الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تهديد رئيس الحكومة إلا الكاريكاتير ياست روز!

تهديد رئيس الحكومة إلا الكاريكاتير ياست روز!






كان كاريكاتير «روزاليوسف» هو أكثر ما يضايق ويغيظ «إسماعيل صدقى باشا» رئيس وزراء مصر، وقد سبق له أن أبدى سخطه وامتعاضه فى إحدى مقابلات الأستاذ «محمد التابعى» له عقب توليه رئاسة الحكومة فى يونيو سنة 1930.
قال «صدقى باشا» للتابعى:» إن خلقته ليست على القبح الذى ترسمه بها ريشة المصور «صاروخان» فى المجلة»، لكن «روزاليوسف» واصلت حملاتها ضد صدقى باشا حتى إنها نشرت على غلافها رسمًا كاريكاتيريًا وتحته سطر يقول:» إسماعيل صدقى باشا يستعين فى حكمه بالعناصر الرشيدة: الحديد والنار».
وصادرت الحكومة العدد وكان بتاريخ 5 أغسطس سنة 1930 وإلغاء رخصة المجلة إلى أجل غير مسمى! وسرعان ما أصدرت «روزاليوسف» مجلة الصرخة بدلًا من «روزاليوسف»، وبعد فترة أصدر «صدقى باشا» دستور سنة 1930 بدلًا من دستور سنة 1923 كما صدر قانون الصحافة الجديد الذى يحمل بشرى إعادة رخص الصحف الملغاة بشرط أن يدفع صاحب الصحيفة ضمانًا قدره ثلاثمائة جنيه اذا كانت الصحيفة يومية ومائة وخمسين جنيهًا اذا كانت أسبوعية!
وقررت السيدة «روزاليوسف» إعادة إصدار مجلتها لكنها لم تكن تملك المبلغ المطلوب فقررت أن تقترض المبلغ المطلوب بضمان سيارتها التى لم تكن قد سددت كل أقساطها حتى ذلك الوقت، وتقول «روزاليوسف»: «عقدت مجلسًا أعلى من تاجر الورق وتاجر الحروف وبعض متعهدى المجلة، وبعد أن قام بعضهم بفحص السيارة التى هى مظهر «أبهتى» قبلوا أن يقرضونى المبلغ لأننى «ست بنت حلال» وقبلت أننى بنت حلال ولكننى رفضت أن أكون «ست» أى امراة ضعيفة مهيضة الجناح جديرة بالإشفاق وكان أن صرفتهم مع الشكر والرفض التام!
وزارنى فى المساء صديقى القديم الدكتور «فؤاد رشيد بك» الذى هو شقيق الاستاذين «إبراهيم ومحمود رشيد» السكرتيرين الخصوصين لصدقى باشا، وبعد أن وقف على حقيقة أمرى أعطانى حفنة من الفستق الذى يعشش دائمًا فى جيبه وطيب خاطرى ووعدنى بأنه سيتدخل فى الأمر.
وفى صباح اليوم التالى أرى الاستاذ «إبراهيم رشيد» يدخل علينا فى مكتبى وعلى فمه ابتسامة مؤنسة ليخبرنى بأن صاحب الدولة على الرغم مما بينى وبينه من الحب المفقود والأمل الخائب فإنه يقدر جهادى ويعجب بعنادى ولهذا فهو يعفينى من دفع المائة والخمسين جنيهًا ويعيد إلى رخصة مجلتى «روزاليوسف» مكتفيًا بضمان كائنًا من كان من أصحاب الأملاك ولكن بشرط صغير يعرضه الباشا ولا يقضى به!.
وما هو شرط الباشا صاحب الدولة؟! أن دولته يقبل النقد البرئ ولا يضيق صدره بفرش الملاية فى حدود الأدب ولكنه لا يحتمل الإدعاء على خلقته بالقبح والتشويه، وهى خلقة مش ولا بد صحيح ولكنها معتلة لم تفارقها الوسامة وكانت فيما مضى بل للآن موضع الإعجاب من جانب الجنس الناعم ومبعث الحوادث والأحداث بين ربات الخدور وغير ربات الخدور من لابسات.. اليشمك أو البرنيطة!
تضيف «روزاليوسف» ساخرة: ثم إن تمثيل شفتيه على الصورة التى نسجلها فى رسومنا الكاريكاتورية أمر يعكنن مزاج الباشا أكثر من أى شىء آخر وأنه يجب أن نذكر أن الله جميل يحب الجمال.
قبلت شرط الباشا أو بالأحرى رجاءه وكان على أن أبحث مع المصور الكاريكاتورى للمجلة عن أحدث الطرق لتجميل وجه صاحب الدولة الذى يأبى إلا أن يتمسك بالجمال وبفلسفة الجمال فى السن التى يحتاج فيها القلب إلى عكاذ!
قبلت هذا من غير احتجاج ولا أدرى لماذا؟! فقلما أقبل شيئًا من غير تعليق أو احتجاج يوحد الله! هل يرجع قبولى هذا إلى أننى سيدة أم أننى اشفقت أن أنكد على «صدقى باشا» فى شىء شخصى يعتز به ويعده رأسمالًا لاتنال منه المضاربات وليس له دخل فى خصومتنا السياسية؟! أم أننى نزلت على هذا الشرط متأثرة بموقف الباشا من محنتى وهو موقف نبيل ولا شك! أم أننى أردت أن أجامل صديقى الدكتور فؤاد رشيد ثم الاستاذ «إبراهيم رشيد»؟!  لم أنته بعد إلى الجواب الصريح!..
وللحكاية بقية!