السبت 24 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفقراء أمانة

الفقراء أمانة






إن أيام  شهر رمضان مباركة مليئة بالنفحات والعطايا الإلهية مصداقًا لقول النبى (صلى الله عليه وسلم): «إن لربكم فى أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها» وعلى رأس هذه الأيام شهر رمضان المبارك، حيث أعطى الله تعالى فيه الصائمين مثل أجر حجاج بيت الله الحرام، حيث يقول النبى (صلى الله عليه وسلم) فى ثواب الحج: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»، أى: رجع خاليًا من الذنوب كيوم ولدته أمه، وقال النبى (صلى الله عليه وسلم) فى ثواب الصوم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه «أى من صام إخلاصًا لله عز وجل، فقوله: «غفر له ما تقدم من ذنبه «تساوى» رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» وقال (صلى الله عليه وسلم): «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».
وهناك ليلة واحدة من رُزِقَ عبادتها غفرت ذنوبه، فقال (صلى الله عليه وسلم): «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه «مشيرًا إلى أن الجلوس فى بيوت الله من غير تقصير فى العمل أو تعطيل لحاجات الناس فإنه سبب لاستغفار الملائكة للعبد، وأن من أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، فعلى المسلم أن يجعل لسان حاله فى كل طاعاته طوال هذا الشهر «اللهم أجعلنى من عتقاء هذا الشهر الفضيل» فإن الله حيى كريم يستحى أن يرفع إليه عبده يده بالدعاء ثم يردها صفرًا خائبتين.
وشهر رمضان فرصة لفعل الخيرات، لأن النبى (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) خَرَجَ يَوْمًا إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ حِينَ «ارْتَقَى دَرَجَةً: «آمِينَ»، ثُمَّ ارْتَقَى الْأُخْرَى فَقَالَ: «آمِينَ»، ثُمَّ ارْتَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «آمِينَ»، فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ وَفَرَغَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ كَلَامًا الْيَوْمَ مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ؟، قَالَ: «وَسَمِعْتُمُوهُ؟»، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَرَضَ لِى حِينَ ارْتَقَيْتُ دَرَجَةً فَقَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبْرِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، وَقَالَ: بَعُدَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، ثُمَّ قَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ».
والله (عز وجل) يمتحن الأغنياء بهذه المواسم، فقد قسم أقوات الفقراء فى مال الأغنياء، فما جاع فقير إلا بشح غنى، ففقراء مصر أمانة فى أعناق أغنيائها، فإطعام الجائع، وكساء العارى، فرض كفاية إذا لم يقم به أحد أثم الجميع.
وليس من الحكمة أن نصوم ونصلى ونحن نعق الوالدين، فخيركم خيركم لأهله، وإذا كانت صلتنا بالناس مقطوعة فعلينا وصلها فى رمضان، فليس الواصل بالمكافئ وإنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها، فرمضان شهر الكرم، والجود، والترابط، والتكافل، والصدقات، والشعور بألم الجوع والفقر.