الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعتذار «بى.بى.سى» لمذيعتها!

اعتذار «بى.بى.سى» لمذيعتها!






لا يضيع حق وراءه مطالب.. هكذا تقول الحكمة العربية الشهيرة والتى ربما لم تسمع عنها المذيعة الأسكتلندية «كارى غراسى» نجمة قناة الـ«بى.بى.سى» التى استقالت من منصبها كمحررة الشئون الصينية فى يناير الماضى احتجاجًا على أن اثنين من زملائها الذكور يتلقيان راتبًا أعلى من راتبها وراتب زميلة لها بحوالى خمسين فى المائة!
وبعد سبعة أشهر كاملة اعتذرت هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى» للمذيعة وقررت تصحيح الأمر وصرفت لها الفارق بين مرتبها ومرتبات زملائها الرجال، وسوف يصبح مرتبها الجديد مائتين وثمانين ألف جنيه استرلينى فى السنة بعد أن كان مائة وثلاثين ألفًا عام 2014.
أعربت المذيعة «كارى غراسى» عن سعادتها البالغة بما جرى وحل أزمتها وانتهاء الخلاف مع القناة، وسارعت بإصدار بيان قالت فيه: «إنه يوم عظيم بالنسبة لى، أحب «بى.بى.سى» هى عائلتى منذ ثلاثين عامًا وأريد لهذه المؤسسة أن تكون الأفضل وأحيانًا يحصل شجار فى العائلة ولكن تعود الطمأنينة عندما يتوقف الشجار، وأنا ممتنة للمدير العام لمساعدتى على حل المشكلة من الآن فصاعدًا يمكن أن أقول أننى أشعر بالمساواة، وأتمنى أن يقول النساء فى كل البلاد نفس الشىء.
وصرح المدير العام للقناة «تونى هول»: أنا سعيد أننا تجاوزنا الخلافات، يمكننا الآن التفكير فى المستقبل وسعيد لأن «كارى» ساعدت فى برنامج يجعل من «بى.بى.سى» مكانًا مناسبًا للنساء!!
أما المذيعة نفسها فقد أعلنت عن تبرعها بالمبلغ الذى حصلت عليه كاملًا لمنظمة تدعى «فوسيت» وتهتم بالدفاع عن المساواة بين الجنسين وحقوق النساء.
ورغم أن محطة «بى.بى.سى» قررت أن تتقاضى المذيعة نفس مرتب محرر شئون أمريكا الشمالية بالضبط وإنهاء المشكلة، إلا أنها طلبت منحها عطلة غير مدفوعة الأجر لمدة ستة أشهر لكى تتفرغ للكتابة وإلقاء المحاضرات عن الصين والمساواة بين الجنسين!
الطريف أن «تونى هول» المدير العام منذ عام صرح قائلًا: إن قضية المساواة فى الأجور أصبحت مسألة شخصية بالنسبة له وضرورة تلافى هذا الخلل.
وكانت أزمة الأجور قد تفجرت فى يوليو من العام الماضى، عندما كشفت «بى.بى.سى» عن رواتب كبار المذيعين والمذيعات ضمن تقريرها السنوى الذى كشف عن الفوارق الهائلة بين ما يتقاضاه المذيع الرجل والمذيعة المرأة، وعلى الفور قامت المذيعات بالتوقيع على عريضة تطالب القناة بمعالجة الفجوة فى الأجور بين الجنسين وأن هذا التفاوت لا يشمل فقط المذيعات بل أيضًا يشمل مجالات الإنتاج والهندسة والإعلام».
وبعيدًا عن قصة المذيعة «كارى غراسي» لكن تبقى دلالتها المهمة وهى هل تجرؤ قناة فضائية مصرية أو عربية على نشر أجور مذيعيها ومذيعاتها بكل هذه الشفافية والصراحة، وهل يوافق المذيعون والمذيعات على ذلك؟! وماذا لو حدث ذلك بالفعل؟!
وما أكثر المرات التى نقرأ فيها ونسمع عن أجور فلكية وخيالية لمذيع أو مذيعة ولا تعرف أين الحقيقة؟! والأهم هل يستحقون تلك المرتبات والأجور؟! والحقيقة أنت وأنا نعرف الإجابة عن ذلك السؤال!