الخميس 17 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فيس بوك «عندك حق»

فيس بوك «عندك حق»






حوار غريب تابعته على موقع من مواقع التواصل الاجتماعى يُمكن وبكل الحق  وصفه بأنه الحوار الأكثر إثارة ودلالة على فيس بوك فى الآونة الأخيرة، وهو كذلك لما يحمله من معان ودلالات تكشف جانبا من حقيقة ما يدور دون توجيه اتهامات لأى طرف من الأطراف أو من دون انحيازات.
الحوار كان حول زيادات الرواتب الجديدة وشرائح الضرائب المستحقة، ومن خلال «بوست» بدأ أن لصاحبه توجها محددا أشار إلى فرض الضرائب حتى على رواتب الحد الأدنى للأجور، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من المتابعين.
حتى هنا الموقف طبيعى ومعتاد، ترديد وترويج لأحاديث غير مسندة لمصادر أو لمرجعيات محددة، وتفاعل واستهجان وهجوم من المتابعين، والنتيجة حالة من الغضب التى انتشرت سريعا على حسابات المتابعين أنفسهم.
المفارقة جاءت من مداخلة لمتابع شرح فيها الخطأ القانونى للبوست، وقدم شرحا وافيا لكيفية حساب الضريبة على الدخل، وتبين منها ليس فقط خطأ البوست وإنما أوضح أيضا الجانب الإيجابى فى النظام الضرائبى.
متابع طلب من زميله أن يكتب هذا الشرح الوافى والتفسير على صفحته الشخصية من خلال بوست جديد ليستفيد منه الناس، لكن جاء الرد مذهلا ومثيرا وصدمة فى الوقت ذاته، إذ قال الرجل لن أكتبه طبعا وإلا اعتبرنى البعض مدافعا عن السيسى وهاجمونى وانتقدونى، فرد عليه زميله «عندك حق».
الحقيقة أجد صعوبة بالغة فى ترتيب أولويات معنى الواقعة ودلالتها وجوانب خطورتها، لكن المؤكد أنها دلالات مؤلمة تكشف إلى أين وصل بنا الحال، وكيف تحولت مواقع التواصل الاجتماعى بسبب سوء استخداماتنا لها إلى مصدر للخطر على المجتمع كله.
المؤكد أن هذه المواقع أصبحت منافسا غير شرعى لوسائل الإعلام، فهى تحولت بالفعل إلى منصات من خلال الدور الذى تقوم به حتى ولو كانت رسميا غير ذلك، والأخطر أنه إذا كانت القوانين تلزم المنصات الإعلامية بالتصحيح وتحاسبها على اخطائها، إلا أن مواقع التواصل تخضع لهذه القواعد رغم أنها تمارس من ناحية المضمون المهنة ذاتها.
فى هذه الواقعة يعلم شخص بالحقيقة وبالمعلومات الصحيحة ويملك الدلائل المادية على خطأ ما يتردد من أقاويل وأحاديث، لكنه يُحجم عن التعليق أو المشاركة حتى ينأى بنفسه عن اتهامات جاهزة سيتعرض لها من أصحاب الترديدات الكاذبة.
وفى هذه الواقعة أيضا كتب صاحب «البوست» حديثا وردد أقاويل كاذبة دون علم أو دراسة ويقينا دون متابعة مع أصحاب الشأن، وهو بذلك صار صانعا لخبر يتناقله البعض عنه وينتشر ويتسع متابعيه ويزداد تأثيره بعد أن يتحول إلى معلومات متناقلة من مكان لآخر ومن شخص لآخر.
لن أزيد أو أفيض فى المزيد من التفسيرات والدلالات، ولن أتطرق إلى تداعيات هذه الحالة المتكررة التى لفتت نظر إدارة فيس بوك على مستويات أعلى بكثير، فبدأت إجراءات فعلية، لمحاصرة الأخبار الكاذبة والحد منها.
الصوت العالى مش دايما دليل على صحة الموقف ولا براءة المتهم.