الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
د. محمد صلاح الدين تلميذ «روزاليوسف» وزيرًا للخارجية!

د. محمد صلاح الدين تلميذ «روزاليوسف» وزيرًا للخارجية!






لم تبالغ السيدة «روزاليوسف» عندما كتبت فى ذكرياتها أن مجلتها «بدأت تجتذب عددًا كبيرًا من الشبان الناشئين الذين يحلمون بمستقبل لامع فى الصحافة ويريدون أن يبدأ حلمهم فى «روزاليوسف» والتى ظلت مدرسة تلمع فيها الأقلام الشابة وتتخرج فيها الوجوه الجديدة الناجحة».
وعلى صفحات الأعداد الأولى من «روزاليوسف» لمع قلم محام شاب كان يتمرن على المحاماة فى مكتب الرئيس السابق «مصطفى النحاس ويمارس الكتابة والنقد الفنى فى «روزاليوسف»، ذلك هو السياسى الفنان الدكتور «محمد صلاح الدين» وكان الدكتور «صلاح الدين» يتجه فى نقده عادة إلى الموضوعات الفنية العامة دون التعرض لفرق أو روايات معينة».
كتب مرة فى عدد 26 أكتوبر 1925 من روزاليوسف يقول:
«أما الجمهور فإنه لا يهتم فى أمر التمثيل بأكثر من أن يتلمس فيه لنفسه تسلية أو لهوًا، ولذلك راجت عنده سوق التهوين على الفن والتهريج باسمه والتطفل عليه، وكان أحب الممثلين إليه من يرتدى العباءة والتاج ويضع السيف ويخرج زاعقًا من أغوار فؤاده ملوحًا بيمينه مشيرًا بيساره محركًا رأسه كالمسلوب!
أما الممثلون فأكثرهم مغرور دعّى لا يعرف قدر نفسه ولا يسكن عند مواهبه، ويتطلع دائمًا إلى الأدوار التى لا تناسب استعداده لمجرد الحرص على أن يقال إن فلانًا يعهد إليه بأدوار الأبطال ويهرب دائمًا من الأدوار الثانوية وأن كان صالحًا لها.».
وقد لا يعرف الكثيرون أن الدكتور «صلاح الدين» أيضا كان شاعرًا وكان ينشر أبياتًا من الشعر الغزلى الرقيق تحت عنوان «العواطف المنظومة» أنقل منها:
أخاف عينيك أن تستهدف كبدى
            فأنثنى عنك هجرًا ولا ملك
واستشير فؤادى فى هواك فلا
          يحيد عنه ولا يرضى به بدلا
دافعته عن عذاب الحب مجتهدًا
         فصد عن كلمات النصح واحتملا
وشاء أن يتمادى فى ضلالته
        وأن يبيع عليك الصبر والأملا.»
انتهى ما كتبته السيدة «روزاليوسف» عن الدكتور «محمد صلاح الدين» الذى أصبح فيما بعد وزيرًا للخارجية سنة1950 فى حكومة مصطفى النحاس باشا.. وأعود إلى كتاب مهم هو» الدكتور محمد صلاح الدين ودوره فى السياسة المصرية «للأستاذة «نجلاء فتحى عبدالجواد» وكان فى الأصل رسالتها للماجستير، والذى يمتلأ بجوانب مهمة أدهشتنى وأثارت إعجابى عن الرجل وما أكثرها.
وكنت أجهلها تمامًا، ومنها حبه للتمثيل ومشاركته بدور فى رواية «ملك وامبراطور» وتكونيه لفرقة مسرحية مع رفقاء الصبا «محمود تيمور وزكى طليمات».
وعندما سافر إلى باريس سنة 1925 لاستكمال دراسته انجذب للفن وبخاصة التمثيل والمسرح وكان يرى أن سعادة الأمم هى التى تقاس بمقياس جمال الفنون فيها، كما أن رقى الفنون الجميلة هى أدق المقاييس لرقى الأمم وتقدمها».
وتقول الأستاذة «نجلاء فتحى» فى كتابها الممتع: «كان عباس محمود العقاد» من أكثر المؤثرين فى محمد صلاح الدين حيث رأى فيه مثلا حسنًا للأديب المطلع المخلص لفنه وقرائه.» وقد نظم فى حبه للعقاد هذه الأبيات.
أنا يا عباس تلميذ ابائك
أنا معنى من معانى كبريائك
أنا فى الفكر شعاع من سنائك
أنا فى الشعر بريق من سمائك
وجمع صلاح فى نهاية حياته أعماله الشعرية والنثرية فى ديوانيين لم ينشر منهما سوى مقتطفات قليلة، وقد حمل الديوان الأول عنوان «لمحات خاطر» والثانى بعنوان «همسات روح»!
وللحكاية بقية!