الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنيس منصور وأيام «روزاليوسف»!

أنيس منصور وأيام «روزاليوسف»!






ما أكثر الصحف والمجلات التى عمل وكتب بها الأستاذ الكبير «أنيس منصور» ومنها «الأساس» و «الجريدة المسائية» وكان يرأس تحريرها الأستاذ والشاعر الكبير «كامل الشناوى» ومجلة النداء «لصاحبها» «يس سراج الدين» لكن تبقى مجلة «روزاليوسف» فى حياته محطة لاينساها، وفيما بعد حرص على تسجيل بعض ذكرياته فيها ويقول:
عندما اشتغلت فى النداء وفى الجريدة المسائية وفى الأهرام كنت حريصًا على أن أعمل فى «روزاليوسف»، وقد كان رئيس التحرير «إحسان عبدالقدوس» شخصية باهرة: أديب ومحلل سياسى وفاتن جميلات مصر، وكان رقيقًا أنيقًا، إحسان عبدالقدوس هو أول من قدمنى لقراء «روزاليوسف» وقراء مجلة «الاثنين» «كانت تصدر عن دار الهلال» عندما كان يكتب فيها الصفحة الثانية بإمضاء «سان»!
ففى «روزاليوسف» قدم للمسرحية الوجودية التى كتبتها بعنوان «هروب الملائكة»: «ترقبوا هذا الشاب الذى هو كوكتيل من العقاد وطه حسين والحكيم والفيلسوف الوجودى «سارتر» إنه قادم وسوف يكون حدثًا مهمًا... وأعاد هذا المعنى بصورة أجمل مرة أخرى!
وكان إحسان عبدالقدوس،، رئيس التحرير، كانت والدته السيدة «روزاليوسف» رئيسة رئيس التحرير! وكان لا يرد لها طلبًا ولايناقشها ولا يختلف معها لأن دماغها ناشفة وشخصيتها قوية، صحيح أن إحسان عبدالقدوس «هو ابنها الحبيب، ولكن إحسان ليست عنده موهبة إدارية ولا مالية كالتى كانت عند «روزاليوسف»!
وكان إحسان إذا جلس للكتابة فكأنه راهب فى صومعة، أو كأنه وثنى يدور حول تمثال من الرخام البارد الذى يتدفق منه الكلام حارًا جميلا! وكنا نحترم هذه العزلة فاذا أردنا شيئًا ذهبنا إلى والدته! وقفت أمامها مع «حمدى فؤاد» و «طلعت يونان» نطلب زيادة المكافأة، فقد كنا نتقاضى 12 جنيهًا شهريًا! وكنت أقول: “أنا الذى أنفرد بأخبار الملك فاروق لأن صديقتى” سيلفانا ماديللى” تبعث لى ما تنشره الصحف الفرنسية، وحمدى فؤاد قال وطلعت يونان ولكنها وقفت ووضعت يدها فى وسطها وقالت: الواد ده بس! أنا وقررت زيادة مكافأتى إلى 16 جنيهًا! “
وكان يجلس أمام مكتب «إحسان عبدالقدوس» ضابط برتبة عقيد وقد خلع الجاكتة وراح يرد على القراء فى باب اسمه «جراح قلب» هذا الضابط هو «عبدالمنعم السباعى» مؤلف أغنية «أنا والعذاب وهواك»، رآنى «عبدالمنعم السباعى» مفرفشًا قال لى: عملت إيه مع الست؟!
قلت: “علاوة أربعة جنيه”!
قال:” إيه ياخويا.. أربعة جنيه.. أنت سحرت لها.. أربعة جنيه يا نهار أسود رقصنى ياجدع”!
وقفز فوق الترابيزة ورحنا ننقر له وهو يرقص: أربعة جنيه يا أبا دلعنى.. أربعة جنيه يا أبا جوزنى!
عندما خرجت السيدة «روزاليوسف» من الباب وجدته مندمجًا فى الرقص: إيه ياواد أنت وهو المسخرة دى!
وقال لها «عبدالمنعم السباعى» مسخرة.. هو ده حصل فى تاريخ روزاليوسف.. واحد يزيد أربعة جنيه حته واحدة ومش عاوزانا نسجل هذا اليوم التاريخى يا ست!
ولم تضحك السيدة «روزاليوسف» وقالت: انزل ياواد أقعد اشتغل!
قال عبدالمنعم: فيه أمل فى علاوة ياست؟!
قالت: لما تموت!
قال: زى بعضه يعنى لما أموت تديها لعيالى؟!
ردت: أيوه.. بس موت !
ويقول أنيس منصور: “فى ذلك الوقت كان «صلاح حافظ» يراجع الموضوعات والأخبار ويعيد صياغتها”!
وللحكاية بقية!