الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطريق إلى عفرين

الطريق إلى عفرين






ألم يئن للذين انخدعوا بزيف ووهم المشروع التركى أن تخشع قلوبهم لصوت مصر؟ ألم يئن لمن يسمون أنفسهم بالنخبة وبالخبراء الاستراتيجيين أن يكفوا عن سلوك القطيع السياسى؟.. على مدار ما يقرب من عشر سنوات، ما قبل ٢٠١١ راحوا يروّجون للمشروع التركى ليس سياسيا فحسب بل راحوا يروّجون للدراما التركية ويملأون بها الشاشات المصرية لترويج العلاقات الحرام بينما يمارس النظام التركى السياسة الحرام!
 المدهش أنهم ساندوا مشروعا إخوانيا فى مصر ظنا أنه قادر على إعادة استنساخ المشروع التركى، ما الذى كانوا ينتظرون استنساخه تحديدا؟
هل كانوا فى حاجة إلى استنساخ نظام يستمتع أن يكون لقيطا فيدعى كونه إسلاميا بينما يبيح المثلية وممارسة العلاقات غير المشروعة بمقابل مادى وبلا  تمييز؟!
هل كانوا يرغبون فى استنساخ نظام يمعن فى إهانة جيشه وتعريته فى الطريق العام؟! هل كانوا يرغبون فى استنساخ نظام يمارس «الاستربتيز» السياسى من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى وما هو بمنضم حتى لو وقف عاريا فى بهو الاتحاد! أم أنهم أسرى حنين لحالة استعباد عثمانى نهب البلاد وأذل العباد؟! أم أنهم أسرى شهواتهم وخيالهم المريض فظنوا أن مشروعهم الوهمى سيعيد حقوقهم فى أن يكون لكل منهم « حرملك» خاص، هكذا تكون السياسة عندما تتحول من وسيلة «الإدارة» إلى وسيلة «للدعارة»!
 الآن على أرض عفرين ارتكزت الآليات العسكرية التركية فى احتلال صريح لأرض سورية عربية تساندها ميليشيات لفلول إخوانية تحارب مع مقاتلى الجيش الانكشارى من مرتزقة الأتراك، بعدما تناسوا ظهور بعض تشكيلاتهم فى أول عرض أزياء عسكرى للملابس الداخلية فى شوارع إسطنبول.
على أرض عفرين رفع الاحتلال التركى أعلامه المخضبة بدماء أبناء الشعب السورى الجريح، ومن أرض آبائهم وأجدادهم هجرتهم عصابات الأغا التركى العائد من مخلفات التاريخ، وفى القاهرة احتضنهم الشعب المصرى فإذا بهم يمارسون العيش الكريم والتجارة الرابحة مندمجين وسط المصريين، تزدان بهم القاهرة وضواحيها وفى كل صباح تعاود مصر العظيمة ترحيبها واعتزازها باحتضانهم تحنو عليهم وتهمس إلى قلوبهم «أنا مصر.. أنا وطن من لا وطن له».
الواقع الأليم على الأرض متصل بتفاصيل شائكة تملأ ملفات قضايا التخابر المتهم فيها قيادات التنظيم الإخوانى الإرهابى المتخابرين مع مشغليهم فى مكاتب الاستخبارات التركية، تابع حركة سماسرة الأوطان من أعضاء التنظيم، أرصد متلازمة «العشق الممنوع» بين التنظيم الإخوانى الذى يدعى الحديث بالإسلام وبين النظام التركى الذى حول الدولة إلى تنظيم عثمانى يتخذ من المثلية السياسية منهجا لحركته.
 التنظيمان تجاوزا مرحلة التآمر فى الغرف المغلقة ونزلا بمؤامراتهما إلى ميادين القتال فى الأراضى العربية المنهكة بفعل التنظيم الإخوانى الذى أدار آلة الاقتتال الداخلى ثم سلم تلك البلاد منهكة إلى الاحتلال التركى.
أوهام الغزو العثمانى لم تجد لها سبيلا إلا من خلال خلايا التنظيم الشيطانى المنتشرة فى ربوع الوطن العربى، والخلايا تُمارس عملية الاستيلاء على الأوطان وتفكيكها ثم تشتريها العصابة التركية القابعة فى إسطنبول بعد أن تحولت على يد خلاياها الإخوانية من دول قائمة إلى «خردة دول».
وللأسف تجد من يروج لهذا المشروع باعتباره مشروعا إسلاميا بينما هو مشروع استعمارى صريح!
 على أرض عفرين تنكشف كل سوءات المشروع التركى الذى راحت ميليشياته بعد أن تحولت من جيش نظامى إلى جيش تنظيمى راحت تُمارس أفعال الاحتلال وجرائمه من سلب ونهب وتهجير، بينما انكشفت عورات التنظيم الإخوانى الذى يقدم الدليل التاريخى على أن اللا وطن واللا دولة واللا انتماء هى عقائد ثابتة لديه، فإذا كان الاحتلال التركى قائما على طمس الهويات فإن وظيفة التنظيم الإخوانى هو تسطيح تلك الهويات وتشويهها وإضعافها فتكون أكثر استجابة للفعل التركى الحرام.
تخيل كيف يمارس تنظيم بأكمله أكبر عملية «للقوادة السياسية والتنظيمية» عرفها التاريخ فيقود دولا وأوطانا إلى أغوات الاستعمار التركى الذى هيأ له خياله المريض الموروث من تركة الرجل المريض أنه ما زال قادرًا على الحياة بعد الممات.