتى كما أن اسمى لم يكن منشورا فى المجلة!
وصدر عدد «روزاليوسف» وفيه أربع صفحات كاملة عن مذكرات «سعد باشا»، وكان ثمن النسخة من مجلة «روزاليوسف» قرشا واحدا، ولكنه بيع يومئذ بعشرة قروش!!
وفى صباح اليوم التالى استدعانى المرحوم «فؤاد بك كمال»، إلى مكتبه ودعانى للجلوس معه - وهو ما لم يكن يحدث قبل ذلك - وقدم لى سيجارة وطلب لى واحدة قهوة ثم قال:
- أنا لا أطلب منك أن تكذب ما نشر فى مجلة «روزاليوسف» لأنه صحيح، بل إن بعض العبارات تكاد تطابق كلمة بكلمة وحرفا بحرف ما جاء فى مذكرات «سعد باشا»، ولكنك لو رأيت أمس «صفية هانم - أم المصريين - لأدركتك الشفقة عليها، لقد كانت تبكى وتقول إنها خانت أمانة زوجها الذى لم يكن يريد أن تنشر مذكراته أو أى جزء منها فى هذه الأيام»! والآن كل ما أرجوه منك هو أن تكف عن نشر أى شيء من هذه المذكرات فهل تعدنى بذلك؟!
وينهى الأستاذ التابعى القصة بقوله: ووعدته طبعا لأنه لم يكن قد تبقى عندى أى شىء من هذه المذكرات، ذلك أننى كنت قد نشرت كل ما سمعته!!». وللحكاية بقية!