الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الراديو فى حياة عبدالناصر!

الراديو فى حياة عبدالناصر!






كان جهاز «الراديو» لا يفارق الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر سواء وهو فى مصر أو فى رحلاته الخارجية، ويروى د.حاتم صادق زوج ابنته السيدة د.هدى عبدالناصر فى مقال شهير له عنوانه «عبدالناصر كيف كان يعمل» تفاصيل أكثر قائلا:
«وإلى جانبه كان هناك دائما جهار الراديو.. آلة أخرى - بعد التليفون - كان اعتماده عليها شديدًا وطوال اليوم يظل مؤشر المحطات ينزلق يمينا ويسارا بين أصابع خبير بموضع محطات إذاعة العواصم العالمية ومواعيد نشرات أخبارها!
ولقد كان صوت جهاز الراديو فى حجرة مكتبه أو حجرة نومه جزءا لا يتجزأ من وجوده فى أيتهما.
ومن أغرب الحكايات فى هذا الصدد ما روته الدكتورة هدى جمال عبدالناصر فى حوارها الطويل مع الأستاذ الكاتب الصحفى «محمد مراد« فتقول: «كان أبى يحرص على أن يعرف الشىء من مصادره الأصلية ومن ثم فلقد كان حريصا على متابعة أدوات الاتصال وأهمها الصحف والإذاعة.. كان يقرأ الصحف بنفسه سواء كانت عربية أو أجنبية، وربما لهذا درست أنا اللغة الفرنسية حتى أتابع الصحف الناطقة بها وأعرض عليه ما يجىء فيها خلال عملى كسكرتيرة للرئيس!!
أما الإذاعة فإن الراديو كان دائما إلى جواره.. دائما مفتوحا سواء كان يقرأ أو يكتب إلى حد أننا إذا لم نسمع الراديو فى غرفته نعرف على الفور أنه قد نام!!
وعندما كان أبى يسافر إلى الخارج كان حرصه على سماع الراديو يزداد خصوصا إذاعة القاهرة ليعرف الأنباء وليسمع بالذات صوت القاهرة!!
ولهذا فإنه خلال زيارته السرية لموسكو أوائل سنة 1970 للاتفاق على بناء شبكة الصواريخ.. أخذ أبى فى الصباح وفى المساء - طبقًا لعادته - يحرك مؤشر الراديو بحثا عن صوت القاهرة بلا جدوى!!
وفتح مجلة الإذاعة التى كان يأخذها معه لمعرفة الموجات التى تبث عليها الإذاعة.. وتأكد منها وعاد يحرك المؤشر لكن أيضا بلا جدوى!!
واحتار أبى - كما عرفت منه بعد ذلك - وسأل واستفسر وعاد إلى القاهرة - ولقد كانت زيارته على أية حال قصيرة - ليفاجأ بعد التحقيق الذى أجراه بنفسه هنا وهناك أن إذاعة مصر لا تصل إلى هذه البلاد البعيدة إلا بصوت خافت جدا إذن لماذا كان يسمعها من قبل وفى زياراته الأخرى بوضوح؟!
إن السبب فى هذا - كما كشف التحقيق - بسيط جدا وهو أن المسئولين عن هذا القطاع الإعلامى كانوا يعرفون سلفا برحلاته سواء إلى الاتحاد السوفيتى أو غيره وبناء على ذلك كانوا يعملون على تقوية الإرسال وتوجيهه بحيث تسمع الإذاعة بوضوح فى الدولة التى يزورها، أما هذه المرة فإن الزيارة كانت سرية فلم يعلم أحد وبالتالى ظل الإرسال كما هو ضعيفا».
انتهت القصة والحكاية التى هى أغرب من الخيال، وترصد د.هدى عبدالناصر فى كتابها «جمال عبدالناصر» الأوراق الخاصة كيف كان اهتمام عبدالناصر بكل ما يتصل بما تقدمه الإذاعة من برامج وأحاديث وتعليقات وتوجيهاته فى هذا الشأن ومطالبته بإعداد برنامج أسبوعى أو مرتين فى الأسبوع بعنوان «أخى المواطن» وطلبه بتقوية الإذاعة أثناء نشرات الأخبار وبرنامج «قالت الصحف» ويحدد من يقومون بالتعليقات فى الإذاعة وهم الأساتذة محمد التابعى وهيكل ومصطفى أمين وإحسان عبدالقدوس ويقرر عدم نشر برامج الإذاعة الإجنبية إلا بتصريح.. إلخ..
وما أكثر العجائب والغرائب فى كواليس السياسة!!