الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شريفة محمد التابعى ومقالات والدها

شريفة محمد التابعى ومقالات والدها






عثرت على كنز صحفى نادر فى قيمته الصحفية والسياسية، ويضم مئات المقالات لأستاذ الصحافة وأميرها «محمد التابعى».
وصاحبة هذا الكنز هى السيدة الفاضلة «شريفة محمد التابعى» ابنة كاتبنا الكبير الرائع الذى تنشر بعضا مما تمتلكه على صحفتها الرائعة «أمير الصحافة العربية محمد التابعى» الذى شرفتنى منذ شهور بالانضمام إلى صفحتها وأصدقائها من عشاق كتابات ومقالات التابعى.
والدور الذى تقوم به الصديقة ـ عبر فيس بوك ـ من إعارة نشر مقالات والدها التى سبق أن كتبها فى مجلات وصحف «روزاليوسف» وآخر ساعة والأخبار وأخبار اليوم، هو شىء يستحق كل احترام وتقدير؛ فهى أنقذت هذا التراث الصحفى من الإهمال والنسيان وتراب التجاهل، وهو عادة مصرية!
إعادة قراءة هذه المقالات ـ الآن ـ متعة صحفية وفكرية بل وسياسية أيضًا، فلم يترك «التابعى» مجالا واحدًا إلا وكتب فيه بعمق وصدق وجرأة.
ورغم مرور سنوات طويلة على كتابة هذه المقالات إلا أنك تشعر وكأنها مكتوبة الآن ولقارئ ومسئول هذه الأيام، ولم تكتف السيدة «شريفة» بنشر مقالات والدها الراحل العظيم، بل أعادت نشر ما كتبه تلاميذه ومحبوه فى مناسبات مختلفة مثل ما كتبه الأساتذة محمود السعدنى وفتحى غانم وحافظ محمود وعلى أمين وموسى صبرى وغيرهم!
ومن مقالات التابعى ذات الدلالة والأهمية مقالاته عن «عوامل الضعف فى جامعة الدول العربية» و«أين التقشف يا حضرات المسئولين» و«الأمانة الصحفية وسر المهنة»، و«كتب التاريخ مملؤة بالأكاذيب» و«هبوط مستوى التعليم» و«فلسطين التى أضعناها» و«فوضى الألقاب» و«إصلاح أداة الحكم» و«الاغتيال السياسى» و«شهر للمرور وعام كامل لنظافة الشوارع» و«سينا التى أهملناها» و«رحمة  بالطبيب ورفقًا بالمريض» و«تحية لشباب هذا الوطن المكافح»، وغيرها من المقالات المهمة والرائعة.
ومن المقالات المهمة للتابعى مقال عنوانه «خليفة لتاريخ الإخوان المسلمين» كتبه أواخر عام 1954 فى أعقاب فشل محاولة اغتيال الرئيس «جمال عبدالناصر».
وجاء فى هذا المقال قوله: ولو كان الأمر بيدى لأصدرت أمرًا أو قانونًا عبأت بموجبه جميع قوى الدعاية والنشر والتوجيه والإرشاد لفضح أعمال جماعة الإخوان وتبصير الشعب بمقدار ضلالتهم وخستهم ونذالتهم وفداحة الجرم الذى اقترفوه فى حق دين الإسلام.
وفى مقال مهم عنوانه «وكذلك مذكرات الساسة والعظماء مملوءة بالمغالطات والأكاذيب» يقول: بل يمكن القول إن هذه المذكرات من أسباب تزييف التاريخ، لأن المؤرخين كثيرًا ينقلون عنها وهم يسجلون التاريخ أو ما يحسبون أنه التاريخ ويندر أن تجد مذكرات لسياسى كبير أو قائد عظيم قد التزم صاحبها الصدق فى الرواية أو الأمانة فى رد النتائج إلى أسبابها الحقيقية الصحيحة».
ولا تكفى المساحة لاستعراض كتابات «التابعى» لكن تبقى التحية واجبة والشكر ضرورى والاحترام كله للصديقة الرائعة المحترمة «شريفة محمد التابعى» على وفائها وتقديرها لتراث والدها الكبير «محمد التابعى» الذى هو تراث لكل قارئ جاد ومحترم.
ولا أدرى السر وراء عدم نشر هذه المقالات مجتمعة فى عدة مجلدات سواء عن دار أخبار اليوم أو دار الكتب والوثائق القومية.. ولكن كل الشكر لابنة «التابعى» السيدة «شريفة» على ما قامت به.
وللحكاية بقية!