الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ترامب وتويتر وسى.إن.إن!

ترامب وتويتر وسى.إن.إن!






علاقة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» بمحطة «سى.إن.إن» الأمريكية تدعو للدهشة والاستغراب، فهو يطيق العمى ولا يطيق هذه المحطة، وما أكثر المرات التى هاجمها بضراوة وانتقدها بشراسة وعنف، بل وصفها بأنها «مصدر مهم للأخبار الكاذبة وتعطى صورة سيئة للعالم عن الولايات المتحدة!!» ومن جانبها ردت «سى.إن.إن» عليه قائلة: عملنا ليس تقديم الولايات المتحدة للعالم، إنه عملك، مهمتنا هى تقديم الأخبار!
الأغرب والأعجب من ذلك أن ترامب اشتعل غضبا وثار ثورة عنيفة على فريق عمله الرئاسى عندما اكتشف مؤخرا وأثناء قيامه برحلة خارجية مع زوجته «ميلانيا» أنها تشاهد محطة «سى.إن.إن» بينما كانت تعليماته الصارمة بضبط شاشة تليفزيون الطائرة على شاشة محطة «فوكس»!!
وهى المحطة المفضلة لديه والتي يتابعها ويشاهدها بانتظام!!
وكانت محطة “سى.إن.إن» قد نشرت تسجيلا صوتيا بين «ترامب» ومحاميه حول دفع مبالغ مالية لممثلة إباحية زعمت أنها كانت على علاقة مع ترامب!!
ومنذ أسابيع وأثناء المؤتمر الصحفى بين «ترامب» والسيدة «تيريزا ماى» رئيسة وزراء بريطانيا، رفض الإجابة عن سؤال لمراسل «سى.إن.إن» قائلا: إنها مؤسسة أخبار زائفة!! وأنا لا  أقبل أسئلة من «سى.إن.إن»!! وسرعان ما اتجه «ترامب» ببصره إلى مراسل «فوكس» وطالبه بطرح »سؤاله قائلا: شبكة فوكس نيوز هى شبكة إعلامية حقيقية!!
ولعل آخر ما تناقلته وسائل الإعلام فى هذا الصدد هو منع مراسلة «سى.إن.إن» من تغطية أخبار البيت الأبيض، والمراسلة هى «كايتلان كولينز» بحجة أن أسئلتها إلى ترامب غير مناسبة!!
وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض «سارا ساندرز» أن المراسلة غير مرحب بها للمشاركة فى المؤتمر القادم!
هذه الواقعة أعادت إلى أذهان ما جرى فى يناير الماضى وكان ترامب يعقد مؤتمرا صحفيا بحضور رئيس كازاخستان وتساءل مراسل «سى.إن.إن» عن المقصود بالدول القذرة واستقبال مهاجرين جدد!! وهنا نظر ترامب نحوه قائلا: اخرج!! وقام مساعدو الرئيس ترامب بإخراج المراسل!!
ولا يترك «ترامب» فرصة إلا ويهاجم المحطة حتى ولو كان ذلك مناسبة اجتماعية بسيطة، فعندما قررت «سى.إن.إن» مقاطعة حفل الكريسماس الذي يقيمه البيت الابيض لوسائل الإعلام قائلة: فى ضوء الهجمات المتواصلة من جانب الرئيس على حرية الصحافة و«سى.إن.إن» نشعر أنه ليس من المناسب الاحتفال معه هو وضيوفه.
وعى الفور نشر «ترامب» تويتة ردا على هذا الاعتذار قائلا: هذا أمر عظيم ويجب أن نقاطع «سى.إن.إن» التى تبث أخبارا كاذبة أن التعامل معها هو مضيعة كاملة للوقت!!
ولم تتوقف عداوة ترامب عند هذا الحد، بل انتقل إلى مرحلة أخرى أكثر إثارة للدهشة عندما نشر فيديو ساخر مدته 28 ثانية يظهر فيه وهو يوجه لكمات قوية لشخص ما ويضع شعار «سى.إن.إن» على وجهه، وبعدها يظهر وهو يغادر حلبة المصارعة وعلى وجهه علامات الرضا والزهو، وإلى جانب هذا الفيديو عبارة: «أخبار مزيفة سى.إن.إن».
ويكتب ترامب على تويتر: «إن فوكس نيوز أهم بكثير للولايات المتحدة من «سى.إن.إن» لكن مازالت «سى.إن.إن» مصدرا أساسيا للأخبار الكاذبة».
باختصار شديد لا يثق «ترامب» فى «سى.إن.إن» ولا يهمه أن يظهر علي شاشتها ضيفا ولا يعنيه أن تجرى حوارا مطولا معه، فقد اكتفى «ترامب» بتغريداته التى لا تنتهى طوال ساعات اليوم، والتى يعتبرها شاشته التليفزيونية الخاصة التي يتابعها الملايين وينشر فيها ما يشاء وما يحب أو يكره!! تويتر هى التليفزيون المهم والأكثر تأثيرا عند الرئيس ترامب!