الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
د.طه حسين يطلب 200 جنيه من التليفزيون!

د.طه حسين يطلب 200 جنيه من التليفزيون!






انصحك أن تشاهد قناة «ماسبيرو زمان»، ولن تندم على مشاهدة ما تقدمه لك من كنوز تليفزيونية نادرة سواء كانت برامج أو سهرات درامية أو حوارات أدبية وفنية!!
وانصحك أيضًا أن تشاهد تلك الحلقة النادرة جدًا والرائعة جدًا التى كان ضيفها د.طه حسين عميد الأدب العربي، وتدير الحوار معه المذيعة الرائعة السيدة «ليلى رستم» ويلتف حول د.طه حسين نخبة من شباب الفكر والأدب وهم: نجيب محفوظ، ويوسف السباعى، وعبدالرحمن الشرقاوى، وكامل زهيري وعبدالرحمن بدوى، ويوسف غراب.
أما المفاجأة فهى أن البرنامج من إعداد الصحفى والكاتب الكبير الأستاذ أنيس منصور، وقد أعده بناء على طلب وزير الإرشاد القومى - الإعلام - د.عبدالقادر حاتم!! وبجانب متعتك بمشاهدة هذه الندوة التليفزيونية فهناك متعة أن تعرف كواليس ما جرى، وكما رواه الأستاذ أنيس منصور فى كتابه الممتع «الكبار أيضًا يضحكون»!!
يقول أنيس منصور: قبل تسجيل البرنامج جلست إلى طه حسين فقال لى: يا سيدى لا أتقاضى أجرًا أقل من أجر العقاد!!
وكنت قد سجلت حديثًا مع الأستاذ العقاد وتقاضى مائتى جنيه، وقال طه حسين أيضًا: الفلوس تدفعها مقدمًا وقلت: حاضر!!
ولأول مرة فى تاريخ التليفزيون المصرى يجيء مدير التليفزيون ليدفع أجر «طه حسين» قبل التسجيل وكان مدير التليفزيون فى ذلك الوقت هو المرحوم «حسن حلمى»، وأخرج طه حسين الختم من جيبه وجاءت السيدة سوزى طه حسين ووضع الفلوس فى يدها من شدة الارتباك أخطأ فى العد، فكانت 19 ورقة بعشرة جنيهات، ثم عددنا عشرًا عشرًا، ونزلت حرم طه حسين لحفلة فى السفارة الفرنسية، ونظرت إلى حديقة فيللا «رامتان» فوجدت كثيرًا من الناس يقفزون فوق العشب المبلل وسألتنى من هؤلاء؟! فقلت لها: عمال التليفزيون، ولم يكونوا سوى الأدباء ضيوف هذا اللقاء.
وفى البرنامج تساؤلات لطه حسين غير مفهومة للمشاهدين وللضيوف أيضًا مثلًا: يا أستاذ أنيس وأوفوا بالعهد، يا أستاذ أنيس كم يبلغ هؤلاء؟! فقد اتفقت مع «طه حسين» أن تدفع له 200 جنيه إذا كان عدد الأدباء خمسة أما إذا صاروا عشرة فلابد أن أدفع 400 جنيه!!
وفى كل مرة لا أرد!!
وفى البرنامج قال أيضًا: يا أستاذ لا تعنفوا بالبيت، والمعنى أن زوجة طه حسين عندما رأت هؤلاء العمال فوق الأعشاب المبللة فزعت من أن يدوسوا السجاجيد الفارسية الموجودة فى البيت، وحدث!! فقد تحولت السجاجيد الجميلة إلى سجاجيد يغطيها الطين والوحل.
وكنت قد قلت للمخرج «سعيد عيادة» أنه يحتمل أن تجيء زوجة «طه حسين» قبل نهاية حفلة السفارة من شدة خوفها على السجاجيد، فطلبت إليه أن يسد الشارع بسيارة التليفزيون فتتعطل بعض الوقت حتى نفرغ من التسجيل وننظف السجاجيد بقدر ما نستطيع!
هذا التسجيل التاريخى الوحيد لطه قد مسحوه ليسجلوا عليه خطب الرئيس عبدالناصر فاستعرت هذا التسجيل من إحدى الشبكات الشقيقة».
انتهى ما روى «أستاذنا أنيس منصور» الذى لديه آلاف الحكايات الممتعة والطريفة عن الإذاعة والتليفزيون، معدًا للبرامج ومؤلفًا للمسلسلات وضيفًا ونجمًا على كل البرامج التليفزيونية سواء مصرية أو عربية!!