الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خالد محيي الدين وذكريات الصحافة!

خالد محيي الدين وذكريات الصحافة!






لا يحتاج الرمز الوطنى الكبير.. خالد محيى الدين رحمه الله إلى تقديم أو تعريف فهو قامة وقيمة وطنية رائعة,وكانت مذكراته.. «والآن أتكلم» صدرت عام 1992شهادة صادقة وحسب قوله «أقرر وأ كرر أننى أكتب وعينى على مصر وعلى شعبها وعلى المستقبل».
وبعيدًا عن السياسة كنت أتمنى وأحلم أن يروى خالد محيى الدين «تجربته الصحفية البالغة الثراء من كتابة مقالاته على صفحات مجلة «روزاليوسف» فى بداية الثورة، أو تكليف الرئيس جمال عبدالناصر له بتأسيس وإنشاء جريدة «المساء» ثم تكليفه برئاسة مجلس إدارة أخبار اليوم بعد ذلك وكيف كانت رؤية «جمال عبدالناصر» للصحافة كما عاشها «خالد» عن قرب.
يقول خالد محيى الدين” إنه عقب عودته من المنفى- سويسرا- طلب عبدالناصر مقابلته أكثر من مرة، وفى المرة الأخيرة سأله ناوى تعمل إيه يا خالد؟! فقال خالد: أنوى أن أرشح نفسى لمجلس الأمة وأن أعمل فى الحياة  العامة ، فقال: موافق!
وأضاف عبدالناصر قائلا: هناك اقتراح آخر أن تعمل سفيرًا فى تشيكو سلو فاكيا فهو بلد مهم بالنسبة لصفقات الأسلحة أو هناك اقتراح بأن تصدر جريدة يسارية مسائية! ويكمل خالد قائلا: ولما أبديت دهشتى، قال: كل البلاد العربية فيها جرائد يسارية وعيب أن مصر لا تكون فيها جريدة يسارية وأنت أفضل من يصدر مثل هذه الجريدة، بس ما تكونش يسارية زى خالد بكداش.. «حزب البعث» عايزين حاجة يسارية معتدلة.
فقلت: ولماذا مسائية؟! فقال بصراحة واضحة: لكى تكون محدودة الانتشار والتأثير!
وبدأت أستعد لإصدار جريدة المساء..
ويضيف «خالد محيى الدين»: وفى حدود تجربتى الشخصية سواء خلال عملى فى جريدة «المساء» «1956 -1959» أو «أخبار اليوم» «1964-1965« كان عبدالناصر يتصل بى عدة مرات كل يوم أو مرة على الأقل فى اليوم ليعرف أهم الأخبار والتوجهات، وليبدى رأيه وتعليماته فى كل ما هو مهم.
وعندما توليت مسئولية دار أخبار اليوم كان هناك موتسيكل مخصص لإرسال أول خمس نسخ تصدر من الطبعة الأولى ليسرع بها إلى بيت عبدالناصر.
وكان عبدالناصر يتوجه كل مساء إلى دار الجمهورية ليراجع بنفسه المانشيتات والعناوين الرئيسية.
وقد ظل « عبدالناصر» طوال فترة حكمه حريصًا على أن يقرأ الطبعة الأولى من كل الصحف اليومية ويراجعها بنفسه ثم يصدر تعليمات فورية بأية ملاحظات يراها ليتم تعديل الطبعات التالية على أساسها.
كما كان حريصًا على قراءة ملخصات مترجمة ومعدة بعناية من الصحف العالمية والمهمة، كما كان يتابع باهتمام بالغ الصحف العربية وخاصة الصادرة فى بيروت وكان يؤكد أنه يلمح من خلالها اتجاهات السياسة للدول العربية المختلفة خاصة من الصحف التى كانت تمول سرًا من بعض الدول العربية.
ومنذ اليوم الأول للثورة أبدى «جمال حرصًا فائقًا على امتلاك علاقة وثيقة وحميمة بعدد من كبار الصحفيين مثل مصطفى وعلى أمين، ومحمد التابعى، هيكل، حسين فهمى، جلال الحمامصى»
رحم الله «خالد محيى الدين» الشديد الوطنية والإخلاص الذى كتب يقول: «مصر تستحق منا أكثر مما قدمنا ويستحق شعبنا أن نقدم له الحقيقة- أو ما نعتقد  بإخلاص إنه الحقيقة - كى يستفيد من دروس الماضى تطلعًا للمستقبل».
وللحكاية بقية!