الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجزيرة الوثائقية وأدوارها الخفية!

الجزيرة الوثائقية وأدوارها الخفية!






فى وقته تمامًا يصدر هذا الكتاب البالغ الأهمية وعنوانه،» التليفزيون وتزييف الوعى العربى: الأدوار الخفية لقناة الجزيرة الوثائقية 356» صفحة ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب.
صاحبة ومؤلفة الكتاب هى الدكتورة آمال عويضة «الزميلة الرائعة فى جريدة الأهرام وكتابها كان فى الأصل رسالتها لنيل درجة الدكتوراه، وهى لم تكتب ما كتبت إلا بعد مشاهدتها لحوالى 127 عملاً وثائقيًا ومقابلة 25 من العاملين فى القناة ثم الرجوع لمئات المصادر التى تساعدها فى هذه المهمة الشاقة لكشف الأدوار الخفية لقناة الجزيرة الوثائقية!
ظهرت الجزيرة الوثائقية عام 2007 ـ أى منذ 11 سنة ـ كأول قناة وثائقية ناطقة بالعربية، ومن قبلها ظهرت الجزيرة الإخبارية سنة 1996.
تقول د.آمال عويضة: «من الملاحظ أن الجزيرة الوثائقية تتحاشى الزج بنفسها فى المسائل الحساسة للدول العربية أو النزاعات بينها إلا ما تراه مناسبًا لتوجهات الدولة الممولة ـ قطر ـ كما هو الحال مع الشأن المصرى قبل عام 2011 وما بعده، فى حين تتجاهل القناة ذاتها تناول شئون سياسية أو اجتماعية تخص دولة قطر الراعية كالحديث عن الانقلاب الخشن الذى جاء «بحمد» الابن فى عام 1995 والانقلاب الناعم من الابن «تميم» فى عام 2013 حيث تستبعد قواعد المهنية بتجاهل شئون الدولة أو قضايا الفساد وثروات العائلة الحاكمة أو استغلال الدولة فى ظل تواجد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى المنطقة!
وهو ما يجعل قناة الجزيرة الوثائقية وما تقدمه يدور فى فلك أفكار الدولة الممولة! ومن أخطر ما اكتشفته د.آمال أثناء إعداد رسالتها هو «من خلال المقابلات التى تم إجراؤها مع العاملين فى الوثائقية يمكن القول: إنهم يخشون الخروج عن قواعد سير العمل أو التفوه بمعلومات مهما كانت بسيطة ولا يتحركون إلا فى ضوء توجيهات ورضا الرؤساء الأعلى».
وتتجلى خطورة وأهمية العمل الوثائقى المقدم عبر قناة الجزيرة الوثائقية فى رهان القناة الواضح على دوره باعتباره شكلاً من أشكال مخاطبة وعى المشاهد ونقل الرسائل غير المباشرة التى يرغب القائمون على القناة فى تمريرها فضلاً عن دوره فى تشكيل الوعى لتحقيق مكتسبات لصالحها!
وخصوصًا فى مصر التى تم التركيز على الوضع السياسى بها بداية من العام 2009 كوسيلة لشحن الرأى العام والتركيز على السلبيات دون بارقة أمل!
إن حياد الجزيرة الوثائقية يصبح أمرًا مشكوكًا فيه بسيرها فى ركاب الاتجاه العام لقناة الجزيرة الإخبارية» ورضاها عن وصول «الإخوان» إلى الحكم ودعم تواجدهم ثم ما أعقب إزاحتهم عن السلطة وانخراط «الوثائقية» فى مواكبة الأحداث ومنافسة الإخبارية.
إن اطلاق «الجزيرة الوثائقية» كذراع ثقافية لشبكة الجزيرة لا يختلف كثيرًا عن قيام الولايات المتحدة فى عام 1947 بإنشاء جهاز المخابرات المعروف بالـC.I.A ليتولى الجانب الثقافى فى الحرب الباردة التى دارت بين الكتلتين الغربية والشرقية.
وتضيف د.آمال عويضة: «إجمالاً تشكل مصر مأزقًا لقناة الجزيرة الوثائقية التى لا تستطيع إغفال ثراء الواقع المصرى وفرض ظواهره على أفكار صناع الأعمال الوثائقية فى العالم العربى وهو ما استخدمته «الوثائقية لصالح رؤيتها باختيار موضوعات ذات بُعد سلبى فى غالبيتها بلغ ذروته قبيل حراك عام 2011 تزامن مع رفض القناة لإنتاج أعمال ذات منحى ايجابى تم رفضها بسبب «مصريتها» أو محليتها، وهو ما يكشف عن حذر القناة فى التعامل مع مصر كرائدة و مصدر لإنتاج ثقافى امتد لعقود سابقة فضلاً عن تاريخها وعدد سكانها وحيوية المجتمع الذى لم ترصد القناة إلا سلبياته».
وليست تلك الكلمات إلا باقة ورد بسيطة للكاتبة والزميلة الرائعة «د.آمال عويضة» لكتابها الموضوعى الملئ بالمعلومات والحقائق التى تفضح الجزيرة الوثائقية!