الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مرض التابعى وبدايات زكى طليمات الصحفية!

مرض التابعى وبدايات زكى طليمات الصحفية!






فشلت السيدة روزاليوسف تماما مع زوجها الفنان الكبير «زكى طليمات» فى أن يتفرغ للكتابة فى مجلتها خاصة بعد أن كتب مقالا مهمًا يدافع فيه عن الخديو «عباس حلمى الثانى» الخديو السابق لمصر!
وبعد عدة سنوات وعقب عودته من باريس طلب منه وزير المعارف «بهى الدين بركات باشا» كتابة تقرير عن فن التمثيل والمسرح المصرى وخطة إصلاحه! وبالفعل كتب «زكى طليمات» التقرير وقدمه للوزير الذى أمر بنشره فى الصحف لاستطلاع رأى المشتغلين بالمسرح ونشرت «الأهرام» التقرير فى عدة مقالات فى أبريل ومايو ويونيو سنة 1930.
وتتغير الوزارة ويتولى وزارة المعارف محمد حلمى عيسى باشا الذى قرر إلغاء معهد التمثيل بل وإلغاء البعثة التى كان ضمنها زكى طليمات لبعض المهام الفنية وتسلم زكى طليمات وهو فى باريس خطابا رسميا من وزارة المعارف يأمره بإيقاف أى نشاط يقوم به!
تفاصيل ما جرى بعد ذلك ترويه السيدة «روزاليوسف» قائلة: ورجع الاستاذ زكى طليمات من بعثته رجع المسكين وإذا به يرى المعهد الذى كان يديره ويدرس فيه قد أغلقت أبوابه بالضبة والمفتاح بأمر «حلمى عيسى باشا» الوزير الجديد للمعارف فما لبث أن استهل صالح الاعمال بإغلاق معهد التمثيل بحجة أنه مخالف للتقاليد ثم بتشريد الدكتور طه حسين من عمادة كلية الآداب الى ديوان الوزارة ليتولى التفتيش على صغار الطلبة بحجة أن طه حسين له آراء جريئة فى الدين وأنه لا يقوم بعمله فى كلية الاداب بما يتفق وحفظ الآداب!
ونقل زكى طليمات الى دار الاوبرا لا ليعمل شيئا، اللهم إلا إذا رأينا فى حصر أنواع الاحذية والفساتين وسائر مهمات الممثلين والممثلات عملا يستحق الذكر!
أنزوى المسكين يشكو البطالة بعد أن كان لا يشكو العمل فى إدارة المعهد وسرعان ما علته الكآبة وتربعت على شفتيه ابتسامة ساخرة مريرة!
ومضت أسابيع وأيام وفى ذات يوم جاء المنزل كعادته واذا به يخرج ثعبانين صغيرين من جيبه وقد انطلق يقفز من الثانى فأر سمين فلم يسعنى أنا وأصدقائى المحررون إلا أن نصيح من الخوف والدهشة!
أما هو فلم يفارقه هدوءه وأخذ يحدثنا كيف أنه يقضى أوقاته فى الايام الاخيرة فى استخراج الثعابين من بين الاثاث المتراكم فى المخازن، بعد أن انتهى إليه أن دار الاوبرا تسكنها هيئة كاملة من الزواحف والفئران بلغ من جرأتها وحبها للفن أنها ترتدى ملابس الممثلين فى الليل! وتقوم بتمثيل روايات! خاصة أنه نوى أن يمضى ليلة فى مخازن الاوبرا للتعرف على صفوة الممثلين من السحالى والثعابين والفئران ليتولى إخراج رواية لها! فحزنت لهذه الفكاهة المريرة!
ومنذ ذلك اليوم أخذت أزين له العمل فى تحرير المجلة لكنه كان دائما يعتذر باسم الفن ولحبه للفن وباسم الأدب ذى الكعب العالى!
ثم جاءت نقطة التحول البارزة بالصدفة المحضة حيث تروى السيدة «روزاليوسف» ما جرى بقولها: حصل بعد ذلك أن مرض كبير المحررين بالمجلة مرضا أقعده عن العمل وتنازل له زكى طليمات عن سرير نومه فى المنزل ليحسن العناية به، وكان أن وقعت أزمة فى التحرير فكان أن جررت زكى من شعره الى المكتب فجلس يحرر ويحرر فى كل باب من أبواب المجلة وفى حذق ولباقة حتى إن قراء المجلة من الاصدقاء لم يشعروا بتغيير فى الاسلوب، وحسبوا أن المحرر المريض هو الذى يتولى التحرير فى سريره وسافر المريض بعد ذلك الى أوروبا مستشفيا وعاد من سفره وزكى يقوم بالتحرير أو الصنعة - كما كان يسميها - خير قيام!
ومنذ ذلك الحين أيقنت أن زكى يستطيع أن يكون ما يشاء إذا أراد وأنى أضمن له النجاح مقدما إذا حاول أن يدرس الطب أو الصيدلة أو علم التنوم المغناطيسى من جديد وأؤكد أنه يستطيع أن يكون صحفيا كبيرا يشار إليه بالبنان!
ملحوظة: المقصود بكبير المحررين هو الاستاذ «محمد التابعى»..
وللحكاية بقية!