الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قصة إحسان أغضبت «روزاليوسف»!

قصة إحسان أغضبت «روزاليوسف»!






كانت السيدة «روزاليوسف» تمثل.. «جبل» وكان ابنها إحسان عبدالقدوس يمثل جيلًا آخر مختلف عن جيلها أو كما يقول إحسان نفسه: «كنا متفقين تمامًا من الناحية السياسية ولكننا كنا مختلفين ذلك الاختلاف الطبيعى الذى يقوم بين جيلين، جيل درس الحياة وفهمها وعلمته حوادثها واكتفى من مغامراتها، وجيل لا يكفيه أن يسمع بل يريد أن يجرب بنفسه وأن يجازف ويغامر ويسعى، فإما إلى نجاح وإما إلى الخيبة»! ورغم هذا فهو خلاف جميل لأنه لم يصل أبدًا إلى المبدأ».
ولعل أكثر المرات التي اختلفت فيها «روز اليوسف» مع ابنها «إحسان» عندما كان ينشر روايته الشهيرة «أنا حرة» مسلسلة على صفحات «روزاليوسف» عام 1953، وتروى السيدة «روزاليوسف» كواليس الخلاف بقولها:
«إذا قلت إننا متفقان فى كل المسائل المهمة فإننى أستثنى من ذلك مسألة واحدة وهى «قضية المرأة» فما زال «إحسان» يعتقد أن المرأة للبيت وأنها لا تستطيع أن توفق بين بيت وعمل، وأنها مهما تعلمت وتحررت ونجحت فإنها آخر الأمر إلى رجل تتبعه وتكرس حياتها له»!!
وكثيرًا ما أناقشه فى ذلك فإذا  ضربت له مثلًا بنفسى قال وهو يضحك: أنت راجل يا ماما!! فأحتج على ذلك وأقول له كما قال: «مصطفى كامل» «لو لم أكن سيدة لوددت أن أكون سيدة»!!
وقد كانت آخر مناقشة لى معه فى ذلك بمناسبة قصته الأخيرة «أنا حرة» فقد قدم لنا فيها صورة فتاة ذكية قوية الشخصية مستقلة الرأى جاهدت حتى تحررت من عبودية المرأة التى كانت شائعة منذ سنين، وجاهدت حتى رفضت أن تتزوج من زواجها الأخير ، زواجًا تكون فيه سلعة يشتريها رجل وجاهدت حتى تعلمت وتخرجت في الجامعة، وحتى التحقت بعمل ونجحت فيه نجاحًا مرموقًا، ثم فجأة إذا بنا نرى هذه الفتاة الذكية القوية تعدل عن خط حياتها كله لتهب نفسها لرجل ولتحصر إيمانها فى هذا الرجل ولتصبح - وأستطيع أن أقول - عبدة لهواها بهذا الرجل حتى أنها لترضى بأن تعيش معه ثمانى سنوات بغير زواج «!!!».
وتمضى السيدة «روزاليوسف» قائلة ولم أتفق معه على هذه النهاية التى رأيتها غير معقولة ورفضت أن أسلم بأن الفتاة بهذه الصورة ترضى آخر الأمر بهذه النهاية، وأقرب إلى المنطق أن تحب الرجل إذا أحبته حب الزميل المساوى لزميله فى الحقوق، وأن تجمع بين عملها وبيتها، وأن تكون علاقتها برجلها شرعية لا تخجل منها ولا تستخفى بها!!
وليس فى هذا الرأى كما يرى البعض أي إنكار أو تقليل من أهمية الرسالة التى تضطلع بها المرأة فى البيت، فإن مسئولية الحياة والنهوض بالمجتمع وارتفاع المرأة إلى مستوى الرجل فى حقوقه يرفع من قيمة عملها فى البيت لأنه يجعل عملها فيه عمل الشريكة لا عمل التابعة!
وأترك للقراء أن يحكموا فى هذا الخلاف بينى وبين ابنى!!
كان رأى السيدة «روزاليوسف» نابع من إيمانها الشديد بكونها امرأة قوية، وعندما كتبت تتساءل ما هى الصعوبة الكبرى التى واجهتنى فى إصدار المجلة وكان على أن أجتازها؟!
أجابت بقولها: «لم تكن هذه الصعوبة الكبرى فى المال القليل ولا الجهد المضنى ولا سوق الصحافة الضيق بل كانت تتلخص فى أننى سيدة!! فلم يكن من حق المرأة أن تدخل ميدان الحياة العامة، لم يكن المجتمع يعترف بها إلا جارية تضع وكان اقتحام ميدان الصحافة بالذات أمرًا  صعبًا جديدًا على الرجال فما بالك بالنساء؟! وفى هذا الجو كان عليّ أن أمضي!
أن أتحمل مسئولية عمل يحمل اسمى، أن أشن الحملات وأتعرض للهجوم المضاد، أن أرأس مؤسسة كل من يعمل فيها رجال، أن أذهب لمقابلة رجال هم أمام الناس وزراء وكبراء ولكنهم فى حقيقتهم ليسوا إلا رجالًا يعرفون عن النساء إلا أنهن لهو ومتاع، كانت هذه فى واقع الأمر مشكلة المشاكل».
وللحكاية بقية