
احمد رفعت
عمال ولادنا والجدود عمال!
العنوان لأغنية شهيرة ورائعة كتبها قبل خمسين عامًا تقريبًا الشاعر الكبير فؤاد قاعود ولحنها سيد مكاوى وقتها تجسد فى مصر وعلى كل الجبهات المعنى الحقيقى لشعار «يد تبنى ويد تحمل السلاح» ولذلك كان للأغنية قيمتها ومكانتها.. ثم غابت الاغنية وغاب المعنى طويلا فى ظل تراجع الصناعة والتصنيع وبالتالى العامل المصرى وما يمثله بل ظل طوال أكثر من عقدين بين تصفيات تطول شركاته ومصانعه وبين تشريد كان الخيار فيه بين معاش مبكر أو فصل تعسفي!
اليوم وقد رأينا فى مصر توسعًا فى شركة النصر للكيماويات بين مصنع جديد فى الفيوم وآخر فى أبورواش.. واليوم وقد رأينا معملا عملاقا لتكرير البترول فى الإسكندرية يضم ما لا يقل عن 10 آلاف مهندس وعامل.. واليوم وقد أعيد الاعتبار إلى ترسانة الإسكندرية ومعها الاعتبار إلى شركة سيماف ومعها أعيد البهاء لشركة حلوان للصناعات الهندسية (مصنع 360 الحربى) بكل ما ينتجه من سلع كهربائية حازت اهتمام وثقة المصريين حتى إنها تنفذ أولا بأول واليوم وقد أعيد الاعتبار أيضا إلى شركة قها للصناعات الغذائية تحمل الاسم مصر والشعار التاريخى «صنع فى مصر» إلى كل العالم وعرفت ملفاتها الربح مرة أخرى حتى إنها تربح فى العام الواحد تقريبا قدر ما أنفق على تجديدها.. واليوم وقد أعيد الاعتبار لشركة نيازا للمصابيح الكهربائية حتى كادت تغطى الاستهلاك المحلى من المصابيح «الليد» واليوم وقد أعيد مصنع اسماك أسوان للعمل وتنطلق شركة الملح والصودا بالإسكندرية بإنتاجها كل يوم وبأسعار زهيدة مع أرباح بسيطة لكنها توفر سلعا ضرورية للمصريين من مساحيق وزيوت وصابون ومنظفات نقول بعد كل هذا وغيره : نسير الان على الطريق الصحيح.. نأمل فى استكمال استعادة املاك الشعب التى بيعت بثمن بخس فى الخصخصة الشهيرة سيئة السمعة..وكل الأمل أن نرى النصر للسيارات وغزل شبين وطنطا للزيوت والنصر للتليفزيون وتليمصر وشركة مصر العليا للغزل والنسيج بمصانعها التسعة ومعها مصر للألبان بمصانعها الثمانية تعمل وتنتج.. إلا أن أول الغيث قطرة ومشوار الألف ميل بدأ بالفعل وبما يشى بمكانة جديدة للصناعة فى مصر وللعامل المصرى بطبيعة الحال وبما يجعلنا أن نقول اليوم وبصدق.. كل عام وعمال مصر بكل خير!