الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بأمر «روزاليوسف» لا تجرحوا كرامة النساء!

بأمر «روزاليوسف» لا تجرحوا كرامة النساء!






على صفحات «روزاليوسف» نوقشت كل القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية، بل كانت «روزاليوسف» - السيدة والمجلة - ترحب بنشر الآراء المخالفة لرأيها فى حفاوة شديدة!
الموضوع الوحيد الذى كانت «روزاليوسف» ترفض نشره هل كل ما ينال من قيمة المرأة وكرامتها وشخصيتها، بل وصل الأمر إلى كتابة مقال بهذا المعنى فى صيف عام 1944 بعنوان «أقوال الدفاع عن المرأة»، بغير امضاء وهو يفسر موقف روزاليوسف فى هذا الصدد!!
ويقول المقال: «السيدة روزاليوسف ثائرة ومن حقها أن تغضب وأن تثور كلما هوجمت المرأة، وكلما حاولت الاقلام أن تنال من قيمة النساء وضرورة وجود من على ظهر الدنيا كعنصر لابد منه ولا غنى عنه من عناصر الحياة!!
ولكن الصحف والكتاب نسوا - رولهم حق يا أخي- أن السيدة «روزاليوسف» من الجنس اللطيف، فهاجموا المرأة بلا رحمة أو شفقة بل أن بعض محررى «روزاليوسف» بالذات وجدوا فى أنفسهم من الجرأة والوقاحة أن يمرمطوا النساء على صفحات جريدة تملكها وتديرها وتتولى رئاسة تحريرها واحدة منهن!!
وقد أصدرت السيدة رئيسة التحرير أخيرا وبعد أن تمادينا فى تعكير دم المرأة، أوامرها المشددة بعدم كتابة حرف واحد يجرح من كرامة النساء، ومن يريد أن يكتب فليكتب مدافعا لا مهاجما! وها هى أقوال الدفاع كما ذكرتها السيدة «روزاليوسف»:
إنها الأنانية، أنانية الرجل، فالكتاب يهاجمون المرأة لأنهم رجال- باستثناء الاستاذ توفيق الحكيم - وأصحاب الصحف ينشرون هذه المهاجمات لأنهم رجال وعمال المطابع يطبعون هذه الحملات لأنهم رجال!!
والدستور يحرم المرأة من حق الانتخابات ويعطيه للرجل، لأن واضعى الدستور من الرجال!!
والقانون الجنائى يحكم على المرأة لأقل هفوة بالسجن والعذاب فى حين لا ينال من الرجل إذا احترف الهنكرة لأن واضعى هذا القانون رجال!!
وأئمة الشرع قالوا إن المرأة ناقصة عقل ودينا لأنهم رجال ولو كانوا نساء لقلن أن الرجل هو الناقص عقل ودينا!
وأصحاب المصانع الجوارب رفعوا سعر الجوارب الحريمى وخفضوا من سعر الجوارب الرجالى لأنهم رجال!!
أنانية لا أكثر ولا أقل!! ثم كيف تبيحون لأنفسكم أن تحاسبوا المرأة على كل هزة رمش أو كل غمزة عين، فى حين أنكم تقرعون الطبول فى طريقكم إلى مواعيد الغرام وتصفقون وتهتفون لكل دون جوان يظهر بينكم؟!
كيف تطبقون قانونا أنتم أول الخارجين عليه؟! فأجابت: لا ولكن القضاة حملونى أخطاء زوجى!!
وسئل مرة الكاتب الفرنسى «أندرية موروا» عن سبب نكبة فرنسا فقال: «لأن رجالها لم يحترموا نساءها»!!
وقيل مرة لهدى شعراوى «لم تطالبين بحق الانتخاب؟ فقالت إنى أطالب بنفس الحق الذى يتمتع به أجهل بائع فجل!!
هذه كلمات مأثورة عن المرأة، المظلمومة أولا، ثم المرأة التى نكبتها الأمة، فنكبت بها الأمة، ثم المرأة التى امتازت بكل شيء عن الرجل ولكنها حرمت حقوق أحط وأجهل رجل ثم المرأة التى رفعت رجلا كان مجهولا فبؤاته رئاسة وزارة انجلترا!!
وفى حياة كل رجل امرأة، جوليت أدم فى حياة «مصطفى كامل» وصفية زغلول فى حياة سعد زغلول، وجوزفن فى حياة نابليون، وقد قال «روزفلت» رئيس الجمهورية الأمريكية أنه وصل إلى البيت الأبيض «متعكزا» على زوجته البانور»، هؤلاء النساء كان لهن من الأثر أقوى من أثر الرجال فى تاريخ الأمم، ؟؟؟ القوة الحقيقية الدافعة المحركة للرجال ورغم ذلك فقد أنكر التاريخ أثرهن وحقهن، لأن الذين كتبوا التاريخ رجال!!
ارحموا المرأة فقد يرحمكم الله
انتهى المقال المهم بكل دلالته الصادقة.
وللحكاية بقية!