الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وماذا بعد؟

وماذا بعد؟






كعادتنا دائما ننطلق صائحين مهللين مهاجمين ناقدين ناصحين محذرين، ثم نهدأ ونتراجع وننزوى ونلتقط أنفسنا فور هدوء الموجة، لنعاود الانطلاق مجددا مع ناقوس خطر جديد يفاجئنا من حيث لا ندرى ولا نتوقع.
هذه الحالة لا تقتصر على موضوع واحد أو ملف استثنائى، إنما هى حالة مزمنة اخترقت كل زوايا وجوانب وجماعات المجتمع، يتساوى فيها الكبير بالصغير،  بالآمر والمأمور، لا مجال لتباين جماعة عن أخرى، حتى المثقفين والمحللين، كلنا هذا الرجل.
هذا ما جرى قبل أيام، حين أشار السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الـ21 شائعة التى ضربت البلاد فى أيام قليلة، وأشار إلى مخاطرها وتأثيراتها السلبية.
المفارقة أن ما أعلنه السيد الرئيس ليس جديدا، لأن مركز المعلومات يصدر بيانا شبه يومى بالشائعات الجديدة والرد عليها، ويقوم التليفزيون بإذاعة البيان ونشره على شريط الأخبار، وتهتم الصحف بنشره فى صفحاتها الأولى، ونتابعه جميعا من دون استثناء.
إذن نحن نعلم يوميا بموضوع الشائعات، والجميع يعلم كثافة أعداد الشائعات، وكلنا نطالعها ونتابعها ونسمعها كما الناس تماما، إذن الفرق الوحيد أن السيد الرئيس التفت إلى ملحوظة مهمة اسمها إجمالى عدد الشائعات وتحدث عنها لينبه الناس من حالة يعيشونها يوميا.
فى تقديرى أن المسألة ليست فى عدد الشائعات أو ترديدها والترويج لها وتصديق البعض لها، إنما المسألة فى الذين يمتلكون القدرة على التفرقة بين الشائعة والمعلومة، والمسألة أيضا فى المعنيين بالتعامل مع الرأى العام والتفاعل معه، ومسئوليتهم عن اكتشاف مناطق الاشتباك واقتحامها.
سنختلف حول أسباب تنامى الشائعات وتزايد أعدادها، بعضنا سيتحدث عن المصارحة والمكاشفة، والبعض سيتحدث عن سيولة المعلومات وحق تداولها، والبعض سيتحدث عن تقصير المسئولين.
دائما ما نستهلك وقتنا فى جدال ونقاش عام، أو كما يقول بعض الشباب حوارا بالعرض، ولا ننطلق للأمام أبدا متجاوزين مناطق الخلافات إلى نقاط اتفاق تتيح لنا حلولا عملية مقبولة.
منذ أطلق السيد الرئيس تحذيره ونحن مازلنا فى دائرة البحث عن الأسباب، أو فى دائرة تحذير الرأى العام من خطورة الانسياق وراء الشائعات، ولم نبحث حتى الآن كيف نبنى جدارا يحمى المجتمع من اختراقات الشائعات.
أعرف أننا نواجه عدوا يخصص جزءًا من قوته لصناعة الشائعات وترويجها مستغلا ثغرات ليمر منها ويصل إلى الناس، وأن هذا العدو يُنفق مخصصات مالية ضخمة لاختراق المجتمع المصرى، إنما المؤكد أنه يجد ثغرات ينفذ منها وإلا ما كنا بدأنا نتحسس مخاطر الشائعات.
السؤال الأساسى وماذا بعد؟ نحتاج لأفكار ومقترحات عملية تخلق الحواجز لتمنع تمرير الشائعات، فالانتظار والرد ليس حلا، إنما المهم من يبدأ أولا؟ ومن سيكون فى رد الفعل؟
أقترح خروج المتحدث الرسمى للحكومة فى مؤتمر صحفى صباحا للإعلان عن أهم ما سيتم من أحداث والرد على أسئلة الإعلام.. ومساء للإعلان عن أهم وقائع اليوم والتعليق على أبرز الأحداث.
مداومة هذا الفعل ستخلق حالة مختلفة بين الدولة وبين الرأى العام.