الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«أشك»

«أشك»






هل صيامنا صحيح؟ هل نصلى الفجر خطأ من 100 سنة؟ تشكيك واضح، ينتهى إلى جدل، وخناقات على السوشيال ميديا، والنتيجة، صفر كبير!
هل الشك ضرورى؟ هل يجب علينا الشك فى كل معلومة تدخل  إلى أدمغتنا؟ هل يساعد الشك فى بناء شخصية الفرد ويقوّم معارفه؟
الإجابة، نعم؛ كبيرة جدًا..
والحقيقة أن نعم الكبيرة، هذه ليست من عندى، نعم الكبيرة جدا، قالها، الكاتب وعالم النفس الأمريكى جاى بى هاريسون، فى كتاب مهم عن أهمية الشك فى تطور البشرية، الكتاب اسمه  «فكّر، لماذا عليك التشكيك فى كل شىء».
الكتاب ببساطة يتحدث عن الشك المنهجى والعلمى، وأن هذا الشك هو الذى صنع حضارة الإنسان وطوّر من معارفه، بل هو الذى ساهم فى تطوير قيمه الأخلاقية.
فهل التشكيك فى كل شىء، الذى نعيشه نحن، من هذا النوع، الذى يصنع الحضارة ويطورها، طبعا أشك، أو قل متأكد، إن هذا العبث الذى نعيشه، لن يقدم أى جديد، لن يطور حياتنا، ولن يقدم للبشرية سوى عقليات مشوشة، شك مثير للاشمئزاز، شك من نوعية البراميل الفارغة التى تصدر أصواتا عالية جدا، عند الطرق عليها، أصواتا عالية نعم، لكن هذا لن ينفى أنها فارغة، مثل رءوس كثيرة الآن، فارغة تبحث عن أى شىء يثير الجدل!
التشكيك فى كل شىء، قد يكون أسلوب حياة للبعض، وقد يكون ممنهجا، ومخططا له جيدا، لإثارة البلبلة، فالتشكيك فى كل شىء، أحيانا يكون الهدف منه إحداث بلبلة أو فوضى لتحقيق أهداف فى غالبها تكون هدامة، فهو أحد أساليب الحرب النفسية.
قد نلتمس العذر للبعض، ونرى انسياقهم وراء «قمر 14» الذى ظهر فى السماء مبكرا مبررا لخوفهم على صحة صيامهم، لكن كيف تبرر، أن يدخل على الخط نفسه، عضو بمجلس النواب، ويقدم طلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء عن مواقيت الصيام ودقتها.
العضو المبجل طلب، حضور ممثلين من علماء الفلك ودار الإفتاء المصرية، للرد على هذه التساؤلات التى أثيرت من أجل قطع» الشك» – لاحظ الشك هنا مهم جدا للتطوير -  باليقين.
وقال فى طلب الإحاطة، البعض فسر هذه الظاهرة بأنها انتفاخ «الأهلة» وأنها من علامات الساعة فهل هذا الكلام صحيح؟!  السؤال فى طلب الإحاطة وليس منى.
ألم أقل لكم إن «الشك» مهم، التشكيك فى كل شىء، الهدف منه واضح، تبدأ فى فقدان الثقة فى كل شىء.
إذا تم القبض على موظف صغير، بسرعة البرق تنتشر قصة «كبش الفداء»، وإذا كان مسئولا كبيرا، ندخل على «حتة التورتة إللى رفض يديهم منها»، ينتحر فاسد فى الحجز بعد فضيحة كبيرة، تنزلك حدوتة «نحروه».
عملية ممنهجة لفقدان ثقة المواطن فى الدولة، الوصول بالمواطنين إلى حالة نفسية  فى الحضيض، ليبدأ بعدها المواطن نفسه فى البحث عن حلول، عن كيانات  تحل محل الدولة، جماعات  دينية على سبيل المثال، أو حتى يبحث عن الثقة المفقودة والأمان عند جهات ودول خارجية، أو على أقل تقدير يبرر الفساد لنفسه، فهذه دولة غير موثوق بها، وعلى كل شخص أن يبحث عن أمانه بنفسه!
فهل سنتوقف عن الشك فى ميقات أذان صلاة الفجر، وهل هو  صحيح، أم خطأ من 100 سنة؟!
وهل سنتوقف عن الشك فى بداية صيامنا  وإفطارنا وإمساكنا؟
هل سنردم  على شائعات المشككين؟
أشك!