الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
للإعلام «مش» للإ علان

للإعلام «مش» للإ علان






لا تخلو جلسة للمصريين من الحديث بضيق وضجر من تحول شاشات الفضائيات الى سوق تجارية ممتدة على مدار اليوم أحال حياة الناس إلى حالة من الملل و»الزهق».
الأصل فى اختراع التليفزيون أن ينقل لنا الأخبار والمعلومات ويقدم لنا الترفيه والتسلية، لكن غرفة صناعة الإعلام فيما يبدو قررت تحويل الشاشة إلى سوق «دليفري».
من الصباح حتى اليوم التالى أو من السادسة إلى السادسة لا تجد على الشاشة سوى الإعلانات، تدير «الريموت» من محطة لأخرى ومن قناة لقناة لا تجد سوى الإعلانات، وإذا صادفك حظ يمكنك مشاهدة دقيقة أو دقيقتين من هذا المسلسل أو ذاك قبل أن تهب رياح الإعلانات فتزيح الدراما وتتحول الشاشة إلى سوق تجارية مرة أخري.
الكثير من الإعلانات تسول وشركات محمول والقليل جدا منها منتجات، وهذا فى حد ذاته مؤشر مزعج عن نوع المُعلن فى مصر وطبيعة السوق ونوع العمليات الإنتاجية.
الأهم هو ضيق الناس فى كل رمضان من الإعلانات التى تكتسح العقول وتعمى العيون ولا تجد من يتدخل أو يهب لنجدة المشاهدين ويحمى حقهم فى مشاهدة ممتعة.
قبل يومين نشرت صحيفة «الوطن» تصريحا لوكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام السيد محمد العمرى قال فيه: إن المجلس سيناقش موضوع الإعلانات بعد رمضان، ولا أعرف لماذا لم يناقشه قبل رمضان.
ملف الإعلانات تناولته الصحف مرات عديدة على مدار سنوات، وكتبت عنه العام الماضى عقب رمضان مباشرة وفى ديسمبر الماضى بصحيفة الوطن، وفى أبريل الماضى بصحيفة روزاليوسف وكان الجميع ينتظر من المجلس قرارات أو إجراءات تحمى حقوق الناس لكن لا مجيب للأسف.
لا أدرى لماذا تجاهل الأعلى للإعلانات ملف الإعلانات ؟ ولماذا لم يبحث الأمر ويتخذ إجراءات محددة لحماية حقوق المشاهدين ؟ لماذا ترك أصحاب الفضائيات وغرفة صناعة الإعلام تستبيح كل شيء من أجل جمع الفلوس ولوعلى حساب الناس.
القواعد سهلة ومعروفة فى كل العالم، واللوائح تحدد للإعلانات مساحة من وقت المٌنتج لا تجاوز 20% من زمن العمل، والأرقام مٌختارة بدقة بحيث تتيح للمشاهد مساحات للمشاهدة والاستمتاع والتسلية بينما نحن نفعل فى مصر عكس ذلك.
الحاصل فعليا أن الشاشات تحولت إلى أسواق «دليفري» تفرض عليك السلع والمنتجات بصورة مزعجة، ولم تعد تستطيع الفكاك منها، فلو انتقلت من شاشة إلى أخرى سيلاحقك نفس الإعلان و« يطلع لسانه فى وشك».
شلال الإعلانات فى رمضان على الشاشة يتطلب وقفة جادة من خلال نظرة متوازنة تحمى حقوق المنتجين والمشاهدين على حد سواء، فلا يمكن استمرار سياسة استغلال المصريين ويجب منع مسلسل تحويل الشاشات إلى عرض للمنتجات بدلا من تقديم الخدمات الإعلامية للناس.
إلى متى سيستمر صمت الأعلى للإعلام على انتهاك حقوق المشاهدين ؟ ومتى سيتدخل لإعادة الشاشة إلى وظيفتها الحقيقية؟ متى ستنعدل الحال وتعود الشاشة مرة أخرى للإعلام بعد أن أصبحت شاشة للإعلان يتحكم فيها المعلنون، ويهدر بها مُلاك الشاشات حقوق الناس.
متى سينجح الأعلى للإعلام فى مواجهة طوفان الإعلانات ؟