الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أوهام رياضية وبرامج فضائية!

أوهام رياضية وبرامج فضائية!






شاهدت وتابعت أغلب استديوهات التحليل الكروى على شاشات الفضائيات المصرية والعربية والأجنبية الناطقة بالعربية.
انفردت استديوهات وبرامج وفضائيات الكورة عندنا بالصراخ واللطم والبكاء عقب الخروج من كأس العالم!!
وليس عجيبا أو غريبا أن تجد المحلل الواحد يظهر ثلاث أو أربع مرات فى عدة قنوات ليقول نفس الكلام الهايف والتحليل الساذج وكأنه «نجيب المستكاوى» أعظم محلل وناقد رياضى فى الصحافة المكتوبة أو أستاذنا «عبدالمجيد نعمان»!!
وإذا كان البعض يطالب بمحاكمة أعضاء اتحاد الكرة أو حتى نجوم المنتخب، فإنا أطالب بمحاكمة هذا الإعلام الرياضى المنفلت وغير المسئول بالمرة، والذى كان يهمه الإثارة قبل مصلحة المنتخب، وبث الفوضى ونشر أكاذيب كان وراءها فضائيات الجماعة، وإعادة تريدها وكأنها حقائق دامغة ثابتة.
قبل بدء البطولة راح هؤلاء الأفندية والبهوات يقللون تماما من مستوى أوروجواى وروسيا البلد المضيف والسعودية الشقيقة، بل وصل بهم الأمر والخيال الواسع إلى ضرورة أن يحتل منتخب مصر المركز الثانى حتى لا يتقابل مع إسبانيا!!
حتى الإعلانات التجارية التى شارك فيها نجوم حاليون وسابقون تسابقت فى زرع الوهم بأننا سنتخطى دور المجموعات ونصل لدور الـ16 وربما دور الثمانية!!
وعاش ملايين المشاهدين مع هذه الأوهام والخيالات، وصدقوا أننا سنتعادل مع أوروجواى بسهولة، ونهزم روسيا ببساطة ثم نفوز على السعودية بيسر تام.. واستمر “لت وعجن” هؤلاء طوال الأيام التى سبقت البطولة!!
هؤلاء الأفندية الذين يتنقلون برشاقة وخفة حركة من محطة إلى أخرى ومن برنامح إلى آخر باعوا لنا تحليلات فاسدة وتوقعات خائبة وتقاضوا نظير ذلك أجورا وأموالا!!
وأظنك تعرف أن مرمانا كانت الأهداف تزوره دائما فى الدقائق الأخيرة من كل مباراة، حدث ذلك مع البرتغال - فى المباراة الودية - ولطش النجم «رونالدو» هدفين فى ثلاث دقائق، وحدث ذلك أمام «أوروجواى» والسعودية، وكان تحليل الأفندية هو غياب التركيز والتوهان عن لاعبي مصر وهذا صحيح لكن  غياب التركيز والتوهان فى الدقائق الأخيرة هو اختراع مصرى أصيل.. الوقت فى حياتك وحياتى ليس له قيمة أو معنى إطلاقا.
الطالب لا يذكر إلا ليلة الامتحان مع أن العام الدراسى أكثر من ثمانية أشهر، والموظف ينهى عمله قبل الموعد الرسمى بنصف ساعة، وأنت تقف فى شارة المرور بالساعات، وكلنا أعداء الوقت!!
ولعل أكثر ما أضحكنى هو مناقشة أزمة الكرات العرضية والثابتة التى تدخل مرمانا بسهولة وهى أيضا تحدث فى مباريات الدورى.. وهى تحدث منذ أيام الضظوى وحنفى بسطان، فكيف لا نجد لها علاجا وحلا، وهناك أيضا مشكلة «رأس الحربة» وكأنها مشكلة الصراع العربى الفلسطينى التى طال عمرها وامتد لأكثر من سبعين عاماً!!
إن أمراض الكورة المصرية هى نفس أمراضنا فى مجالات كثيرة، والأمراض لن تعالج بالفهلوة والهمبكة بل علاجها العلم وطبيب شاطر وليس الأوهام الرياضية.