
احمد رفعت
مصر ومبادرات الأمل!
كان الملفت فى انتخابات الرئاسة مجموعة غير متناسقة أطلقت على نفسها «سيدات من أجل مصر» ضمت عددا من الشخصيات العامة اللاتى يعملن بالعمل العام مع سيدات أعمال وسريعا انضم إليهن موظفات بسيطات فى عدد من المؤسسات وأخيرا إعلاميات وصحفيات ومن الأخيرات عرفنا بطبيعة هذه المجموعة التى جابت مصر شمالا وجنوبا وفى العاصمة وما حولها توعية للناس حشدا لهم ولا نعرف كيف حصلن على معلومات شبه تفصيلية عن أعداد الناخبين واللجان وطبيعة كل محافظة ومدينة ومنطقة وبجهود ذاتية خالصة أقمن المؤتمرات والندوات وقدمن الدعم المعلوماتى الممكن حتى انتهت الانتخابات على خير وقبل نهايتها بقليل انتبه الإعلام لهن وبدأ فى رصد حركتهن لكن تمت الانتخابات عى أروع ما يكون وعاش الجميع بهجتها ثم نتائجها!
عدد منهن توقف مع نفسه وسألها: وماذا بعد؟ لماذا نتوقف عن دعم الوطن وأهله؟ الوطن يحتاج الكثير والدولة تحتاج مبادرات نوعية كثيرة فلماذا نعلن الآن انتهاء هذا الحشد؟ وقررن تحول المجموعة إلى مجموعة خيرية تقدم كل ما يمكن تقديمه إلى الشعب المصرى خصوصا طبعا البسطاء منه!
وعندما نقول كل ما يمكن تقديمه فإننا نعنى الكلمة تماما.. فبعد أكثر من اتصال وجسات سريعة داخل بعض المكاتب الخاصة والعامة كان الاجتماع بنادى الإعلاميين على نيل القاهرة العظيم.. الاجتماع دعت إليه السيدة أمل مسعود نائب رئيس الإذاعة المصرية وحضره الداعية الدكتور محمد وهدان ومخرج التليفزيون المعروف خالد سالم ومتطوعون من مؤسسات مهمة وجمعيات وحضره رجل أعمال معروف رفض اصلا أن يذكر ما يقدمه رغم انه مهم كبداية عمل المبادرة وهناك مع اتصالات أخرى مع مؤسسات خيرية ورجال أعمال كبار تدفقت المساهمات العينية من كل مكان فهذا سيقدم سلعا عينية يتم تعبئتها لتذهب للمحتاجين فى رمضان وذاك سيقدم وجبات ساخنة بالآلاف أو قل بعشرات الألوف يوميا ليوفر الإفطار للفئات غير القادرة يوميا أيضا وغيرهم سيقدم ملابس وآخرون سيقدمون أحذية لغير القادرين من تلاميذ المدارس وهناك من قرر أن يتبرع لهؤلاء جميعا بالأرض لإقامة معرض عليها فى حى شهير ومزدحم هو أرض اللواء كبداية تعميم التجربة بينما اختار البعض تقديم الدعم الطبى من أول الأدوية إلى العمليات الجراحية الكبرى والخطرة بما فيها جراحات القلب والدعامات والإجراءات والرعاية الطبية السابقة واللاحقة وكانت بالفعل يد الله مع الجماعة وأن الإرادة تفرض نفسها على الجميع بشرط ان تتوفر أولا النية الصادقة!
مصر تحتاج عشرات من مبادرات الأمل وليس بالضرورة أن تقدم سلعا وخدمات ولكن قد تقدم وعيا كما قال الدكتور وهدان وكان طرفا فى وأد فتنة طائفية فى صعيد مصر بفضل الوعى ولها إن شاء الله حديث مستقل!