الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معركة الفن والمال بين «روزاليوسف» وإحسان!

معركة الفن والمال بين «روزاليوسف» وإحسان!






ما أكثر الحوارات والنقاشات التي كانت تدور بين السيدة «روزاليوسف» وابنها الكاتب الكبير «إحسان عبدالقدوس» وتعترف السيدة «روزاليوسف» قائلة: نحن عادة متفقان فى الآراء السياسية، وقل أن نختلف إلا فى التفاصيل التى لابد فيها من الخلاف، ولقد يحدث أن يشتد بيننا النقاش فأثور عليه وأستعمل سلطة الأم وأقول له: أنا عايزة كده! وهنا يستسلم «إحسان» ويقول «حاضر يا ماما»!!
ويعترف إحسان عبدالقدوس بهده الحقيقة فيقول: «الكائن الحى الوحيد الذي لا أناقشه هو السيدة فاطمة اليوسف» ولا أناقشها لأنى أخافها وأخافها لأنى أحبها، ولكن السيدة فاطمة اليوسف لا تقدر فضيلة الخوف ولا تؤمن بأن الخوف نوع من الحب حتى لو كان خوفا عليها وعلى أعصابها وعلى حسن ظنها بى!
وفى الأسبوع الماضى أدليت بحديث لمندوب الإذاعة قلت فيه إن الفن فى مصر ينقصه المال.. المال لنرتقى بالمسرح والمال لنرتقى بالسينما والمال لنرتقى بالفنان!
واستمعت السيدة فاطمة اليوسف إلي هذا الحديث ثم ضغطت علي الجرس الذي يصل مكتبها بمكتبى وقالت فى هدوء وأنا واقف بين يديها ابن مطيع وتلميذ صغير: الفن فى مصر ينقصه الفنان!!
قلت فى استسلام: حاضر وبهذا انتهت المناقشة ولكن كلمة حاضر ظلت واقفة فى حلقى كالشوكة ووجدت نفسى مضطرا لأن أكمل المناقشة بينى وبين نفسى!! هل صحيح أن الفن في مصر لا يحتاج إلا إلى الفنان؟!
ومضى إحسان يشرح فكرته قائلا: ثراء الفنانين لا يعني ثراء الفن، وإذا أقام «فريد الأطرش» عمارة أو اشترت أم كلثوم حتة أرض فليس معنى هذا أن الفن قد ارتقى وقد يكون هذا صحيحا لو أن أم كلثوم فكرت فى بناء مسرح حديث فخم يحمل اسمها بدل المرمطة بين سينما ريفولى ومسرح الأزبكية والسرادقات التى تقام لحفلاتها!! أو لو فكر فريد الأطرش فى إقامة معهد موسيقي فخم يتولاه أساتذة عالميون!!
وحالة الفن فى مصر اليوم كحالة الصحافة منذ ثلاثين عاما قبل أن تكون فيها رءوس الأموال لترتقى بها وتكشف عن جوهرها، كانت الصحافة تقوم على بعض الأقلام المعروفة.. العقاد وطه حسن والمازنى كما يقوم الفن الآن على بعض الأسماء اللامعة عبدالوهاب وأم كلثوم وأنور وجدى.. إلخ وغير هذا لم يكن في الصحافة شىء، لا مطابع ولا آلات ولا فرق كاملة من الفنانين والعلماء لم يكن سوى فريق واحد من الشحاذين جعلوا الصحافة مهنة لا تشرف صاحبها ولا تصون احترامه ولا يقربها رجل متعلم محترم، هكذا الفن اليوم!!
بقى شىء كيف نحصل للفن على المال؟! هل تقدمه الحكومة؟! لا.. ألف مرة لا!! إنما تقدمه شركات إما أن تتألف من كبار الفنانين الذين يملكون ثروات أو تتألف من رءوس أموال جديدة تدخل المجال الفنى بقصد الاستثمار!
وللحكاية بقية!!